قاضية أميركية توقف ترحيل «داعشي أميركي»

كان يحارب في سوريا واعتقله الأكراد

مبنى المحكمة الفيدرالية الأميركية العليا.
مبنى المحكمة الفيدرالية الأميركية العليا.
TT

قاضية أميركية توقف ترحيل «داعشي أميركي»

مبنى المحكمة الفيدرالية الأميركية العليا.
مبنى المحكمة الفيدرالية الأميركية العليا.

طلبت قاضية فيدرالية أميركية، الأربعاء الماضي، من البنتاغون عدم ترحيل «الداعشي الأميركي» الذي كان يحارب في سوريا إلى «دولة ثالثة». وكانت قد اعتقلته قوات الأكراد الحليفة للولايات المتحدة، وسلمته للقوات الأميركية التي تعتقله الآن في العراق.
وحسب صحيفة «واشنطن بوست»، لم يُعلن اسم «الداعشي الأميركي من أصول عربية». وفي قرارها، لم تعلن القاضية اسمه أيضاً. ولا اسم «الدولة الثالثة». وحسب وثائق الادعاء الحكومي، وُلد الداعشي في الولايات المتحدة وعاد مع والديه إلى منطقة الشرق الأوسط وتربى هناك. وفي وقت لاحق، جاء إلى الولايات المتحدة، ودرس الهندسة الكهربائية في جامعة في ولاية لويزيانا. وصار يتمتع بالجنسيتين الأميركية ودولة عربية أخرى. ثم عاد إلى الشرق الأوسط، وتزوج وأنجب بنتاً. وجاء إلى الولايات المتحدة مرتين لتقديم طلب للجنسية الأميركية للبنت.
وعندما بدأت الحرب الأهلية في سوريا، انتقل إلى هناك، وانضمّ إلى تنظيم داعش.
مضى على اعتقال الداعشي 7 أشهر. وكان موضوعه مهملاً، حتى تدخلت منظمات لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة، منها الاتحاد الأميركي للحقوق المدنية (إيه سي إل يو)، واستنكرت اعتقال العسكريين الأميركيين مواطناً أميركياً من دون تقديمه إلى محاكمة.
قالت القاضية في حكمها، في فقرة واحدة قصيرة، ومن دون ذكر اسم الرجل، أو «الدولة الثالثة»: «بهذا، أوافق على دعوى توقيف مؤقت في سير القضية... وعدم نقل مقدم الدعوى من الاعتقال الأميركي».
في الحال، أعلنت وزارة العدل، التي تمثل وزارة الدفاع في القضية الحكومة الأميركية، أنها ستستأنف الحكم. وكان البنتاغون قد سمى الداعشي «مقاتلاً معادياً». وفي العام الماضي، منعت القاضية البنتاغون من تسليم الداعشي لدولة أخرى، حتى تُصدر حكماً نهائياً. وشددت على أهمية مقابلته لمحامين. وقالت إنها لم تصدر حكماً نهائياً لأنها ما كانت متأكدة من أن البنتاغون سينقل الداعشي إلى دولة أخرى. ولأن البنتاغون ربما سينقله إلى الولايات المتحدة، أو يطلق سراحه.
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن هذه القضية «أول اختبار لحق مواطن أميركي أُسر في ساحة قتال أن يطعن على أسره، وأن يتلقى مساعدة قانونية».
وكانت المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) قد وافقت على هذا الحق عندما نظرت في دعاوى أميركيين كانوا ينتمون إلى تنظيم القاعدة، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نقلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» قول مسؤولين في وزارة العدل إنهم لا يعتقدون أن لديهم أدلة كافية لتوجيه الاتهام إلى الداعشي.
وقبل حكمها بفقرة واحدة يوم الأربعاء، كانت القاضية قد أصدرت رأياً في العام الماضي يتكون من 8 صفحات. وقالت فيه إن الداعشي «أظهر احتمال نجاح ادعائه بأن هذه المحكمة قد تفيده بشكل مؤقت. وقد تمنع البنتاغون من نقله، بينما تقرر المحكمة شرعية احتجازه». وأضافت القاضية أن البنتاغون «يجب أن يقدم أدلة قانونية إيجابية لنقله»، مثل معاهدة تسليم، أو ادعاء بسلوك إجرامي في دولة أخرى. وكان محامو الحكومة قد قالوا، أمام القاضية، إن هناك «مخاوف كبيرة تتعلق بالأمن القومي والعلاقات الخارجية»، وإن هذه يمكن أن تبرر تسليم الرجل إلى دولة أخرى. لكن القاضية ردت بأن هذه «حجج غير كافية».


مقالات ذات صلة

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )
أميركا اللاتينية شرطة فنزويلا (متداولة)

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أعلن وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، الاثنين، أن السلطات اعتقلت أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب، عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس )
الولايات المتحدة​ جندي أميركي خارج أسوار معسكر غوانتانامو (متداولة)

أميركا تقلص عدد معتقلي غوانتانامو إلى 15 بعد إرسال 11 يمنياً إلى عُمان

خفضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عدد السجناء في مركز احتجاز خليج غوانتانامو في كوبا بنحو النصف، بعد أن أرسلت 11 معتقلاً إلى عُمان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ تظهر نظارات «ميتا» الذكية المحدثة في المقر الرئيسي للشركة في مينلو بارك بكاليفورنيا في الولايات المتحدة 27 سبتمبر 2023 (رويترز)

ما نظارات «ميتا» التي استخدمها مهاجم نيو أورليانز للاستكشاف قبل عمله الإرهابي؟

نظارات «ميتا» هي أجهزة بها كاميرا مدمجة ومكبرات صوت وذكاء اصطناعي، يمكن التحكم فيها بصوتك وبأزرار، والتحكّم بها كذلك ببعض الإيماءات.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز (الولايات المتحدة))

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.