عون: «سيدر» سينهض بالاقتصاد والعلاقة مع السعودية عادت إلى طبيعتها

عون خلال اللقاء مع وسائل الإعلام الفرنسية أمس (دالاتي ونهرا)
عون خلال اللقاء مع وسائل الإعلام الفرنسية أمس (دالاتي ونهرا)
TT

عون: «سيدر» سينهض بالاقتصاد والعلاقة مع السعودية عادت إلى طبيعتها

عون خلال اللقاء مع وسائل الإعلام الفرنسية أمس (دالاتي ونهرا)
عون خلال اللقاء مع وسائل الإعلام الفرنسية أمس (دالاتي ونهرا)

أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، أن قيمة القروض والهبات التي نتجت عن مؤتمر «سيدر» ستساعد بلا شك على النهوض الاقتصادي للبنان، واعتبر أن مساهمة المملكة العربية السعودية التي وصفها بـ«الصديقة»، في المؤتمر إشارة إلى التقارب بين البلدين.
وفي لقاء مطول مع برنامج Internationales الفرنسي الذي يبث عبر محطة TV5 monde الفرنسية بالتعاون مع «إذاعة راديو فرنس إنترناسيونال» RFI وصحيفة «لوموند» Le Monde الفرنسية، رأى الرئيس عون أن هناك حلولا شرعية وقانونية للنزاع القائم بين لبنان وإسرائيل على خلفية بناء الجدار الحدودي والمناطق البحرية المتنازع عليها، عبر القوانين البحرية وتلك المتعلقة بالحقوق في الموارد الطبيعية، ويجب احترامها، ولا يجب أن يؤدي هذا النزاع إلى حرب خصوصا «وإننا من جهتنا، نقبل بالتحكيم إذا فشلت الأمم المتحدة في التوصل إلى حل».
واعتبر أن مساهمة المملكة العربية السعودية في مؤتمر «سيدر» إشارة إلى التقارب بين البلدين، لافتا إلى أن المملكة هي دولة صديقة للبنان، وأن ما حصل بين البلدين منذ فترة كان عرضيا وتم تخطّيه. وقال: «أنا على ثقة أكبر بالعلاقة مع السعودية حاليا، لأنها عادت إلى طبيعتها».
وفيما يخص الوعود التي أطلقها لبنان للقيام بإصلاحات بعد أن جمدت المساعدات في مؤتمرات باريس السابقة لتعذر القيام بها، قال: «هناك صعوبات كثيرة تتعلق بالقوانين لإتمام بعض المشاريع يمكن معالجتها، أما محاربة الفساد فهي أصعب بكثير كونها تتناول كل القطاعات، وهناك من يحمي الفاسدين ومن أصحاب النفوذ، لذلك يجب الكشف في بداية الأمر عن مرتكبي الفساد ومحاسبتهم».
وأكد الرئيس اللبناني أن تجديد مجلس النواب سيحصل بالفعل لأن القانون الانتخابي الجديد يسمح للجميع، أقلية وأكثرية، بالتمثل في الندوة البرلمانية. ولفت إلى أن «حزب الله» ليس حليفا ثقيلا له، وأن أفراده لبنانيون يعيشون في قراهم على الحدود مع إسرائيل للدفاع عنها وعن لبنان، معتبرا أن انخراط الحزب في الحرب السورية أتى بعد أن تحولت هذه الحرب إلى إقليمية اشترك فيها 84 بلدا: «ومن الطبيعي أن يعود الحزب إلى لبنان قريبا بعد انتهاء الحرب». وشدد على أن السلطة في لبنان تمارس سيادتها على الأراضي اللبنانية بشكل تام ومن دون أي تدخل من «حزب الله».
وردا على سؤال عن أسباب مطالبة لبنان بعودة السوريين إلى أرضهم وممتلكاتهم، قال الرئيس عون إنه يمكن للنازحين السوريين العودة إلى بلادهم بعدما انحصرت المواجهات العسكرية في جيوب صغيرة معينة، مشيرا إلى أن المساعدات الدولية لهم محدودة جدا وقليلة، وهي تصل إليهم بشكل مباشر من دون المرور بالدولة اللبنانية. واعتبر أن رئيس النظام بشار الأسد «هو حاليا رئيس لبلاده، وعلينا التعامل مع الحكومة الموجودة ولا خيار آخر لدينا، والعلاقات اللبنانية - السورية محدودة راهنا، إنما ما دام الرئيس الأسد باقيا في السلطة فنحن نعترف به إذ ليس هناك من ممثل آخر لسوريا».
وعن وضع القدس اعتبر أن قرار الرئيس الأميركي نقل السفارة الأميركية إليها، يشكل بداية للتخلي الأميركي عن هذه المدينة: «وهو أعطى القدس بمثابة هدية إلى الإسرائيليين مع العلم أنه لا يملك الحق بذلك»، وأكد «القدس تقع داخل فلسطين وهي للفلسطينيين، ولا يحق لأحد الكلام نيابة عنهم في هذا الموضوع، فهم الذي يعيشون فيها (القدس الشرقية) وهناك وطنهم».
وأعرب عن اعتقاده بأن التوتر السياسي بين الولايات المتحدة وإيران قائم منذ سنوات طويلة، ولا أحد يرغب في اندلاع حرب، وفي حال قرار إلغاء واشنطن للاتفاق النووي مع إيران، فلن يكون له أي مفعول عملي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.