المشهد: مهرجان آخر

> بينما هضمت الدول الغربية معنى السينما وأهميتها وفاعليتها وجدواها على كل صعيد ممكن. وبينما تم لها إطلاق مهرجانات وجوائز سنوية ومناسبات خاصة بها حتى من قبل أن تنطلق على نحو كامل قبل 91 سنة، ما زالت السينما عندنا مفهوم مُساء التعامل معه والتعاطي وإياه.
> تُقام المهرجانات الرئيسية في العالم لكي تستمر. تُقام عندنا إما لتبقى صغيرة أو لتستمر معوزة بلا تمويل كافٍ أو لتتوقف سنة وتعود سنة، أو لتتوقف تماماً. في الخارج يتبنون مفهوم الثقافة السينمائية بلا شروط، وعندنا في عالمنا العربي هناك شروط وقواعد لا دخل للسينما بها لكنها تُفرض عليها فتعيق حركتها أو تشلها.
> المناسبة هنا هي أن المهرجان السينمائي الأهم في العالم العربي يسبح في تيار لا يعرف أين سيؤدي به. هناك إدارة جديدة لمهرجان دبي السينمائي تناوئ كل ما قامت به الإدارة السابقة من نشاط طوال 14 سنة انطلق فيها المهرجان قوياً ليصبح أكثر قوة وأعلى قيمة من كل مهرجان عربي آخر، وعلى مستوى المهرجانات الدولية خارج العالم العربي.
> ترى الإدارة الجديدة، أنها تستطيع توفير ملايين الدولارات بسلسلة من التغييرات الإدارية والفنية. وأن المهرجان يمكن أن يتحوّل إلى مناسبة تقع كل عامين علماً بأن إقامته مرة كل سنتين سيفوّت على المهرجان ريادته العربية بوجود مهرجانات سنوية في مصر وتونس وسواهما ستستفيد من غياب مهرجان دبي عن موعده السنوي المعتاد في الوقت الذي لن ينتظر صانعو الأفلام دوراته المقبلة على تباعدها بل سيتوجهون إلى ما هو آني كبديل.
> لكل مهرجان سينما عربي مشكلاته. مهرجان مراكش توقف ويعود. قرطاج تتبدل إدارته كل بضعة أعوام. القاهرة يحتاج إلى تمويل حاسم يعيده إلى الواجهة كما يستحق. بعض المهرجانات توقف تماماً. بعضها الآخر اكتفى بأحجامه ومشكلاته. الآن مهرجان دبي يصل إلى مفترق طرق.
> نعم، المهرجان مكلف وعند البعض مردوده ضئيل، لكن ليس هكذا تقاس الأمور في زمننا الحاضر. مهرجان دبي هو أشعة شمس أضاءت السينما العربية بأسرها. القائمون عليه بذلوا بإخلاص وإلا لما حقق المهرجان ما وصل إليه من نجاح. نأمل له الاستمرار بقوة وبالمنهج نفسه والمثل الإنجليزي يقول: «إن لم يكن مكسوراً لا تصلحه».