بدء محاكمة ثلاثة أشقاء سوريين بتهمة الإرهاب في ألمانيا

لقطة لقضاة في احدى المحاكم الألمانية (رويترز)
لقطة لقضاة في احدى المحاكم الألمانية (رويترز)
TT

بدء محاكمة ثلاثة أشقاء سوريين بتهمة الإرهاب في ألمانيا

لقطة لقضاة في احدى المحاكم الألمانية (رويترز)
لقطة لقضاة في احدى المحاكم الألمانية (رويترز)

يمثل ثلاثة أشقاء سوريين أمام قاضي محكمة سيلله، في ولاية سكسونيا السفلى، بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية وارتكاب جرائم حرب. وتتهم النيابة العامة في سيلله، خلال المحكمة التي بدأت أمس (الجمعة)، الأشقاء الثلاثة بالانتماء إلى «جبهة النصرة» الناشطة في سوريا. كما تتهم المحكمة اثنين من الأشقاء الثلاثة بارتكاب جرائم حرب أثناء القتال إلى جانب «جبهة النصرة»، قبل تقديمهم طلبات اللجوء في ألمانيا سنة 2015.
ويشير محضر الدعوى إلى أن الأشقاء الثلاثة نشطوا في صفوف «جبهة النصرة» بعد احتلال «الجبهة» لمدينة رأس العين، في الشمال السوري، التي تسكنها عائلة الأشقاء في سنة 2012. وفي حين عمل أكبرهم سناً «أحمد ك.» (51 سنة) مع أخيه الأصغر سلطان (42 سنة) على بيع المواد الغذائية والديزل لصالح «جبهة النصرة»، وفَّر الشقيق الثالث مصطفى سطح منزله لقناصة «الجبهة» في المدينة المحتلة.
واشترك الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 39 و51 سنة، مع عناصر «الجبهة»، في اعتقال الموالين لنظام بشار الأسد، وفي اقتحام ونهب بيوتهم بعد طرد عوائلهم منها. وتم العثور لاحقاً على أجساد الموالين للأسد قتلى خارج المدينة. واستخدم «أحمد ك.» سيارته «البيك آب» في الدوران في الشوارع، ودعوة الأكراد إلى مغادرة المدينة أو التعرض للقتل.
وحينما استعادت «وحدات حماية الشعب» الكردية، المدينة، من أيدي «جبهة النصرة» غادرها الأشقاء الثلاثة متخذين طريق تركيا والبلقان وصولاً إلى ألمانيا.
ويعاقب القضاء الألماني بالسجن كلَّ من ينتمي إلى منظمة إرهابية أجنبية، كما يلاحق مرتكبي الجنايات خارج ألمانيا أيضاً بحسب القانون الدولي.
ويتعامل القضاء الألماني مع «جبهة النصرة» كواجهة لتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا. ومن المتوقع أن ترتفع عقوبة كل من الأشقاء الثلاثة إلى فترة سجن أقصاها عشر سنوات، إذا ثبتت عليهم تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي خارجي.
وإذ أكدت محكمة سيلله انتماء الأشقاء الثلاثة لعائلة واحدة، لم تؤكد انتماء الشقيق الرابع إليها.
وسبق للنيابة العامة في هامبورغ أن أعلنت انتحار الشقيق الرابع المفترض «عبد الله ك.» (40 سنة) في سجنه في أغسطس (آب) 2017 بعد اعتقال الأربعة في شمال ألمانيا في يونيو (حزيران) 2017، إلا أن التحقيق حول نشاطات الشقيق الرابع مستمر، بحسب بيان النيابة العامة. وعاش الأربعة في مدن هاربورغ وسيفيتال ولوبيك مع عائلاتهم. وذكر راديو الشمال (ن د ر) أن السلطات الألمانية فتحت التحقيق حول الأشقاء بعد تبليغات عن دور الأربعة في «جبهة النصرة» من لاجئين سوريين آخرين.
وأشار الراديو إلى أن الأشخاص الذين بلغوا السلطان عن عائلة «ك.» كانوا أيضاً من سكان مدينة رأس العين. وينتظر أن يصبح هؤلاء المبلغون من شهود الإثبات الرئيسيين ضد الأشقاء الثلاثة.
ويضيف راديو الشمال أن محكمة سيلله ستواجه صعوبات في تثبيت التهمة بحق الأشقاء الثلاثة لعدم وجود تسجيلات صوتية أو مرئية تدينهم. وهذا ما أكده محامي الدفاع عنهم ماركو نويمان، أمس الجمعة، حينما قال في مقابلة مع الراديو إن الاعتماد على شهادة السوريين القادمين من رأس العين لا تكفي لإدانة موكليه.
جدير بالذكر أن المحكمة الاتحادية خصت سيلله بمحكمتين متخصصتين في قضايا الإرهاب. وسبق للمحكمة أن حكمت بالسجن لمدة 6 سنوات على المراهقة «صافية س.» التي طعنت شرطياً في عنقه في هانوفر قبل سنة ونصف السنة. كما تواصل سيلله محاكمة خمسة سوريين بتهمة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية، وبالعلاقة مع تنظيم «المسلمين الناطقين باللغة الألمانية» المحظور.
ووصف بوريس بستورياس، وزير داخلية سكسونيا السفلى، اعتقال الأربعة في حينها بالضربة القاصمة لـ«الخطرين» في ألمانيا. وتصنف دائرة حماية الدستور (الأمن العامة) المتشددين المستعدين لممارسة العمليات الإرهابية في ألمانيا بقائمة «الخطرين».
على صعيد الحرب ضد الإرهاب اليميني، أعلنت النيابة العامة فتح التحقيق مع النائب البرلماني يان نولته بتهمة العلاقة بتنظيم يميني متطرف. وهو نائب عن حزب «البديل لألمانيا» الشعبوي الذي حقق قفزة إلى البرلمان الألماني في الانتخابات العامة في نهاية العام الماضي.
وتتهم النيابة العامة نولته بالعلاقة مع الضابط اليميني النازي «ماركو أ.» الذي خطط لسلسلة عمليات اغتيال ضد القادة السياسيين الألمان، بينهم رئيس الجمهورية السابق يواخيم غاوك. ويفترض أن النائب اليميني كان على صلة بـ«ماكسيميليان ت.» الذي ينتمي إلى الخلية السرية التي كونها «ماركو أ.» في الجيش.
ومعروف أن «ماركو أ.» (28 سنة) تقمص شخصية لاجئ سوري، وتقدم بطلب اللجوء في بلده ألمانيا. وخطط مع ضابطين آخرين إلى عمليات تفجير واغتيال يجري لصقها باللاجئين السوريين.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.