تركيا «لن تسمح» بفرض أمر واقع في إيجة وشرق المتوسط

بعد التصعيد اليوناني في منطقة الحدود البحرية

وزير الدفاع اليوناني يانوس كامينوس مع بعض الجنود على جزيرة في بحر إيجة (أ.ب)
وزير الدفاع اليوناني يانوس كامينوس مع بعض الجنود على جزيرة في بحر إيجة (أ.ب)
TT

تركيا «لن تسمح» بفرض أمر واقع في إيجة وشرق المتوسط

وزير الدفاع اليوناني يانوس كامينوس مع بعض الجنود على جزيرة في بحر إيجة (أ.ب)
وزير الدفاع اليوناني يانوس كامينوس مع بعض الجنود على جزيرة في بحر إيجة (أ.ب)

حذرت تركيا من أنها لن تسمح بفرض سياسة الأمر الواقع في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط ردا على تصعيد من جانب اليونان في بحر إيجة وإطلاق طلقات تحذيرية باتجاه مروحية تركية كانت تحلق أول من أمس فوق منطقة الحدود. وتعهد رئيس الهيئة العامة لأركان الجيش التركي خلوصي أكار باتخاذ التدابير الضرورية لمواجهة أي محاولة من هذا القبيل.
وبحسب بيان لرئاسة الأركان التركية جاءت تصريحات أكار خلال جولة تفقدية أجراها إلى قطعات ووحدات عسكرية بحرية بمنطقتي شبه جزيرة «غليبولو» بولاية جناق قلعة، ومنطقة «غولجوك» بولاية كوجالي بغرب البلاد مساء أول من أمس، حيث أكد أن بلاده ترغب في حل المسائل الحالية في بحر إيجة ضمن إطار القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار مع اليونان، مشددا على أن تركيا تبذل كل جهد بحسن نية من أجل تحويل إيجة إلى بحر للسلام والصداقة والتعاون. وأشار إلى أن بلاده تراعي القانون الدولي في كل ما تقوم به من أعمال وضرب المثل بعملية «غصن الزيتون» في عفرين والتي قال إنها تحترم وحدة الأراضي السورية، سواء من حيث القيم العسكرية أو الإنسانية، مشيرا إلى أنها مثال يمكن أن يحتذى به لدول أخرى في العالم.
وأكد رئيس الأركان التركي أن العملية مستمرة في إطار قرارات الأمم المتحدة واحترام وحدة التراب السوري، وأنها تتناسب مع القانون الدولي وأسس مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الأسلحة والذخائر المستخدمة خلال العملية.
وفي فصل جديد من فصول التصعيد بين البلدين الجارين، تركيا واليونان، أطلقت القوات اليونانية طلقات تحذيرية لإبعاد مروحية تركية حلقت، ليل الاثنين - الثلاثاء، فوق جزيرة «رو» الصغيرة، على الحدود بين البلدين فوق مياه البحر.
وجاءت الحادثة في ظل أجواء متوترة بين الجارتين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بسبب استمرار اعتقال تركيا منذ شهر جنديين يونانيين دخلا بحسب أثينا عن طريق الخطأ للأراضي التركية خلال قيامهما بدورية على الحدود بينما اتهمتهما تركيا بدخول مناطق عسكرية محظورة والتجسس العسكري ورفض القضاء التركي طلبات متكررة لإعادتهما منذ القبض عليها في أدرنة غرب تركيا في مطلع مارس (آذار) الماضي.
وعبّرت اليونان مرات عدة في الأسابيع الأخيرة عن عزمها الدفاع عن سيادتها في بحر إيجة، المتنازع على عدة مناطق منه مع تركيا، على خلفية تصعيد كلامي بين البلدين في الأشهر الأخيرة بعد رفض القضاء اليوناني تسليم 8 جنود أتراك فرّوا لليونان بعد محاولة الانقلاب في يوليو (تموز) 2016.
وندد القادة الأوروبيون خلال القمة الأخيرة للاتحاد الأوروبي في أواخر مارس بـ«التحركات غير القانونية» لتركيا في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط، وذلك تضامنا مع اليونان وقبرص. وسبق أن أثارت جزر إيميا، وتسمى في تركيا (كارداك) التي تبعد 7 كيلومترات فقط من السواحل التركية، توترا بالغا بين أنقرة وأثينا. وكادت الأمور أن تتطور إلى مواجهة عسكرية بينهما في 1996 لولا الضغط الدبلوماسي مارسته الولايات المتحدة.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.