واشنطن تعلن عن غارات إسرائيلية على قاعدة وسط سوريا

TT

واشنطن تعلن عن غارات إسرائيلية على قاعدة وسط سوريا

أكد مسؤولان أميركيان أن إسرائيل شنت هجوما استهدف مطار التيفور في وقت مبكر صباح الاثنين، وأنها أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم قبل شنه.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤولان الأميركيان، اللذان لم تتم تسميتهما، لشبكة «إن بي سي نيوز» الإخبارية الأميركية.
كانت الحكومة السورية أعلنت فور الهجوم أن عدة صواريخ يعتقد أنها أميركية استهدفت المطار، إلا أن البنتاغون نفى شن أي هجمات في سوريا.
ولاحقا أكدت دمشق أن ما حدث «عدوان إسرائيلي».
وقالت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) إن الغارة الجوية تسببت في سقوط عدد من القتلى، لكنها لم تقدم أي أرقام محددة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرتين إسرائيليتين استهدفتا القاعدة الجوية التيفور في محافظة حمص، وأطلقتا ثمانية صواريخ. وقالت إن دمشق أسقطت خمسة صواريخ بينما سقطت الثلاثة الأخرى في الجزء الغربي من القاعدة. ولم تعلق وزارة الخارجية الإسرائيلية على هذه الاتهامات.

منذ عام 2012 شنت إسرائيل هجمات داخل سوريا أكثر من 100 مرة، واستهدفت معظمها قوافل الأسلحة المشبوهة المتجهة إلى «حزب الله» اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب قوات الحكومة السورية. واعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الضربة الإسرائيلية «تطوراً خطيراً جداً». وأضاف: «آمل أن يكون العسكريون الأميركيون على الأقل و(عسكريو) دول أخرى مشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يدركون» ما حصل. وبالإضافة للجيش السوري، يوجد عسكريون روس ومقاتلون إيرانيون ومن «حزب الله» اللبناني في القاعدة العسكرية في محافظة حمص (وسط)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة. لكنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مطار التيفور، إذ إنها استهدفته في العاشر من فبراير (شباط) الماضي، بعدما اتهمت إيران بإرسال طائرة مسيرة من تلك القاعدة للتحليق في أجوائها. وأعلنت إسرائيل وقتها أنها ضربت «أهدافا إيرانية»، كما أسقطت القوات السورية حينذاك طائرة حربية إسرائيلية.
وقال الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هاريس لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الإسرائيليين على دراية كاملة بأهمية قاعدة التيفور بالنسبة لإيران القادرة منه على ممارسة ضغط عسكري على إسرائيل».
ومنذ بدء النزاع في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لـ«حزب الله» في سوريا. ومباشرة بعد الضربة، توجهت الأنظار إلى واشنطن وباريس كونهما هددتا بالرد على التقارير التي تتهم الجيش السوري بشن هجوم كيميائي في دوما أوقع وفق مسعفين عشرات القتلى ومئات الإصابات. وسارعت وزارة الدفاع الأميركية إلى النفي. وقال متحدث: «في الوقت الحالي، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سوريا». كما قال متحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل باتريك ستيغر لوكالة الصحافة الفرنسية: «ليس نحن».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.