القوات الأميركية في أفغانستان تقاتل في مناطق «حررتها» في 2009

مع ازدياد عدد مقاتلي «داعش» في أفغانستان، واستمرار استهداف مقاتلي «القاعدة»، واستيلاء «طالبان» على مناطق كانت القوات الأميركية حررتها قبل 5 أعوام، قال عسكريون أميركيون في أفغانستان إنهم يريدون، هذه المرة، القضاء نهائيا على «طالبان».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» من قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان أمس الثلاثاء، قول الميجور جنرال ويلسون مور: «هذه المرة، لن نكتفي بالرد على هجماتهم (طالبان). هذه المرة، سنذهب إليهم».
وقالت الصحيفة: «صار واضحا أن التوقعات التفاؤلية قلّت، وذلك بعد 16 عاما من الحرب في أفغانستان. ها هي القوات الأميركية وقوات حكومة أفغانستان تحاول إعادة مناطق كانت في الماضي تحت سيطرة القوات الأميركية».
وأشارت الصحيفة إلى «تبخر» وجود قوات حكومة أفغانستان في مناطق خارج العاصمة كابل. وذلك لأن عدد القوات الأميركية في أفغانستان كان مائة ألف جندي عام 2011، وانخفض إلى 10 آلاف في العام الماضي، وذلك قبل قرار الرئيس دونالد ترمب بإرسال 5 آلاف جندي إضافي في العام الماضي.
ونشرت الصحيفة خريطة لأفغانستان توضح أن المناطق التي تسيطر عليها طالبان تكثر في الجنوب، خصوصا في إقليم هلمند. وأن الهجمات الأميركية الأخيرة قلصت نفوذ طالبان في منطقة لشكار جاه في الإقليم نفسه. لكن، يستمر وجود طالبان إلى الشرق، في مناطق قندهار. هذا بالإضافة إلى مناطق نفوذ في أنحاء أخرى في أفغانستان. وإلى الجنوب من العاصمة كابل. لكن، يقل نفوز طالبان إلى الشمال من كابل، في منطقة قندوز.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر أميركية: «بفضل العمليات العسكرية الجوية الأميركية، عاد الأمن إلى بعض المناطق. ومعنى هذا هو أن القوات الأميركية تحارب الآن في مناطق حاربت فيها في عام 2009».
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ترمب «كرر الحديث عن الانتصار في أفغانستان. لكن، ليس معروفا ماذا يقصد بالانتصار». وأضافت الصحيفة: «يقول القادة العسكريون (في أفغانستان) إن ترمب ربما يقصد تحقيق انتصارات تمهد للتوصل لحل سلمى».
في الوقت نفسه الذي كثفت فيه القوات الأميركية الحرب ضد طالبان، زادت عملياتها العسكرية ضد مقاتلي «داعش» الذين صاروا يتسربون إلى أفغانستان خلال العامين الماضين.
في الشهر الماضي، نشر البنتاغون، لأول مرة، فيديو مثيرا عن معركة ليلية في أفغانستان مع مقاتلي «داعش»، استعملت فيها قوات الكوماندوز الخاصة نظارات وكاميرات ليلية. وفي ذلك الوقت، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن ذلك كان جزءا من تركيز من جانب البنتاغون لمواجهة انتشار مقاتلي «داعش» في أفغانستان، وخوفا من انتشارهم في باكستان المجاورة، ومن جلب مقاتلين أجانب إلى تلك المنطقة، ومع ظهور «داعشيين» قدموا إلى تلك المنطقة من أوزبكستان.
وقال البنتاغون، في تعليق مع الفيديو، إنه «آخر وثيقة في سلسلة عمليات ناجحة ضد (داعش خراسان) هذا الشهر (الماضي)»، وإن الكوماندوز استعملوا كاميرات ونظارات ليلية في غارة «قتلت قياديا في (داعش)، وإرهابيا آخر»، وإن الغارة وقعت في إقليم جوزجان في شمال أفغانستان.
وأضاف البنتاغون: «تمثل هذه الهزيمة التكتيكية لمقاتلي (داعش خراسان) في جوزجان الأخيرة في سلسلة عمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان».
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن مثل تلك الغارات التي استهدفت «داعش» في شمال أفغانستان «تهدف إلى القضاء على قدرة (داعش) على جلب مقاتلين أجانب. وهي سمة مميزة لنشاطات (داعش) في العراق وسوريا».
وخلافا لتقارير صحافية سابقة بأن كثيرا من انفجارات كابل العاصمة كانت بأيدي مقاتلي طالبان، قالت صحيفة «لوس انجلوس تايمز»، اعتمادا على تصريحات مسؤولين عسكريين أميركيين، إن بعض هذه التفجيرات قام بها مقاتلو «داعش».
وفي الشهر الماضي، قال الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان: «مقاتلو تنظيم داعش في أفغانستان هم في الغالب باكستانيون من عرق البشتون». وأضاف: «توجد شريحة أخرى من مقاتلي (الحركة الإسلامية) في أوزبكستان».
وقالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن تعزيز فرق النخبة العسكرية الأفغانية، مثل قوات الأمن الخاصة، صار يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية الحكومة الأفغانية لهزيمة كل من «داعش» و«طالبان»، وإن قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، خصوصا القوات الأميركية، تشارك بصورة متزايدة.