فرجيل أبلو... مصمم «لوي فويتون» الأسمر

المصمم فرجيل أبلو يحيي ضيوفه بعد انتهاء عرض داره «أوف وايت» في باريس مؤخراً  -  من خطه الرجالي الخاص
المصمم فرجيل أبلو يحيي ضيوفه بعد انتهاء عرض داره «أوف وايت» في باريس مؤخراً - من خطه الرجالي الخاص
TT

فرجيل أبلو... مصمم «لوي فويتون» الأسمر

المصمم فرجيل أبلو يحيي ضيوفه بعد انتهاء عرض داره «أوف وايت» في باريس مؤخراً  -  من خطه الرجالي الخاص
المصمم فرجيل أبلو يحيي ضيوفه بعد انتهاء عرض داره «أوف وايت» في باريس مؤخراً - من خطه الرجالي الخاص

في الستينات وعندما استعان المصمم الراحل بعارضات سمراوات في عروضه، قامت أوساط الموضة ولم تقعد. كان الأمر بمثابة ثورة. وحتى بعد مرور عدة سنوات ظلت العارضات السمراوات مُهمشات، يشعرن بأنهن نشاز في عالم تتسلطن فيه الشقراوات، بمن فيهن اللواتي حققن النجاح من مثيلات ناعومي كامبل. فهذه الأخيرة صرحت في عدة مناسبات أن العقود المجزية كانت تذهب لغيرها لا لسبب سوى لون بشرتها الداكنة. لكن شتان بين الأمس واليوم. فمنذ عامين تقريبا وعالم الموضة يعيش تغيرات جذرية بدأت تُرجح كفة هؤلاء على حساب الشقراوات، بدليل أغلفة المجلات البراقة التي تتصدرها منذ عدة أشهر وعلى التوالي، صور عارضات سمراوات. ليس هذا فحسب، بل انهارت عدة أسماء صحافية عريقة لتحل محلها أسماء جديدة من أصول أفريقية، مثل إدوارد إيننفيلد الذي كان أول رجل يتولى رئاسة تحرير مجلة «فوغ» البريطانية.
لم تنته الثورة السوداء عند هذا الحد، فقد اختارت دار «لوي فويتون» الفرنسية فرجيل أبلو كخليفة لمصممها البريطاني كيم جونز لخطها الرجالي الذي تركها متوجها إلى «ديور أوم». وهكذا حصل ما لم يكن يخطر على بال أحد منذ بضع سنوات فقط. فأبلو ثاني مصمم أسود، بعد أوليفييه روستنيغ مصمم دار «بالمان، يتولى فنيا إدارة دار كبيرة بحجم «لوي فويتون»، رغم أنه ليس جديدا على الموضة وتشهد له سيرته الذاتية بأنه خيار مثالي في عصر الإنترنت.
فهم مصمم له ماركة باسم «أوف وايت» تثير الكثير من الانتباه بجرأتها وفنيتها وتؤكد في الوقت ذاته بأنه ابن عصره ويتكلم لغة الجيل الجديد بطلاقة. حسب قول مايكل بيرك، الرئيس التنفيذي لـ«لوي فويتون» فإنه قدرته الإبداعية جعلته مناسبا لعصره ليس في مجال الموضة فحسب بل أيضا في مجال ثقافة الشارع حاليا».
ينحدر من أصول أفريقية، ويبلغ من العمر 37 عاما.
ولد في روكفورد إلينوي، ودرس الهندسة وفن العمارة. نقطة التحول بالنسبة له كانت عندما قابل كيني ويست الذي طلب منه أن يصمم له مجموعة من المنتجات الشخصية. في هذه الفترة أيضا تدرب في شواغل دار «فندي» الإيطالية في عام 2006.
في عام 2013 أطلق داره «أوف وايت» بخط رجالي أتبعه بعد عامين بخط نسائي. وكسب سريعا تقدير صناع الموضة كمصمم متخصص في الفخامة المستقاة من الشارع. وصفته أنه يمزجهما ببعض بشكل شبابي جعله يفوز في عام 2017 بجائزة من منظمة الموضة البريطانية في حفلها السنوي. هذا أيضا الأسلوب هو ما لفت إليه أيضا أنظار دار «لوي فويتون» التي تريد أن تواكب العصر وتأمل بأن يكون لقاؤهما تلاحقا بين عالمين مختلفين. عالم تمثله هي بتاريخها وعراقتها وإمكانياتها وعالم جديد صاخب يفور بالجرأة يُمثله المصمم الشاب الذي يمكن أن يضخها بدم جديد. فقد أكد عبر السنوات أنه قارئ جيد لنبض الشارع، ولا يخاف من التعبير عن آرائه السياسية والاجتماعية. تعاونه في العام الماضي مع الفنانة جيني هولزر مثلا ركز فيه على موضوع الهجرة كونه ولد لأبوين مهاجرين من غانا. مهم أيضا أن له 1.6 مليون متابع على حسابه الشخصي بالإنستغرام، فهذا يعني أنه سيُحضر معه المعجبين بأسلوبه ويقدمهم لدار ربما كانت ترتبط في أذهانهم بموضة لا تخاطبهم. فعندما تعاون مع شركة «نايكي» نفذت كل الأحذية التي صممها وبيع بعضها في السوق السوداء بسعر 1500 جنيه إسترليني كما أن تعاونه المقبل مع شركة الأثاث «إيكيا» يثير نفس الاهتمام والترقب، وغني عن القول أن أول تشكيلة رجالية سيقدمها للدار في شهر يونيو (حزيران) المقبل تثير المشاعر نفسها وأكثر منذ الآن.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.