مجلس الوزراء اليمني: الصمت يشجع الانقلابيين على استمرار جرائمهم

قال إن بقاء الحديدة مع «وكلاء إيران» خطر على الاقتصاد الدولي

جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني الذي عقد في الرياض أمس (سبأ)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني الذي عقد في الرياض أمس (سبأ)
TT

مجلس الوزراء اليمني: الصمت يشجع الانقلابيين على استمرار جرائمهم

جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني الذي عقد في الرياض أمس (سبأ)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء اليمني الذي عقد في الرياض أمس (سبأ)

حذر مجلس الوزراء اليمني من عواقب «استمرار الصمت» أمام الجرائم الحوثية، وقال إن ذلك «يشجع ميليشيا الإرهاب الحوثية على ارتكاب مزيد من الحماقات لإيصال رسائل إيران الابتزازية للمجتمع الدولي عبر انتهاج الوسائل الإرهابية والتهديدية لسلامة وأمن الملاحة العالمية».
وذكر بيان أعقب جلسة للمجلس عقدت برئاسة رئاسة الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر في الرياض أمس أن المجلس «تدارس خطورة وإبعاد التصعيد الحوثي الإيراني الأخير، بمعاودة استهداف السفن التجارية والملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجوم الإرهابي على إحدى ناقلات النفط السعودية غرب ميناء الحديدة»، مشيداً بجهود القوات البحرية التابعة للتحالف العربي وصدها للهجوم الإرهابي على الناقلة النفطية، من خلال تنفيذ عملية تدخل السريع، ومؤكداً أن «تكرار الحوثيين ومن ورائهم إيران مهاجمة السفن التجارية وتهديد الملاحة الدولية مؤشر تصعيدي خطير لن يتم السكوت عنه أو تجاهله، ويؤكد من جديد أن بقاء ميناء الحديدة تحت سيطرة وكلاء إيران في اليمن يعرض الاقتصاد والأمن الإقليمي والدولي للخطر».
وأكد أن سلامة الممرات المائية وأمن الملاحة البحرية، ليس مصلحة يمنية أو عربية فحسب: «لكنها تهدد الاقتصاد الدولي بشكل عام، ما يتطلب موقفا حازما وجادا إزاءها، وعدم الاكتفاء بردود الفعل في إدانة وتجريم ما حدث»، لافتاً إلى أنه حان الوقت لدعم الحكومة الشرعية والتحالف بقيادة السعودية، لوقف استغلال إيران ووكلائها الحوثيين لميناء الحديدة باستخدامه كقاعدة عسكرية لتنفيذ هجماتها الإرهابية وتهديد الملاحة الدولية وتهريب الأسلحة، ونهب ومصادرة المساعدات الإغاثية والإنسانية. وكرر مطالبته للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي، بوضع حد لتدخلات إيران وسياساتها التدميرية في اليمن والمنطقة العربية، والوقوف بحزم أمام انتهاكاتها السافرة للقرارات الدولية الملزمة بحظر توريد الأسلحة للحوثيين، واستمرارها في تهديد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي عبر وكلائها وأدواتها في بعض الدول العربية.
ولفت المجلس إلى أن الحكومة الشرعية والتحالف لن يتوانيا عن اتخاذ كل التدابير والإجراءات الكفيلة بالحفاظ على سلامة الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر... داعيا المجتمع الدولي إلى مساندة الخطوات القادمة في هذا الجانب، التي لم تعد تحتمل التأخير أو التسويف كون التهديدات أصبحت أخطرا من إمكانية التغاضي عنها.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن المجلس اعتمد إدخال وحدات توليد طاقة مستأجره بقدرة 70 ميغاواط للعاصمة المؤقتة عدن ومحافظات لحج وأبين وشبوة. وأقر المجلس في اجتماعه، تعزيز كهرباء العاصمة المؤقتة بأربعين ميغاواط من الطاقة المشتراة، وبتكلفة 6 ملايين و600 ألف دولار.
كما أقر إدخال 20 ميغاواط لتعزيز الطاقة الكهربائية في محافظتي لحج وأبين بقيمة 3 ملايين و200 ألف دولار، إضافة إلى 10 ميغاواط لكهرباء مديرية بيحان بمحافظة شبوة وبقيمة 2 مليون دولار.
ووجه المجلس وزارة الكهرباء بالتنسيق مع السلطات المحلية في عدن ولحج وأبين وشبوة، بسرعة التنفيذ والمتابعة والإشراف على إدخال هذه القدرات الإضافية ضمن المنظومة الكهربائية لمواجهة احتياجات الصيف القادم الذي يزداد فيه استهلاك الكهرباء، مؤكداً اتخاذ كافة التدابير والمعالجات اللازمة لمواجهة العجز القائم في الطاقة التوليدية، واطلاع المجلس أولا بأول على ما يتم في هذا الجانب لتذليل أي صعوبات أو إشكالات تعترض ذلك.
ووافق مجلس الوزراء، على التكليفات المتبقية لاستكمال مشروع صافر مأرب والصيانة الدورية لمحطة مأرب الغازية الأولى، وكلف وزارة الكهرباء والسلطة المحلية بمحافظة مأرب بالتنفيذ، وموافاة المجلس بالنتائج.
كما أشاد مجلس الوزراء، بالنجاح الكبير الذي حققه مؤتمر الاستجابة الإنسانية الثاني الذي نظمته الأمم المتحدة في جنيف أمس الثلاثاء، بهدف توفير الموارد لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب اليمني، وتخفيف المعاناة الناجمة عن الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، معتبرا هذا النجاح انعكاسا للاهتمام الدولي.
وقدم الشكر لكل الجهود المبذولة في الإعداد للمؤتمر: «منوها بالدعم السخي الذي قدمه الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت وبقية الدول والمنظمات لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، والتي تستهدف إنقاذ أرواح 13 مليون شخص».
ووقف مجلس الوزراء أمام «الحوادث المستهجنة التي شهدتها الساحة الإعلامية مؤخرا في بعض المناطق والمحافظات المحررة من اعتقالات ومهاجمة واقتحام مقرات صحف»، مؤكدا بهذا الخصوص «موقف الحكومة الثابت من أن حرية التعبير والحريات الإعلامية مقدسة ومصونة ومحمية بموجب الدستور والتشريعات والقوانين النافذة».
وأكد المجلس، أن الحكومة «لن تتهاون في التصدي لكل اعتداء يطال أي مؤسسة إعلامية، أو انتهاك ضد الصحافيين وحرية الرأي والتعبير مهما كانت الأسباب والذرائع، فالقانون كان وسيظل الفيصل الوحيد في البت بمثل هذه الأمور وليس الاعتقالات التعسفية والاقتحامات والهجوم والتدمير»، موجهاً وزارة الداخلية في التحقيق بالحوادث والانتهاكات التي طالت صحافيين ومقرات مؤسسات صحافية حديثا، وموافاة المجلس بنتائج التحقيقات للمناقشة واتخاذ ما يلزم إزاءها، وضمان عدم تكرارها مستقبلا.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.