قال الأمير خالد الفيصل معلنا انطلاق أعمال مؤتمر «فكر» السنوي الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي بدورته السادسة عشرة في دبي تحت عنوان تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار: «تثاءب العرب، واستيقظ الشغب وتداعت الأغراب، واستفحل الإرهاب وتوارت الأمانة، واستعرت الخيانة وتوحش الزمان، واستسلم الإنسان، والعالم لامتلاك الدنيا يسابق الزمان، وعرب تحاول الاحتفاظ بوطن، هناك إبهار وهنا غبار، ليل هنا وهناك نهار، تشتت الفكر وتاهت الأبصار، وقتل العرب وهدمت الديار، وهجر الرجال والنساء والصغار، ولأجل ماذا كل هذا؟ لتحل فرس وروم وعار، وتعم فوضى ودمار، وتكون القدس (خيار)، ثم قيل... إنه الواقع العربي أيها الواقع العربي... أفق كفاك سبات وكفانا انتظار، ولن نقبل بعد اليوم (اعتذار)، فما زال لنا عقل وفكر وكفاح ومسار».
من جهته، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «سعدت اليوم برفقة الأخ والصديق الأمير خالد الفيصل بحضور جانب من مؤتمر الفكر العربي في دورته الـ16 بدبي»، مضيفا أن «المؤتمر يناقش صناعة الاستقرار، والاستقرار صناعة وجهد وعمل مستمر وتنمية دائمة وتطور لا يتوقف، الاستقرار هو حركة دائمة لصنع الحياة، وهو بحث مستمر عن مستقبل أفضل لمجتمعاتنا». وتابع: «سعداء بهذا الجمع الكبير من المفكرين والقادة، ورسالتنا لهم توظيف علمهم ومعارفهم وجهودهم في تنمية مجتمعاتنا واستئناف حضارتنا العربية».
وأكد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن «التغيير يحتاج منا إلى توحيد جميع الجهود - كل في مجاله - بما يخدم مستقبل أمتنا ويعمل على تحقيق استقرار وازدهار مستدامين».
إلى ذلك، أشار أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن النظام العالمي يمر بحالة غير مسبوقة من السيولة والتنافس الذي يقترب من الصراع بين اللاعبين الرئيسيين، مشيراً إلى أنه تطور يؤدي إلى انعدام اليقين من التفاعلات والعلاقات الدولية كافة.
وقال أبو الغيط: «نحن نقترب من وضع تتآكل فيه قواعد قديمة من دون أن تظهر أخرى جديدة تحل محله وتهب فيه رياح الفوضى والاضطراب على الدول والمؤسسات الراسخة فتزعزع أركانها وتزلزل قواعدها وتصيب بنيانها بخلل شديد وبلادنا العربية ليست بعيدة عن هذه الرياح الخطرة، بل هي لأسباب كثيرة في عين العاصفة».
وحدد أبو الغيط خمس نقاط تمثل تحديات تفرض على العرب التفكير فيها والتعامل معها، وتتمثل النقطة الأولى في ردة فعل عنيفة إزاء ظاهرة العولمة من جانب قطاعات واسعة من مواطني الغرب، الذين يشعرون بأن حرية التجارة وتعزيز الترابط العالمي لم يصب في مصلحتهم، ومحصلة ذلك هي صعود لتيارات الانكفاء على الداخل، وبناء الجدران العالية أمام التجارة والمهاجرين وكل ما هو قادم من الخارج.
وتتمثل النقطة الثانية، وفقاً لأبو الغيط، في الوقوف على أعتاب ثورة تكنولوجية رابعة ضخمة سيكون من شأنها أن تغير كثيرا من القواعد الراسخة في السياسة والاقتصاد والمجتمع، في حين تتجسد النقطة الثالثة، كما طرحها أبو الغيط في تقويض الثقة في المؤسسات القائمة السياسية منها والدينية والاجتماعية والثقافية، وركز في النقطة الرابعة على أهمية الانفتاح من قبل المؤسسات العربية، سياسية كانت أم دينية أم اجتماعية، على تجارب الآخرين، والتعلم منها والتفاعل معها.
وشدد في النقطة الخامسة على «ضرورة إصلاح نظمنا التعليمية، وتجديد المفاهيم الدينية، وتطوير الرؤية الثقافية، وهي عناصر أساسية للعلاج الناجع لجرثومة الفوضى التي تتغذى على الركود والتكلس، فالإصلاح والتغيير مطلوبان من أجل صيانة الاستقرار».
من جهته، أشار البروفسور هنري العويط المدير العام لمؤسسة الفكر العربي إلى الظروف التي ينعقد فيها المؤتمر، حيث يقام في لحظة تاريخية عصيبة ومصيرية، التي لم تعرف مثيلا لها في الحدة والخطورة، منذ أمد بعيد.
وأكد اهتمام مؤسسة الفكر العربي في إطار رسالتها التنويرية والتنموية، بشؤون العالم العربي وشجونه، وبحاضر دوله ومواطنيه ومستقبلهم، لذلك رأت من واجبها التحذير من مغبة استفحال هذه الفوضى، وتفاقم هذه الأزمات، فقررت إخضاعها للدراسة والتحليل، بمنهجية علمية، ومقاربات موضوعية، وبمنتهى الصراحة والشفافية. وليس الغرض من عملية التشخيص هذه توجيه أصابع الاتهام والإدانة، بل هي منطلق للدعوة إلى وعي خطورة الأوضاع ومخاطرها، بهدف تحديد أفضل السبل لمواجهتها.
الفيصل: تثاءب العرب... واستيقظ الشغب وتداعت الأغراب
ملتقى {فكر} ينطلق بحضور محمد بن راشد وخالد الفيصل وأبو الغيط في دبي
الفيصل: تثاءب العرب... واستيقظ الشغب وتداعت الأغراب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة