حوار «تايم»... والتوتر في سوريا

حوار «تايم»... والتوتر في سوريا
TT

حوار «تايم»... والتوتر في سوريا

حوار «تايم»... والتوتر في سوريا

احتل الحوار الذي أجراه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، مع مجلة «تايم» الأميركية، صدارة قائمة الموضوعات الأكثر قراءة على موقع «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي، والذي نشرته الصحيفة بعنوان «محمد بن سلمان: سنتدخل برياً في اليمن إذا اقتضت الضرورة وطلبت حكومته الشرعية».
تناول الحوار عدة ملفات ساخنة من أبرزها القضية الفلسطينية، التي أكد ولي العهد في الحوار، أن بلاده لا تقرر بالإنابة عن الفلسطينيين، ولكنها تدعم ما يتوافقون عليه، وأكد مجدداً أن بلاده لن تقيم علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين.
وكان فريق المالتيميديا في الموقع لخص تصريحات ولي العهد السعودي في فيديو قصير تم بثه عبر حساب «الشرق الأوسط» على موقع «تويتر»، فوصل إلى 45 ألف مستخدم وتمت إعادة تغريده 120 مرة.
وجاء اهتمام القراء ومتابعي الصحيفة على مختلف المنصات بالحوار في ظل متابعة كبيرة لما نشرته «الشرق الأوسط» عن جولة ولي العهد في الولايات المتحدة على مدى 3 أسابيع، اهتمت فيها وسائل الإعلام الأميركية بالزيارة وتسابقت لإجراء حوارات مع الأمير محمد بن سلمان.
أما ثاني الأخبار قراءة الأسبوع الماضي، فكان عن التحضيرات الأميركية لضرب النظام السوري وفشل مجلس الأمن في تبني قرار بتشكيل لجنة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، بعدما أحبطت روسيا مشروع قرار أميركياً لإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق.

الزيارة التاريخية

وعلى صعيد المقالات، تصدر مقال بعنوان «التشكيك في نيّات محمد بن سلمان»، للكاتب عبد الرحمن الراشد، صدارة المقالات الأكثر قراءة على موقع «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي. تناول الكاتب في مقاله تشكيك مجلة «تايم» في التبدلات التي يقودها الأمير محمد بن سلمان في السعودية، ويشير إلى مقارنة المجلة بين زيارة ولي العهد السعودي والزيارة التاريخية لنيكيتا خروتشوف الزعيم السوفياتي للولايات المتحدة عام 1959 التي دامت لـ13 يوماً.

استقبال فرنسي

وعلى مستوى المالتيميديا، احتل فيديو بعنوان «شاهد استقبال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان» صدارة المشاهدات خلال أسبوع، وحصد 60 ألف مشاهدة على مختلف المنصات، وجاء الفيديو في بداية زيارة ولي العهد إلى فرنسا.
أما أكثر تغريدات «الشرق الأوسط» على «تويتر» تفاعلاً من جانب المتابعين، فكانت تغريدة تنقل خبراً بعنوان «شراكة بين الأمن السيبراني و(كارنغي ميلون) الأميركية»، ووصلت التغريدة إلى 200 ألف حساب، وتمت إعادة تغريدها 70 مرة.



كيف تؤثر زيادة الإنفاق على إعلانات الفيديو في اتجاهات الناشرين؟

شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
TT

كيف تؤثر زيادة الإنفاق على إعلانات الفيديو في اتجاهات الناشرين؟

شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)

أثارت بيانات عن ارتفاع الإنفاق الإعلاني على محتوى الفيديو عبر الإنترنت خلال الربع الأول من العام الحالي، تساؤلات حول اتجاهات الناشرين في المرحلة المقبلة، لا سيما فيما يتعلق بتوجيه الطاقات نحو المحتوى المرئي بغرض تحقيق الاستقرار المالي للمؤسسات، عقب تراجع العوائد المادية التي كانت تحققها منصات الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي.

مؤسسة «لاب» LAB، وهي هيئة بريطانية معنية بالإعلانات عبر الإنترنت، كانت قد نشرت بيانات تشير إلى ارتفاع الإنفاق الإعلاني على الفيديو في بريطانيا خلال الربع الأول من عام 2024، وقدّر هذا النمو بنحو 26 في المائة مقارنة بالتوقيت عينه خلال العام الماضي، حين حققت الإعلانات عبر الفيديو عوائد مالية وصلت إلى 4.12 مليار جنيه إسترليني داخل المملكة المتحدة وحدها. وتتوقّع بيانات الهيئة استمرار النمو في عوائد الإعلانات في الفيديو حتى نهاية 2024، وقد يمتد إلى النصف الأول من 2025.

مراقبون التقتهم «الشرق الأوسط» يرون أن هذا الاتجاه قد ينعكس على خطط الناشرين المستقبلية، من خلال الدفع نحو استثمارات أوسع في المحتوى المرئي سواءً للنشر على المواقع الإخبارية أو على «يوتيوب» وغيره من منصّات «التواصل».

إذ أرجع الدكتور أنس النجداوي، مدير جامعة أبوظبي ومستشار التكنولوجيا لقناتي «العربية» و«الحدث»، أهمية الفيديو إلى أنه بات مرتكزاً أصيلاً لنجاح التسويق الرقمي. وحدّد من جانبه طرق الاستفادة من الفيديو لتحقيق عوائد مالية مثل «برامج شركاء (اليوتيوب) التي يمكن للناشرين من خلالها تحقيق أرباح من الإعلانات المعروضة في فيديوهاتهم».

وعدّد النجداوي مسالك الربح بقوله: «أيضاً التسويق بالعمولة عن طريق ترويج منتجات أو خدمات من خلال الفيديوهات والحصول على عمولة مقابل كل عملية بيع عبر الروابط التي تُدرج في هذه الفيديوهات... أما الطريقة الأخرى - وهي الأبرز بالنسبة للناشرين - فهي أن يكون المحتوى نفسه حصرياً، ويٌقدم من قبل مختصين، وكذلك قد تقدم المنصة اشتراكات شهرية أو رسوم مشاهدة، ما يوفر دخلاً مباشراً».

ومن ثم حدد النجداوي شروطاً يجب توافرها في الفيديو لتحقيق أرباح، شارحاً: «هناك معايير وضعتها منصات التواصل الاجتماعي لعملية (المونتايزيشن)؛ منها أن يكون المحتوى عالي الجودة من حيث التصوير والصوت، بحيث يكون جاذباً للمشاهدين، أيضاً مدى توفير خدمات تفاعلية على الفيديو تشجع على المشاركة والتفاعل المستمر. بالإضافة إلى ذلك، الالتزام بسياسات المنصة».

ورهن نجاح اتجاه الناشرين إلى الفيديو بعدة معايير يجب توفرها، وأردف: «أتوقع أن الجمهور يتوق إلى معلومات وقصص إخبارية وأفلام وثائقية وتحليلات مرئية تلتزم بالمصداقية والدقة والسرد العميق المفصل للأحداث، ومن هنا يمكن للناشرين تحقيق أرباح مستدامة سواء من خلال الإعلانات أو الاشتراكات».

في هذا السياق، أشارت شركة الاستشارات الإعلامية العالمية «ميديا سينس» إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعاً في استثمارات الناشرين البارزين في إنتاج محتوى الفيديو، سواء عبر مواقعهم الخاصة أو منصّات التواصل الاجتماعي، بينما وجد تقرير الأخبار الرقمية من «معهد رويترز لدراسة الصحافة» - الذي نشر مطلع العام - أن الفيديو سيصبح منتجاً رئيسياً لغرف الأخبار عبر الإنترنت، وحدد التقرير الشباب بأنهم الفئة الأكثر استهلاكاً للمحتوى المرئي.

من جهة ثانية، عن استراتيجيات الاستقرار المالي للناشرين، أوضح أحمد سعيد العلوي، رئيس تحرير «العين الإخبارية» وشبكة «سي إن إن» الاقتصادية، أن العوائد المالية المستدامة لن تتحقق بمسلك واحد، بل إن ثمة استراتيجيات يجب أن تتضافر في هذا الشأن، وأوضح أن «قطاع الإعلام يواجه تغيّرات سريعة مع تزايد المنافسة بين المنصّات الرقمية وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل (ميتا) و(غوغل) وغيرهما، كما تواجه هذه السوق تحدّيات كبيرة تتعلق بالاستقرار المالي واستقطاب المستخدمين، فلم يعد الاعتماد على نماذج الدخل التقليدية (سائداً)... وهو ما يفرض على وسائل الإعلام البحث عن طرق جديدة لتوفير الإيرادات وتقديم محتوى متميز يجذب الجمهور».

كذلك، أشار العلوي إلى أهمية الاعتماد على عدة استراتيجيات لضمان الاستقرار المالي لمنصات الأخبار. وعدّ المحتوى المرئي والمسموع إحدى استراتيجيات تحقيق الاستقرار المالي للناشرين، قائلاً: «لا بد من الاستثمار في المحتوى المرئي والمسموع، سواءً من خلال الإعلانات المُدمجة داخل المحتوى، أو الاشتراكات المخصصة للبودكاست والبرامج الحصرية، لكن التكيّف مع التغيرات السريعة في سوق الإعلام يدفع وسائل الإعلام لتطوير وتنويع مصادر دخلها، لتشمل عدة مسارات من بينها الفيديو».