مصر: مشاركة رسمية واسعة في احتفالات المسيحيين تعكس «اصطفافاً وطنياً»

البابا تواضروس لدى استقباله في مقره البابوي بالقاهرة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للتهنئة بعيد الفصح أمس (أ.ف.ب)
البابا تواضروس لدى استقباله في مقره البابوي بالقاهرة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للتهنئة بعيد الفصح أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر: مشاركة رسمية واسعة في احتفالات المسيحيين تعكس «اصطفافاً وطنياً»

البابا تواضروس لدى استقباله في مقره البابوي بالقاهرة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للتهنئة بعيد الفصح أمس (أ.ف.ب)
البابا تواضروس لدى استقباله في مقره البابوي بالقاهرة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للتهنئة بعيد الفصح أمس (أ.ف.ب)

حظيت احتفالات مسيحيي مصر بـ«عيد القيامة»، أمس، بمشاركة رسمية واسعة من كبار مسؤولي الدولة ورجال الدين الإسلامي، برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. وعبر المسؤولون في تصريحاتهم، عقب زيارة المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية (وسط القاهرة)، عن «الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الجماعات الإرهابية التي تستهدف النيل من الوحدة الوطنية والأقباط».
وتسود البلاد حالة استنفار أمني كبير خشية وقوع تفجيرات إرهابية، كما حدث العام الماضي، الذي شهد اعتداءين داميين استهدفا كنيسة «مار جرجس» في طنطا، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وأسفرا عن مقتل وإصابة نحو 160 شخصاً، في تفجيرات تبناها تنظيم داعش.
وأرسل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برقية تهنئة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ولجميع الأقباط، مؤكداً الوحدة الوطنية الراسخة وقوة روابط الأخوة والمحبة بين أبناء شعب مصر بمسلميه ومسيحييه. كما دعا في تغريدة له على موقع «تويتر»، إلى «تذكر تعاليم السيد المسيح التي تهدي الإنسانية إلى سبل السلام والحب».
وفي مقره البابوي، استقبل البابا تواضروس، الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب (البرلمان)، ووفداً من أعضاء المجلس، حيث تقدم بالتهنئة لجميع الأقباط بمناسبة عيد القيامة، قائلاً إن «الفرحة التي كانت تجمع بين المصريين حاول البعض أن يختطفها، ولكن الشعب المصري تصدى لهذه المحاولات وخرج في 30 يونيو (حزيران) من أجل إعادة مصر إلى طريقها الصحيحة»، لافتاً إلى أن «مصر حالياً تسير في طريقها الصحيحة من أجل بناء وتنمية بلادنا، وأن الشعب المصري تربطه علاقات وثيقة وقوية ممتدة عبر جذور التاريخ».
وقال رئيس مجلس النواب إن «مبدأ المواطنة نعمل عليه باستمرار داخل المجلس، وأن من ثمرة هذا العمل قانون بناء دور العبادة، وأننا سنرى ذلك قريباً بإذن الله، وأن المصريين جميعاً يجمعهم أمر واحد وهو حب الوطن».
من جهته، رحب البابا تواضروس برئيس مجلس النواب، مؤكداً أن زيارته والوفد المرافق له دليل على معدن الإنسان المصري الأصيل، لافتاً إلى أن فكرة الفرح متأصلة في شخصية المواطن المصري منذ عصور بعيدة.
كما استقبل البابا تواضروس، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية (وسط القاهرة)، لتقديم التهاني. وسط انتشار أمني واسع.
وهنأ شيخ الأزهر الأقباط، مؤكداً: «إننا مصريون تجمعنا أصول مشتركة وتجمعنا رسالة مشتركة، وأيضاً تحدٍ مشترك، وقبل كل ذلك نحن في المقام الأول والأخير مواطنون ومن درجة واحدة».
وأضاف: «الرسالة المشتركة هي رسالة السلام، كما أن التحدي الآخر الذي أشعر به في الفترة الأخيرة ويؤلمني ويؤرقني ظهور الدعوة إلى الإلحاد وإلى قيم مصنوعة بشكل خاص تزيد من عداوة قيم الدين، وبدأت تتسرب هذه الدعوات إلى بلادنا، ما يشعرنا أن علينا واجباً استثنائياً». ودعا الطيب الجميع لـ«احترام عقيدة الآخر، والتعايش بشكل سلمي بين الناس».
وقال مختار جمعة وزير الأوقاف: «الزيارة مثلت لُحمة وطنية حقيقية تؤمن العيشة المشتركة وحق الإنسان كإنسان، كما مثل تجسيداً للروح الوطنية الفريدة التي تعيشها مصر الوطن بحقوق وواجبات متكافئة».
بدوره، بعث الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي برقية تهنئة. وجاء في الرسالة: «شعب مصر بمسلميه وأقباطه نسيج واحد يجمعهم وطن واحد وآمال واحدة في بناء مصر وتاريخها الزاهر المجيد».
ويقدر عدد المسيحيين في مصر بنحو 10 في المائة، وفق تقديرات غير رسمية، من أصل نحو 140 مليون مصري.
ومنذ وصوله إلى السلطة، عقب الإطاحة بالرئيس «الإخواني» محمد مرسي عام 2013، ضاعف الرئيس السيسي بوادر الانفتاح على المسحيين، حيث حرص على حضور قداس عيد الميلاد سنوياً، كما توسع في بناء الكنائس وترميمها. ومن بين الكنائس الجديدة، تم تشييد أكبر كاتدرائية في مصر في قلب العاصمة الإدارية الجديدة وسط الصحراء بشرق القاهرة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.