محافظة ديالى العراقية تطالب ببقاء قائد شرطتها في منصبه

رئيس البرلمان دعا العبادي إلى إعادة النظر في قرار نقل السعدي

TT

محافظة ديالى العراقية تطالب ببقاء قائد شرطتها في منصبه

أثار قرار اتخذه رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، ويقضي بنقل قائد شرطة محافظة ديالى اللواء الركن جاسم السعدي، غضب وانتقاد الأوساط السياسية والشعبية في المحافظة. وعقد مجلس محافظة ديالى، ظهر أمس، جلسة طارئة لمناقشة نقل قائد الشرطة، وصوَّت على التريث بقرار النقل الذي أصدره العبادي.
وأبلغت مصادر في ديالى، «الشرق الأوسط»، أن مدن المحافظة المختلفة، خصوصاً مركزها بعقوبة، شهدت، أمس، موجة مظاهرات احتجاجاً على القرار الذي أجمعت على رفضه أغلب مكونات المحافظة.
وتؤكد المصادر أن اللواء السعدي، الذي نقل لقيادة الشرطة في محافظة البصرة الجنوبية، كان «يحظى بسمعة طيبة داخل مكونات ديالى المختلفة برغم انحداره من أصول شيعية». وتشير المصادر إلى أن «السمعة الجيدة التي حظي بها السعدي جاءت نتيجة جهوده الكبيرة في القضاء على عصابات الخطف والجريمة المنظمة التي تقف وراءها بعض الميليشيات المسلحة».
من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس، رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى إعادة النظر في نقل اللواء السعدي. وقال الجبوري، الذي ينحدر من محافظة ديالى، في تصريحات وزعها مكتبه على وسائل الإعلام: «نظراً لجهوده الكبيرة ولدوره البارز بالقيام بواجباته في حفظ أمن واستقرار محافظة ديالى، ندعو القائد العام للقوات المسلحة إلى إعادة النظر في موضوع نقل قائد شرطة ديالى». وأضاف أن «هذا الأمر له من أثر بالغ في تعزيز السلم الأهلي وبث رسائل اطمئنان لأهالي المدينة التي تعيش فرحة النصر على الإرهاب».
بدورها، اعتبرت النائبة عن محافظة ديالى ناهدة الدايني، نقل قائد الشرطة «قراراً غير صحيح»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «اللواء السعدي من العناصر الكفؤة، لا ينتمي إلى أي جهة سياسية، وقام بالقضاء على أغلب عصابات الخطف والقتل برغم الضغوط التي تمارسها عليه بعض الأحزاب، وتمكن من تحقيق مستويات عالية من الأمن في ديالى».
وحول الأسباب التي تدفع المكون السني في المحافظة على التمسك بقائد الشرطة السعدي، ذكرت الدايني أن ذلك «يعود إلى أنه استطاع الحد من عمليات القتل والخطف التي تمارسها بعض الجماعات المسلحة ضد أبناء المكون السني»، مشيرةً إلى أن «قرار النقل غير مناسب تماماً في هذه الفترة، لأننا على أعتاب الاستحقاق الانتخابي، وهناك خشية من تعرض المحافظة إلى مشاكل أمنية مع وجود قائد جديد للشرطة غير مطلع على طبيعة الملف الأمني في المحافظة». وبينت أن «الشخصيات السياسية ستضطر في حال نقل قائد الشرطة السعدي إلى مراجعة خطوط سيرها المعتادة، هناك مخاوف جدية على ساسة المحافظة والناس العاديين من عملية استبدال قائد الشرطة».
وأشادت الدايني بـ«تعاون اللواء السعدي بإيجابية مع كافة مكونات ديالى، وحاز على ثقتها من خلال العمل الأمني الاحترافي الذي قام به، لذلك نرى أن نقله في هذا الوقت يثير أكثر من علامة استفهام».
وفيما وصفت النائبة عن محافظة ديالى غيداء كمبش، نقل قائد شرطة المحافظة بأنه «قرار سياسي بامتياز»، وحملت الحكومة مسؤولية أي تدهور أمني يحصل في ديالى، هدد النائب عن ديالى عضو «تحالف القوى» رعد الدهلكي، بـ«ردود سياسية لا تخطر على تفكير أحد في حال عدم التراجع عن القرار»، ولم يكشف عن طبيعة تلك الردود، وحذر في تصريحات من «أيادٍ خفية تريد التلاعب بمصير المحافظة».
وفي شأن آخر يتعلق بتصريحات نواب كرد حول وجود «شبه اتفاق» بين القوات الاتحادية وبين «البيشمركة» لعودتها إلى كركوك، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، فيما يبدو رداً على تلك التصريحات، إن «من يجب أن يأخذ بزمام الأمور هو القوات الأمنية من الجيش العراقي البطل فقط لا غير». وأضاف أن «ذلك لا يشمل المناطق المتنازع عليها فحسب، بل كل شبر من أرض الوطن».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.