«لوكاندا أوتوميتزو» مطعم إيطالي من وحي فيلم «8 ونصف»

ديكوره سينمائي وأكله منزلي

لوكاندا أوتوميتزو بديكوره المستوحى من فيلم «8 ونصف» الإيطالي
لوكاندا أوتوميتزو بديكوره المستوحى من فيلم «8 ونصف» الإيطالي
TT

«لوكاندا أوتوميتزو» مطعم إيطالي من وحي فيلم «8 ونصف»

لوكاندا أوتوميتزو بديكوره المستوحى من فيلم «8 ونصف» الإيطالي
لوكاندا أوتوميتزو بديكوره المستوحى من فيلم «8 ونصف» الإيطالي

«أوتوميتزو» أو Ottoemezzo تعني بالإيطالية «8 ونصف»، وإذا كنتم من محبي الأفلام السينمائية الأجنبية، ربما تذكرون هذا الاسم جيدا لأنه فيلم إيطالي يحمل العنوان نفسه من إخراج فيديريكو فيليني الذي حاز به على جائزة أفضل فيلم أجنبي عام 1963.
وهنا نحن لن نتكلم عن الفيلم بقدر ما سنتكلم عن المطعم الذي يحمل اسمه «لوكاندا أوتوميتزو» الواقع في منطقة جنوب كينزينغتون بلندن، هذا المطعم افتتحه الإخوان إيميديو وفرانتشيسكو عام 2002 بعد نجاح المقهى الأول الذي افتتحاه عام 1995. ويتولى مهمة المطبخ الشيف الإيطالي أندريا كابرا.
وتأثر الأخوين بفيلم «8 ونصف» واضح جدا من خلال الديكور الأنيق الذي يعتمد على الصور الملتقطة من الفيلم واللوحات الجميلة، وهناك لوحة فريدة من نوعها يعود تاريخها إلى عام 1963 بالإضافة إلى معدات استخدمت في الفيلم، وتعرض أيضا على الأرفف مجموعة من الكتب القديمة ونادرة الوجود.
وشغف الأخوين الإيطاليين بسينما الزمن الجميل والمطبخ اللذيذ أثمر عنوانا رائعا للأكل الإيطالي يتهافت عليه الإيطاليون وغيرهم من جنسيات أخرى في لندن.
يعتمد المطعم على أكل المنزل بحيث يتم تحضير كل الطعام على الطريقة المنزلية بما فيها الخبز بأصنافه الثلاثة: الأبيض والأسمر والفوكاشيا، وبصراحة يمكنك أن تميز ما بين الأكل منزلي الصنع جيد النوعية والطازج والأكل التجاري الذي يقدم في بعض المطاعم بعد تناولك الخبز وخاصة الفوكاشيا الطرية واللذيذة.
ميزة هذا المطعم إلى جانب الديكور المريح هو أنه يمنحك الشعور بالألفة التي تلف بالمنازل المليئة بالحب، العاملون في المطعم من الجنسية الإيطالية وليس هناك أفضل من ابن البلد ليشرح لك عن الأطباق المتوفرة.
لائحة الطعام تنقسم إلى اثنتين، الأولى مخصصة لوقت الغداء وأخرى للعشاء، ومن الممكن أيضا الاختيار ما بين ثلاثة أطباق أو اثنين.
الخدمة في المطعم جيدة وأهم ما فيها هو إلمام الموظفين بالمنتج والتشديد على أن جميع المأكولات هي منزلية الصنع، واللافت هو أن الأطباق كبيرة الحجم بالمقارنة مع مطاعم إيطالية أخرى في لندن.
وقع اختيارنا على طبق أولي عبارة عن قطعة من جبن الماعز وضعت في الفرن إلى جانب صلصة اليقطين، المشكلة الوحيدة في هذا الطبق إذا يجوز تسميتها بـ«مشكلة» هو أن قطعة الجبن كبيرة الحجم وأنصح بمشاركة الطبق مع شخص آخر، لأن مذاق الجبن يكون مزعجا إذا ما زاد عن حده من حيث الكمية.
ومن الأطباق الأولية الأخرى، شوربة الطماطم مع جبن الموتزاريلا (الشوربة ساخنة) وهذا ما يجعله لذيذا، لأنه في الكثير من الأحيان تقدم شوربة الطماطم باردة، ولكن هذا الطبق يتناغم مع جبن الموتزاريلا من حيث الحرارة أيضا.
ومن الأطباق الرئيسية التي جربناها، طبق معكرونة «الغيتارا» (يدوية الصنع تشبه السباغيتي ولكنها أرفع وأرق) مع صلصة الطماطم والسلطعون، وطبق الرافيولي مع صلصة «الراغو». وطبق الريزوتو مع جبن البارمزان.
الجميل في المطعم هو أنه يقع في الحي الخلفي لشارع كينزينغتون الرئيسي وليس جليا على الجميع فكل زبائنه يأتون خصيصا من أجل الأكل فيه لأن سمعته ذائعة جدا في أوساط المنطقة التي يسكنها عدد كبير من الجالية الإيطالية.
ففي عام 1995 وقبل افتتاح «لوكاندا أوتوميتزو»، استقطب «أوتوميتزو كافيه» الذواقة، وحينها كانت لائحة الطعام محدودة جدا ولا تتعدى القهوة والكابوتشينو والبيتزا والسلطة والفطور والساندويتشات منزلية الصنع، إلا أن نجاح المقهى دعا صاحبيه لتوسيع المشروع وافتتاح المطعم في وقت لاحق.


مقالات ذات صلة

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».