الإيجار المؤقت... مساكن فاخرة بأسعار رخيصة في سويسرا

يزدهر في المدن ذات العرض المنخفض والإيجارات المرتفعة

لطالما وجد في المدن عملاء لا يحتاجون إلى سكن طويل الأجل مما يفتح المجال أمام عقود التأجير المؤقت
لطالما وجد في المدن عملاء لا يحتاجون إلى سكن طويل الأجل مما يفتح المجال أمام عقود التأجير المؤقت
TT

الإيجار المؤقت... مساكن فاخرة بأسعار رخيصة في سويسرا

لطالما وجد في المدن عملاء لا يحتاجون إلى سكن طويل الأجل مما يفتح المجال أمام عقود التأجير المؤقت
لطالما وجد في المدن عملاء لا يحتاجون إلى سكن طويل الأجل مما يفتح المجال أمام عقود التأجير المؤقت

تستمع أندريا فورجاكس بمشهد خلاب من نافذة غرفتها في الطابق السابع في أحد مباني مدينة زيوريخ السويسرية، حيث تتمدد المدينة أمامها وخلفها بحيرتها العملاقة وفي أفق تبدو قمم جبال الألب التي يكسوها الجليد.
ومن الصعب العثور على شقة سكنية تتكون من غرفة واحدة (استوديو) في هذه المدينة بإيجار يقل عن 1600 يورو (1973 دولاراً) شهرياً. لكن فورجاكس حصلت على شقتها ذات الغرفتين في فندق «دولدر فالدهاوس» ذي الأربع نجوم بنصف هذا المبلغ، مع استفادتها من خدمة الإنترنت فائق السرعة.
وتقول فورجاكس التي تبلغ من العمر 32 عاماً وتعمل مديرة لمعرض فني، إن «ممارسة اليوغا أمام النوافذ الكبيرة تعطي استرخاء مضاعفاً».
وهذه السيدة واحدة من شريحة متنامية من السكان المؤقتين الذين كيفوا أنفسهم مع نموذج الإيجار الجديد في زيوريخ.
يذكر أن فندق «دولدر فالدهاوس» الذي يضم 70 غرفة وشقة فندقية أقيم في سبعينات القرن 20 وتقرر هدمه، لكن الهدم لن يتم قبل نهاية 2019، وحتى هذا الوقت، فإن نحو 100 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً يعيشون في غرف الفندق حالياً، لكن ليس وفقاً لعقود تأجير عادية، وإنما وفقاً لاتفاقات «إعارة بغرض الاستخدام».
ففي مدينة يعد الحصول فيها على مسكن أمراً بالغ الصعوبة وبإيجار مرتفع، يزدهر مثل هذا النوع من النشاط، بحسب مؤسسة «فويست» للخدمات العقارية في مدينة زيوريخ. وقادت هذا التوجه شركة ناشئة تعرف باسم «بروجيكت إنتريم»، حيث تدير عدداً متزايداً من العقارات بهذا الأسلوب.
وقد أصبح موقع فندق «دولدر فالدهاوس» مكاناً للأنشطة المجتمعية، حيث توجد طاولات رياضة تنس الطاولة وموائد البلياردو في البهو السابق للفندق، كما تم تحويل حمام السباحة الداخلي إلى حلبة ملاكمة لهواة الرياضات العنيفة من السكان.
أما المناطق المفتوحة من الفندق، ففيها كثير من الزوايا المخصصة للقراءة والمزودة بوسائد سميكة مريحة، ويوجد مطبخ مشترك بجوار منطقة تناول العشاء المزودة بموائد طويلة تغطي عليها حوارات الحضور.
تقول فورجاكس التي يعرض عملاء معرضها لوحاتهم على الجدران، إن «مكاناً للتجمع وأوقات تناول الوجبات الجماعية تفرز كثيراً من الأفكار». وعلى عكس الشقق في المجمعات السكنية التقليدية، فإن سكان مبنى الفندق يمارسون نمط حياة اجتماعياً، حيث تقوم بينهم علاقات إنسانية قوية تسمح لهم بالدردشة وتبادل الأفكار حول مشروعاتهم الشخصية والموضة، وهذا هو روح «بروجيكت إنتريم».
يقول لوكاس أماتشير مؤسس مشروع «بروجيكت إنتريم»: «نبحث دائماً عن تحقيق مزيج جيد من البشر، لدينا طلبة ومتقاعدون وسويسريون وأجانب وأصحاب مشروعات خاصة وعمال... هذا يمكن أن يؤدي إلى علاقات جيدة للغاية وشبكة علاقات مهنية جديدة».
وكان أماتشير نفسه قد لجأ إلى نموذج التأجير المؤقت منذ سنوات قليلة عندما كان يبحث عن استوديو للموسيقى. وفي هذا الوقت التقى بشركائه وبدأ العمل في مشروع شركة «بروجيكت إنتريم» عام 2013. ويؤكد أماتشير أن التأجير الرخيص والأماكن الشعبية مهمة جداً للمبدعين، «ونحن لا نقدم خدمات فاخرة». وتطبق الشركة حالياً هذا النموذج للتأجير في نحو 100 مشروع تتراوح بين فيلات وعمارات سكنية ومكاتب ومساحات فضاء ومجمعات صناعية.
تقول ميلاني هومان أستاذة التنمية الحضرية المستدامة في درسدن بألمانيا: «إنها فكرة مستدامة... دائماً يوجد في المدن العملاء الذين لا يحتاجون إلى سكن طويل الأجل».
لكن هومان تحذر من أن هذه الفكرة التي تنطلق من النيات الحسنة يمكن أن تتعرض للاختطاف من جانب المتربحين والمحتالين، «الفكرة الأساسية جيدة لكن يمكن بسهولة استغلالها لتحقيق مكاسب» غير مقبولة من جانب البعض.
في الوقت نفسه، أسست المهندسة المعمارية باربرا بوسر الرائدة في الاستخدام المؤقت للمباني، منظمة «دينكشتات» التي تستهدف حماية المباني والمناطق كلها من التخريب.
وقالت بوسر إن مشروعها «بدأ حلماً»، مشيرة إلى عام 2000 عندما تقرر هدم مجموعة من مباني المصانع القديمة في قلب مدينة بازل السويسرية. وقد حصل مشروع بوسر ورفاقها للمحافظة على المباني وتنميتها على عقد لتنفيذه.
والآن أصبح موقع «جانديل دينجر فيلد» الذي يشغل 12 ألف متر مربع، حياً نابضاً بالحياة مملوءاً بالمتاجر والمطاعم وغيرها من المحال الأخرى إلى جانب قائمة انتظار طويلة بالأشخاص الراغبين في الاستئجار.
وتقول بوسر إنه «كما كان الحال في الماضي، يعمل حالياً 250 شخصاً في المصنع ويزوره نحو 1000 شخص يومياً». وترغب بوسر في المحافظة على المباني القديمة بعيداً عن يد المضاربين، وتشجيع توفير المساكن بإيجار معقول وتجديد المواقع القديمة مع المحافظة على البيئة أقصى ما يمكن، وهو ما يعني الاستغناء عن وسائل الرفاهية والفخامة مثل العزل الحراري ووحدات التدفئة المشعة للحرارة.
وتؤكد المهندسة السويسرية أن «ورشة إنتاج الأقفال لا تحتاج إلى درجة حرارة تزيد على 18 درجة مئوية»، وقد تحتاج بعض المباني الأخرى إلى درجة تدفئة تصل إلى 20 درجة مئوية وفقاً لطبيعة نشاطها. أما إذا اشتكى أحد المستأجرين للورش من برودة الجو، فإن الإدارة يمكن أن تقترح عليه ارتداء سترة شتوية.
ونفذت بوسر كثيراً من المشروعات المماثلة، وهي تعمل حالياً على مشروع للمحافظة على مستشفى قديم وحمايته من الهدم. ونعود إلى زيوريخ حيث تقوم فورجاكس وزوجها بتجربتهما الاجتماعية في مسكن مؤقت كان فندقاً في الماضي.
وقد تخلى الزوجان عن شقتهما السابقة التي تبلغ مساحتها 80 متراً، لأنهما أرادا تقليل حجمها وتقليل معدل استهلاكهما بشكل عام. وعندما تنتهي فترة إيجار مسكنهما الحالي، فإنهما يعتزمان تقليص المساحة بصورة أكبر.


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»