مقتل 14 «إرهابياً» في محاولة اقتحام معسكر للجيش بوسط سيناء

مصر تُمدد حالة الطوارئ 3 أشهر أخرى

جانب من مداهمات الجيش المصري للبؤر الإرهابية في سيناء («الشرق الأوسط»)
جانب من مداهمات الجيش المصري للبؤر الإرهابية في سيناء («الشرق الأوسط»)
TT

مقتل 14 «إرهابياً» في محاولة اقتحام معسكر للجيش بوسط سيناء

جانب من مداهمات الجيش المصري للبؤر الإرهابية في سيناء («الشرق الأوسط»)
جانب من مداهمات الجيش المصري للبؤر الإرهابية في سيناء («الشرق الأوسط»)

قال الجيش المصري أمس، إن «قواته أحبطت أمس عملية إرهابية كبرى بوسط سيناء، وتمكنت من قتل 14 إرهابياً حاولوا استهداف أحد المعسكرات عن طريق 4 انتحاريين». فيما قتل في الأحداث 8 من القوات المسلحة وجُرح 15 آخرون. يأتي هذا في وقت مددت فيه مصر أمس، حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر أخرى، وجددت الحكومة المصرية فترات خاصة بفرض حظر التجول في مناطق من محافظة شمال سيناء. وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نهاية مارس (آذار) الماضي، إحدى القواعد الجوية بسيناء، والتقى قوات الجيش والشرطة المشاركين في العملية الشاملة «سيناء 2018»، وشدد على ضرورة استخدام كل القوة ضد كل من تسول له نفسه أن يرفع السلاح ضد أي مصري. وأكد: «سنأتي هنا (أي لسيناء) قريباً للاحتفال بالنصر على خوارج هذا العصر (أي الإرهابيين)».
وانطلقت عملية عسكرية واسعة منذ 9 فبراير (شباط) الماضي في سيناء، بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية». وكان السيسي كلف في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة لاقتلاع الإرهاب من جذوره».
وأكد العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أمس، أنه «في إطار العملية الشاملة (سيناء 2018) ونتيجة لإحكام السيطرة الأمنية على مختلف المناطق بسيناء، فقد تمكنت القوات المسلحة من إحباط عملية إرهابية كبرى، حيث حاولت مجموعة من العناصر الإرهابية، مكونة من 14 فرداً، منهم 4 يرتدون الأحزمة الناسفة، وجميعهم مسلحون ببنادق آلية ورشاشات وقذائف آر بي جي، اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء، مستغلة فترة وحالة الظلام التي تصاحب توقيت الفجر، إلا أنه نتيجة ليقظة وانتباه عناصر الخدمة والحراسة، فقد تمكنوا من منعهم، والاشتباك معهم بمختلف الأسلحة ووسائل النيران المتاحة، ما أدى إلى مقتل جميع العناصر الإرهابية، حيث أسرعت العناصر التي ترتدي الأحزمة الناسفة بتفجير أنفسهم بمحيط المعسكر، فنتج عن ذلك مقتل 8 أفراد من القوات المسلحة، وإصابة 15 فرداً آخرين بإصابات مختلفة نتيجة لتطاير الشظايا».
وقال الرفاعي، إن «القوات المسلحة تؤكد استمرارها في جهودها لاقتلاع الإرهاب الذي يقوم حالياً بمحاولات يائسة لاستهداف عناصرنا عبر العمليات الانتحارية».
وسبق أن تعهد الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مطلع أبريل (نيسان) الحالي، بأن «القوات المسلحة مستمرة بالتعاون مع الشرطة في القضاء على الإرهاب وتحقيق النصر».
وتحولت محافظة شمال سيناء الحدودية إلى بؤرة إرهابية مشتعلة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، وتنتشر فيها جماعات متطرفة، من أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي عام 2014 وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء».
في غضون ذلك، أصدر الرئيس المصري قراراً بتمديد حالة الطوارئ في ربوع البلاد 3 أشهر أخرى، اعتباراً من أمس (السبت) 14 أبريل الحالي. ونص القرار وفق الجريدة الرسمية: «تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم (من إجراءات) لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين». وأسند القرار إلى رئيس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة المنصوص عليها في قانون الطوارئ.
وتضمن عدد آخر من الجريدة الرسمية قراراً أصدره المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء بتجديد فترات خاصة بفرض حظر التجول في مناطق من محافظة شمال سيناء.
وكانت مصر قد فرضت حالة الطوارئ للمرة الأولى في أبريل عام 2017... وهو رابع تمديد لهذا الإجراء الاستثنائي، الذي فرض على أثر تفجيرين أسفرا عن سقوط 45 قتيلاً في كنيستين قبطيتين في طنطا والإسكندرية (شمال البلاد)، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهما. ومددت حالة الطوارئ في يوليو (تموز)، ثم أعلنت من جديد في أكتوبر (تشرين الأول)، ثم في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ويتطلب تمديد حالة الطوارئ موافقة مجلس النواب (البرلمان) على القرار بأغلبية الثلثين... ويقول مراقبون إن «قانون الطوارئ يوسع بشكل كبير صلاحيات الشرطة في التوقيف والمراقبة».
وفي نوفمبر الماضي، أسفر هجوم استهدف مسجداً في شمال سيناء عن مقتل أكثر من 307 أشخاص خلال صلاة الجمعة، وهو الهجوم الأكبر في تاريخ البلاد المعاصر... ويعتقد على نطاق واسع أن تنظيم داعش هو من نفذ الهجوم، لكن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عنه حتى الآن.
إلى ذلك، غادرت عناصر من القوات الخاصة المصرية للمشاركة في فعاليات التدريب المشترك «خالد بن الوليد 2018»، الذي تستمر فعالياته لعدة أيام بالبحرين، وذلك في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين، وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي.
ومن المقرر وصول العناصر المشاركة إلى قاعدة عيسى الجوية بالبحرين، تمهيداً لتنفيذ فعاليات التدريب، الذي يتضمن تنفيذ كثير من الأنشطة، والبيانات العملية لنقل وتبادل الخبرات والتدريب على مهام عمل الوحدات الخاصة.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.