الأردن: محاكمة 32 {داعشياً} خططوا لمهاجمة مواقع عسكرية

أجروا عمليات استطلاع ومعاينة للأهداف

هيئة محكمة أمن الدولة خلال المحاكمة («الشرق الأوسط»)
هيئة محكمة أمن الدولة خلال المحاكمة («الشرق الأوسط»)
TT

الأردن: محاكمة 32 {داعشياً} خططوا لمهاجمة مواقع عسكرية

هيئة محكمة أمن الدولة خلال المحاكمة («الشرق الأوسط»)
هيئة محكمة أمن الدولة خلال المحاكمة («الشرق الأوسط»)

نفى أعضاء خليتين داعشيتين مكونتين من 32 متهما والمعروفتين باسم «17 و15»، وجمعهم من سكان مدينتي الزرقاء والرصيفة أمس (الاثنين)، التهم الموجهة إليهم من قبل محكمة أمن الدولة الأردنية التي شرعت أمس بمحاكمتهم، وقالوا إنهم غير مذنبين.
وخولت المحكمة بعض المتهمين لتوكيل محامين للدفاع عنهم فيما قدم محامون وكالاتهم للدفاع عن آخرين، وطلبت المحكمة من المدعي العام تقديم شهود النيابة لديه.
وكان النائب العام لمحكمة أمن الدولة العميد القاضي حازم المجالي، قد صادق على قرار اتهام الخلية الإرهابية «17» والمنتمية لتنظيم داعش التي خططت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لتنفيذ أعمال إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن الوطني واستهداف مراكز أمنية وعسكرية ومراكز تجارية ومحطات إعلامية ورجال دين معتدلين وإعادة ملف القضية إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة ﻹصدار لائحة الاتهام. وأسند مدعي عام محكمة أمن الدولة القاضي العقيد فواز العتوم لأعضاء الخلية الإرهابية تهم المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية والترويج ﻷفكار جماعة متطرفة، والتدخل للقيام بأعمال إرهابية.
وكانت دائرة المخابرات العامة أعلنت عن إحباطها للمخطط الإرهابي بعد عمليات متابعة استخبارية مبكرة أسفرت عن اعتقال 17 عنصرا متورطا بهذه العمليات وضبط الأسلحة والمواد التي كان من المقرر استخدامها لتنفيذ هذا المخطط اﻹجرامي.
وكشفت التحقيقات مع عناصر الخلية أن «هذه الخلية أعدت خططا متكاملة لتنفيذ عملياتها، وقامت بإجراء عمليات استطلاع ومعاينة لتلك الأهداف، ووضع آلية لتنفيذ تلك العمليات، ومن أهم أهداف الخلية (مراكز أمنية وعسكرية، مراكز تجارية، محطات إعلامية، رجال دين معتدلون). وخططت عناصر الخلية لتأمين الدعم المالي لتنفيذ مخططاتهم لشراء الأسلحة الرشاشة من خلال تنفيذ عمليات سطو على عدد من البنوك في مدينتي الرصيفة والزرقاء وسرقة عدد من المركبات بهدف بيعها للحصول على التمويل والدعم المالي لتنفيذ المخططات، كما خططت عناصر الخلية لتصنيع متفجرات باستخدام مواد أولية متوفرة بالأسواق». أما الخلية الثانية وعدد أفرادها «15» فقد تم القبض على أفرادها تباعا خلال الفترة من 24 - 27 نوفمبر العام الماضي. وأسند مدعي عام محكمة أمن الدولة العقيد القاضي فواز العتوم، للمتهمين الـ15. سبع تهم هي: «المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، حيازة أسلحة بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، حيازة أسلحة وذخائر بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، حيازة أسلحة بقصد استخدامها على وجه غير مشروع، الترويج لأفكار جماعة إرهابية، بيع أسلحة بقصد استعمالها على وجه غير مشروع وعدم الإبلاغ عن معلومات ذات صلة بنشاط إرهابي».
وبينت لائحة الاتهام، أن المتهمين اتفقوا على تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف العاملين بمكتب مخابرات الرصيفة، انتقاما من الأجهزة الأمنية وخصوصا العاملين في المخابرات لكونه سبق وأن تم اعتقال أحد المتهمين في فترة سابقة. واتفق المتهمون على أن تتم العمليات العسكرية باستخدام الأسلحة المتوفرة لدى المتهم الثاني، الذي تعهد ببيع سياراته لتمويل العملية، بشراء الأسلحة وتدريب باقي المتهمين على كيفية استخدامها.
وتضيف اللائحة تم تحديد أهداف العملية وهي (مكتب مخابرات الرصيفة، مديرية شرطة الرصيفة، مركز أمن ياجوز والدوريات الخارجية التابع للأمن العام). ولضمان حسن تنفيذ العملية استعد أحد المتهمين لتدريب باقي عناصر الخلية على استخدام السلاح، كما تم الاتفاق على تنفيذ عملية مسلحة على إحدى «الخمارات» بالرصيفة. وأشارت اللائحة أنه بعد شراء السلاح حدد عناصر الخلية أواخر العام 2017 موعدا لتنفيذ العمليات العسكرية على الساحة الأردنية، من المتهم الأول وحتى المتهم الثامن، لكن جرى القبض عليهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مخططهم الإجرامي، وتم ضبط الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزتهم، وبفحص الأسلحة والذخائر من قبل الخبير تبين أنها صالحة للاستخدام وتشكل خطرا على الممتلكات والأرواح.
يذكر أن تنظيم داعش ظهر في الأردن في الأول من مارس (آذار) 2016 من خلال خلية تابعة للتنظيم، حيث شنت قوات الأمن حينها هجوماً استباقياً على معقل الخلية في مدينة إربد شمال المملكة، وهو الهجوم الذي تحول إلى اشتباك مسلح استمر ليلة كاملة، وانتهى بالقضاء على عناصر الخلية السبعة، ومقتل أحد أفراد القوة الأردنية. وكان تنظيم داعش أعلن تبنيه تفجير سيارة ملغمة في أواخر حزيران 2016، داخل مركز حدودي أردني على الحدود السورية بالقرب من مخيم الركبان أسفر عن مقتل 7 جنود أردنيين وإصابة 14 آخرين، كما تبنى التنظيم عملية الكرك بالأردن، في أواخر كانون الأول 2016، والتي أسفرت عن قتل العناصر الأربعة المهاجمة، إضافة إلى 10 قتلى، بينهم 7 من الأمن ومواطنان إضافة إلى مقتل سائحة كندية، كما أصيب 34 آخرون من رجال الأمن والمواطنين. وغلظت محكمة أمن الدولة الأحكام الصادرة بحق عناصر تنظيم داعش حيث تتراوح العقوبات من السجن من 3 سنوات إلى 15 سنة حسب فعل كل متهم.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.