نوال العلوي... مصممة حوّلت جلود الأسماك إلى إكسسوارات تفوح برائحة الترف

حقيبة وحذاء نسائي ومحفظة نقود من جلود الأسماك بألوان مختلفة - حذاء وحقيبة متناسقان باللون الأزرق - حذاء تقليدي  (شربيل) بلون  بني فاتح
حقيبة وحذاء نسائي ومحفظة نقود من جلود الأسماك بألوان مختلفة - حذاء وحقيبة متناسقان باللون الأزرق - حذاء تقليدي (شربيل) بلون بني فاتح
TT

نوال العلوي... مصممة حوّلت جلود الأسماك إلى إكسسوارات تفوح برائحة الترف

حقيبة وحذاء نسائي ومحفظة نقود من جلود الأسماك بألوان مختلفة - حذاء وحقيبة متناسقان باللون الأزرق - حذاء تقليدي  (شربيل) بلون  بني فاتح
حقيبة وحذاء نسائي ومحفظة نقود من جلود الأسماك بألوان مختلفة - حذاء وحقيبة متناسقان باللون الأزرق - حذاء تقليدي (شربيل) بلون بني فاتح

الحفاظ على البيئة أصبح عنصرا مهما في عالم الموضة والأزياء، وجزء مهم من الترف حاليا أن تجمع هذه الأزياء أو الإكسسوارات الأناقة مع مراعاة الشروط البيئية. هذه النقطة هي التي انطلقت منها نوال العلوي، شابة قادها حبها ورغبتها في حماية البيئة إلى اكتشاف صيغة مبتكرة لإعادة استعمال جلود الأسماك بشكل أنيق. تجسدت هذه الصيغة في مجموعة إكسسوارات مبتكرة تشمل أحذية وأحزمة وحقائب يد وجدت طريقها إلى النجاح.
انبثقت فكرة استعمال جلود الأسماك عند نوال، وهي لا تزال طالبة في الهندسة الصناعية بالمدرسة الوطنية لصناعات النسيج والألبسة. حينها عايشت مشكلة مخلفات الأسماك وما تُشكله من معضلة بيئية في المدن الساحلية التي تعتمد على الأسماك في اقتصادها. مع الوقت كانت تتحول إلى سموم قاتلة تصيب السكان والصيادين والعاملين في مجال الأسماك خاصة النساء والأطفال بالكثير من الأمراض أكثرها مشكلات الحساسية، بالإضافة إلى مشكل التلوث. أثارت كل هذه المشكلات انتباهها، وربما أصابتها ببعض الأرق، مما جعلها تبحث عن حلول لإعادة تدوير هذه المخلفات بطريقة صحية تضمن الحفاظ على البيئة وفي الوقت ذاته يمكن الاستفادة منها تجاريا، وكانت النتيجة إطلاقها مشروعها الحالي.
تقول نوال لـ«الشرق الأوسط» إن الحفاظ على البيئة كان هدفها الرئيسي في بداية المشوار، لكن العائق الأول، من بين عدد من المشكلات الأخرى، كان التوصل إلى طريقة للتخلص من الرائحة الكريهة التي تنبعث منها. جربت عدة وصفات طبيعية جمعتها من الجدات والنساء الخبيرات في الحفاظ على الجلود ومن الحرفيين التقليديين والمختصين في صناعة الجلود. كانت في كل مرة تقابل مختصين في مجال معين تستقي منهم معلومة جديدة تجربها حتى توصلت إلى وصفة خاصة بها تمنحها جلودا قابلة للاستعمال تماما مثل جلود الحيوانات الأخرى. ولا تُخفي نوال أن التحدي كان صعبا في البداية خاصة وأنها كانت مجرد طالبة تطمح إلى تحويل فكرة مجنونة إلى مشروع قائم بذاته. رغم جنونها، سكنتها الفكرة وجعلتها تلجأ إلى كل من يمكن أن يوجهها في تحقيق حلمها. من جهتها، أجرت عدة دورات تدريبية في مجالات التسيير وصناعة الجلود. ورغم اختلاف الجلود العادية عن جلود السمك فإنها وجدت الأمر مفيدا من ناحية تعرفها على سير العمل ونظامه والمراحل المهمة التي يجب أن تمر بها عملية الإنتاج. كما استفادت من خبرات مهندسين في التصميم وآخرين في قطاع النسيج وحرفيين، وفي النهاية خلقت طريقة لتجميع جلود السمك من المطاعم ومن الصيادين ومعالجتها من الرائحة وحمايتها من التعفن وتلوينها ثم تطويعها لتصبح ناعمة وصالحة للاستعمال.
مباشرة بعد هذه المرحلة بدأت نوال تغوص في عالم التصميم. ففي الوقت الذي كانت تعمل فيه لخلق مشروعها الخاص وحدها في جميع مراحله، من إنتاج جلود السمك إلى تكوين الشركة كان عليها أيضا التفكير في تصاميم جذابة ومبتكرة تأتي بنفس مستوى الفكرة.
كان التحدي صعبا لكن مرحلة التصميم جعلتها تنسى كل المتاعب «كانت تجربة ممتعة للغاية رغم أنها كانت جديدة علي ولم أخضها من قبل».
لكي تتميز غاصت نوال في كتب التراث المغربي وزيارة المتاحف التي تستعرض كل ما هو تاريخي وعريق، لتستقي منها أفكارها ثم تطويرها بأسلوب عصري يتماشى مع متطلبات الموضة العالمية. فهي تعرف أنه عليها مخاطبة شابة عصرية منفتحة على العالم وتريد أن تحافظ على شخصيتها وتعبر عنها من خلال إكسسوارات أنيقة وفي الوقت ذاته مستدامة وتأخذ البيئة بعين الاعتبار.
الآن وبعد أن أصبح المشروع واقعا يعرف باسم «سيسكين seaskin» وبدأت الشركة تكسب سمعة داخل المغرب وخارجه، أصبح بإمكانها أن تتفرغ لجانب التصميم والتسويق واكتساب خبرات جديدة، بينما يقوم فريق كامل تم تكوينه بالمراحل الإنتاج الأخرى، فضلا عن فريق متخصص في التصميم يساعدها على ابتكار أفكار جديدة.
حاليا، تسوق نوال منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمعارض للتعريف بمنتجاتها الإيكولوجية مما أكسبها صيتا خارج المغرب أكثر منه في الداخل. وتعزو ذلك إلى أن العالم في الخارج يهتم بالمنتجات التي تراعي الحفاظ على البيئة أكثر وهو ما أثار إليها الانتباه وساعدها على تكوين شبكة مهمة في الخارج.



الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

بعد عام تقريباً من التحضيرات، حلت ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني). ليلة وعد إيلي صعب أن تكون استثنائية ووفى بالوعد. كانت ليلة التقى فيها الإبداع بكل وفنونه، وتنافس فيها بريق النجوم من أمثال مونيكا بيلوتشي، وسيلين ديون، وجينفر لوبيز، وهالي بيري ويسرا، وغيرهن مع لمعان الترتر والخرز واللؤلؤ. 300 قطعة مطرزة أو مرصعة بالأحجار، يبدو أن المصمم تعمد اختيارها ليرسل رسالة إلى عالم الموضة أن ما بدأه منذ 45 عاماً وكان صادماً لهم، أصبح مدرسة ومنهجاً يقلدونه لينالوا رضا النساء في الشرق الأوسط.

من عرض إيلي صعب في الرياض (رويترز)

لقاء الموضة بالموسيقى

كان من المتوقع أن تكون ليلة خاصة بالموضة، فهذه أولاً وأخيراً ليلة خاصة بإيلي صعب، لكنها تعدت ذلك بكثير، أبهجت الأرواح وغذَّت الحواس وأشبعت الفضول، حيث تخللتها عروض فنية ووصلات موسيقية راقصة لسيلين ديون، وجينفر لوبيز، ونانسي عجرم، وعمرو دياب وكاميلا كابيلو. غنت لوبيز ورقصت وكأنها شابة في العشرينات، ثم نانسي عجرم وعمرو دياب، واختتمت سيلين ديون الفعالية بثلاث أغنيات من أشهر أغانيها وهي تتفاعل مع الحضور بحماس. لم تقف وعكتها الصحية التي لا تزال آثارها ظاهرة عليها مبرراً لعدم المشاركة في الاحتفال بمصمم تُكنّ له كل الحب والاحترام. فإيلي صعب صديق قبل أن يكون مصمم أزياء تتعامل معه، كما قالت. يؤكد إيلي الأمر في لقاء جانبي، قائلاً: «إنها علاقة عمرها 25 عاماً».

وهذا ما جعل الحفل أشبه بأغنية حب.

هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه الذي ارتدته عام 2002 (خاص)

هالي بيري التي ظهرت في أول العرض بالفستان الأيقوني الذي ظهرت به في عام 2002 وهي تتسلم جائزة الأوسكار بوصفها أول ممثلة سمراء، دمعت عيناها قبل العرض، وهي تعترف بأن هذه أول مرة لها في الرياض وأول مرة تقابل فيها المصمم، رغم أنها تتعامل معه منذ عقود. وأضافت أنه لم يكن من الممكن ألا تحضر المناسبة؛ نظراً للعلاقة التي تربطهما ببعض ولو عن بُعد.

يؤكد إيلي عمق هذه العلاقة الإنسانية قائلاً: «علاقتي بهالي بيري لم تبدأ في عام 2002، بل في عام 1994، حين كانت ممثلة صاعدة لا يعرفها المصممون». وأضاف ضاحكاً: «لا أنكر أن ظهورها بذلك الفستان شكَّل نقلة مهمة في مسيرتي. ويمكنني القول إنه كان فستاناً جلب الحظ لنا نحن الاثنين. فيما يخصني، فإن ظهورها به وسَّع قاعدة جمهوري لتشمل الإنسان العادي؛ إذ إنها أدخلتني ثقافة الشارع بعد أن كنت معروفاً بين النخبة أكثر». غني عن القول أن كل النجمات المشاركات من سيلين وجينفر لوبيز إلى نانسي عجرم من زبوناته المخلصات. 80 في المائة من الأزياء التي كانت تظهر بها سيلين ديون مثلاً في حفلات لاس فيغاس من تصميمه.

عرض مطرَّز بالحب والترتر

بدأ عرض الأزياء بدخول هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه. لم يتغير تأثيره. لا يزال أنيقاً ومبتكراً وكأنه من الموسم الحالي. تلته مجموعة تقدر بـ300 قطعة، أكثر من 70 في المائة منها جديدة لخريف وشتاء 2025 ونسبة أخرى من الأرشيف، لكنها كلها كانت تلمع تطريزاً وترصيعاً إما بالترتر والخرز أو اللؤلؤ. فالتطريز لغة أتقنها جيداً وباعها للعالم. استهجنها المصممون في البداية، وهو ما كان يمكن أن يُحبط أي مصمم صاعد يحلم بأن يحفر لنفسه مكانة بين الكبار، إلا أنه ظل صامداً ومتحدياً. هذا التحدي كان واضحاً في اختياراته لليلته «1001 موسم من إيلي صعب» أيضاً بالنظر إلى كمية البريق فيها.

ساهمت في تنسيق العرض كارين روتفيلد، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الفرنسية سابقاً، والمعروفة بنظرتها الفنية الجريئة. كان واضحاً أنها تُقدّر أهمية ما كان مطلوباً منها. فهذه احتفالية يجب أن تعكس نجاحات مسيرة عمرها 45 عاماً لمصمم وضع صناعة الموضة العربية على الخريطة العالمية. اختير لها عنوان «1001 موسم من إيلي صعب» لتستعرض قوة المصمم الإبداعية والسردية. قال إنه استوحى تفاصيلها من عالم ألف ليلة وليلة. لكن حرص أن تكون اندماجاً بين التراث العربي والابتكار العصري. فكل تصميم كانت له قصة أو يسجل لمرحلة كان لها أثر على مسيرته، وبالتالي فإن تقسيم العرض إلى مجموعات متنوعة لم يكن لمجرد إعطاء كل نجمة مساحة للغناء والأداء. كل واحدة منهم عبَّرت عن امرأة تصورها إيلي في مرحلة من المراحل.

جينفر لوبيز أضفت الشباب والحيوية على العرض (خاص)

جينفر لوبيز التي ظهرت بمجموعة من أزيائه وهي ترقص وتقفز وكأنها شابة في العشرينات، كانت تمثل اهتمامه بمنح المرأة حرية الحركة، بينما كانت نانسي عجرم بفستانها الكلاسيكي المرصع بالكامل، تعبّر عن جذور المصمم اللبناني وفهمه لذوق المرأة العربية ككل، ورغبتها في أزياء مبهرة.

أما المغنية كاميلا كابيلو فجسدت شابة في مقتبل العمر ونجح في استقطابها بتقديمه أزياء مطعَّمة ببعض الجرأة تعكس ذوق بنات جيلها من دون أن تخرج عن النص الذي كتبه لوالدتها. كانت سيلين ديون، مسك الختام، وجسَّدت الأيقونة التي تمثل جانبه الإبداعي وتلك الأزياء التي لا تعترف بزمان أو مكان.

حب للرياض

بعد انتهاء العرض، وركض الضيوف إلى الكواليس لتقديم التحية والتبريكات، تتوقع أن يبدو منهكاً، لكنه كان عكس ذلك تماماً. يوزع الابتسامات على الجميع، يكرر لكل من يسأله أن أكثر ما أسعده، إلى جانب ما شعر به من حب الحضور والنجوم له، أنه أثبت للعالم «أن المنطقة العربية قادرة على التميز والإبداع، وأن ما تم تقديمه كان في المستوى الذي نحلم به جميعاً ونستحقه».

وأضاف: «أنا ممتن لهذه الفرصة التي أتاحت لي أن أبرهن للعالم أن منطقتنا خصبة ومعطاءة، وفي الوقت ذاته أن أعبّر عن حبي للرياض. فأنا لم أنس أبداً فضل زبونات السعودية عليّ عندما كنت مصمماً مبتدئاً لا يعرفني أحد. كان إمكانهن التعامل مع أي مصمم عالمي، لكن ثقتهن في كانت دافعاً قوياً لاستمراري».

سيلين ديون أداء مبهر وأناقة متألقة (خاص)

أسأله إن كان يخطر بباله وهو في البدايات، في عام 1982، أن يصبح هو نفسه أيقونة وقدوة، أو يحلم بأنه سيدخل كتب الموضة بوصفه أول مصمم من المنطقة يضع صناعة الموضة العربية على خريطة الموضة العالمية؟ لا يجيب بالكلام، لكن نظرة السعادة التي كانت تزغرد في عيونه كانت أبلغ من أي جواب، وعندما أقول له إنه مصمم محظوظ بالنظر إلى حب الناس له، يضحك ويقول من دون تردد نعم أشعر فعلاً أني محظوظ.