البشير يقيل وزير خارجيته إبراهيم غندور

ابراهيم غندور
ابراهيم غندور
TT

البشير يقيل وزير خارجيته إبراهيم غندور

ابراهيم غندور
ابراهيم غندور

في خطوة كانت متوقَّعة، بشكل كبير، أصدر الرئيس السوداني قراراً جمهورياً أعفى بموجبه وزير خارجيته إبراهيم غندور، بعد يوم واحد من بيانه أمام المجلس الوطني (البرلمان)، أعلن خلاله أن وزارته تعاني أوضاعاً مالية قاسية تسبَّبت في عجزها عن دفع الرواتب وإيجارات مقار البعثات الدبلوماسية لسبعة أشهر.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سونا) أن الرئيس البشير وعقب عودته من السعودية، مساء أمس، حيث شارك في قمة الظهران العربية، أصدر قراراً جمهورياً، أعفى بموجبه إبراهيم أحمد غندور من منصبه وزيراً للخارجية، دون تقدم تفصيلات عن أسباب الإقالة.
وكان الوزير غندور قد دق «ناقوس الخطر»، واستصرخ المجلس الوطني (البرلمان) لمساندته بمواجهة أوضاع مالية قاسية تعيشها وزارته، أدت إلى تقديم عدد من السفراء والدبلوماسيين طلبات بإعادتهم للبلاد، بسبب الظروف التي يعيشونها وأسرهم جراء عدم تسلمهم لرواتبهم لسبعة أشهر.
وأبدى غندور أسفه للظروف التي اضطرته لإعلان وضع وزارته على الملأ، وقال: «نحن نعمل في ظروف بالغة التعقيد، سفاراتنا في الخارج لم تتسلم مرتبات الدبلوماسيين والعاملين، لسبعة أشهر، ولم تدفع مستحقات الإيجار».
ودعا الوزير السابق البرلمان للتدخل لحل الأزمة التي تواجهها الوزارة، بقوله: «ندق ناقوس الخطر، وأنا أستنجد بالبرلمان للتدخل لحل المسألة». ولم يكتفِ الغندور بإعلان إفلاس وزارته، بل اتهم جهات في الدولة بأنها ترى أن مرتبات الدبلوماسيين وإيجارات السفارات ليست ذات أولوية، بل لا تنفّذ توجيهات الرئيس بصرف ميزانية الخارجية، وأضاف: «تحدثتُ مع الرئيس عمر البشير ورئيس الوزراء، ومع محافظ البنك المركزي، بعد المصادقة على المبلغ من وزارة المالية (نحو 30 مليون دولار)»، وتابع: «يبدو أن هناك من يعتقد أن مرتبات الدبلوماسيين والإيجارات ليست ذات أولوية».
ومنذ إطلاق تصريحاته تلك، توقع كثير من المراقبين إعفاء الرجل من مهمته، بل ذهب بعضهم إلى القول إنه «زهد في المنصب»، وهذه بمثابة دعوة لإقالته.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».