«العمل الإسرائيلي» يجمد علاقاته بزعيم «العمال» البريطاني

رومانيا تدرس نقل سفارتها إلى القدس الغربية

TT

«العمل الإسرائيلي» يجمد علاقاته بزعيم «العمال» البريطاني

أعلن آبي غباي، رئيس حزب العمل الإسرائيلي المعارض، أمس، تعليق العلاقات مع زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن، بحجة أنه «يسمح بتصريحات ونشاطات معادية للسامية داخل حزبه».
وكان كوربن قد شارك في احتفال أقامته مجموعة من أعضاء الحزب اليهود عشية عيد الفصح العبري قبل عشرة أيام، سُمع فيه تصريحات ومقولات معادية لليهود. فاعتبروا هذه المشاركة «القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث إن الرجل عرف بتصريحاته الفظة ضد إسرائيل سنة بعد أخرى».
وكتب غباي في رسالة بعث بها إلى كوربن «لقد اجتزت خطاً أحمر خطيراً عندما قمت بالخلط ما بين الانتقاد الشرعي لسياسة الحكومة الإسرائيلية، وبين اللاسامية المعادية لليهود لمجرد كونهم يهوداً». لكن رغم ذلك أوضح غباي، أن العلاقات بين الحزبين ستتواصل.
ووفقاً لغباي في رسالته، فإنه «على الرغم من وجود مجالات عمل كثيرة يمكن مواصلة التعاون فيها، فإنه لا يمكننا مواصلة العلاقة معك حين لا تقوم بمهامك في صد المظاهر اللاسامية من حولك. كما أن تصريحاتك العامة تنطوي على كراهية لسياسة إسرائيل، التي تقوم في جوهرها على حماية أمن المواطنين الإسرائيليين ونشاط جنود الجيش الإسرائيلي، غير المختلف عليه بين الائتلاف والمعارضة». موضحاً أنه أمر نواب حزب العمل ومؤسسات الحزب بتعليق العلاقات مع كوربن.
من جهة ثانية، كشفت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي حوتوبيلي، في بوخارست أمس، عن أنها تلقت وعداً من تيودور ملشكانو، وزير الخارجية الروماني، بأن «تدرس حكومته بشكل إيجابي السير وراء الولايات المتحدة ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس».
وقالت حوتوبيلي، في تصريح صحافية، إنها قالت للوزير الروماني إن «هذه هي فرصة تاريخية أمام بلاده حتى تكون من طلائع الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتنقل سفارتها إليها». ورد الوزير قائلاً: «سنجري دراسة في الموضوع مع ترجيح الاتجاه الإيجابي».
وتقوم حوتوبيلي بزيارة رسمية إلى بوخارست في إطار مساعيها لتوسيع حلقة الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتقول إن «التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل يزيد من التعاطف معنا، ويترجم إلى تأييد للكثير من عناصر سياستنا الخارجية».
وعلى صعيد غير متصل، نشرت إسرائيل، أمس، أرقاماً حول عدد اليهود في العالم، مؤكدة أن عددهم خلال عام 2018 لا يزال أقل مما كان عليه عام 1939، عشية الحرب العالمية الثانية.
وابتداءً من مساء أمس، بدأت إسرائيل في إحياء ذكرى المحرقة، في إشارة إلى أعمال الإبادة التي تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين؛ ما أدى إلى مقتل ستة ملايين من أصل 16.6 مليون، كانوا يعيشون في العالم في 1939.
وتفيد هذه الدراسة، التي أجراها مكتب الإحصاءات التابع للدولة، بتعاون مع مركز الدراسات اليهودية المعاصرة في جامعة القدس العبرية، بأن نحو 14.5 مليون يهودي يعيشون في العالم عام 2018.
وتعد إسرائيل البلد الذي يعيش فيه أكبر عدد من اليهود، الذين يبلغ عددهم 6.4 مليون شخص، في مقابل أقل من 450 ألفاً في 1939، أمام الولايات المتحدة (5.7 مليون)، وفرنسا التي يعيش فيها أكثر من 450 ألف شخص، حسبما أوضحت الدراسة.
ويعيش أكثر من 100 ألف يهودي في ستة بلدان أخرى، كما ذكر مكتب الإحصاءات، وهي كندا، وبريطانيا، والأرجنتين، وروسيا، وألمانيا، وأستراليا.
وتزايدت 10 مرات نسبة نمو السكان اليهود في إسرائيل منذ 1948، تاريخ إنشاء هذه الدولة. وفي بقية أنحاء العالم بلغت نسبة النمو 26 في المائة، كما ذكر مكتب الإحصاءات.
ولم تحدد معايير تحديد من هو اليهودي التي استندت إليها هذه الأرقام. في حين تواجه هذه المعايير اعتراضات، ويمكن أن تؤدي إلى تغيير التقديرات حول عدد اليهود في العالم.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.