الفلبين: سكان مراوي يزورون مدينتهم المدمرة

مواطنة فلبينية في حالة ذهول وصدمة داخل بقايا ركام منزلها الذي دمرته المعارك بمدينة مراوي جراء حرب شوارع استمرت خمسة أشهر مع «داعش» (أ.ف.ب)
مواطنة فلبينية في حالة ذهول وصدمة داخل بقايا ركام منزلها الذي دمرته المعارك بمدينة مراوي جراء حرب شوارع استمرت خمسة أشهر مع «داعش» (أ.ف.ب)
TT

الفلبين: سكان مراوي يزورون مدينتهم المدمرة

مواطنة فلبينية في حالة ذهول وصدمة داخل بقايا ركام منزلها الذي دمرته المعارك بمدينة مراوي جراء حرب شوارع استمرت خمسة أشهر مع «داعش» (أ.ف.ب)
مواطنة فلبينية في حالة ذهول وصدمة داخل بقايا ركام منزلها الذي دمرته المعارك بمدينة مراوي جراء حرب شوارع استمرت خمسة أشهر مع «داعش» (أ.ف.ب)

سمح، الأحد، للمرة الأولى لسكان مراوي التي دمرتها المعارك بزيارة المدينة، حيث تحولت منازلهم إلى أكوام من الركام، بعد أن فروا منها قبل عام حفاظاً على حياتهم. ودُمرت أجزاء واسعة من المدينة الجنوبية جراء حرب شوارع استمرت خمسة أشهر بين القوات المسلحة ومتطرفين موالين لتنظيم داعش، أدت إلى مقتل نحو 1200 شخص. وبكى السكان على ما كان في الماضي القريب ممتلكات لهم، وتحولت إلى قطع أثاث متفحمة وألعاب مكسورة، وسط أنقاض منازلهم التي لا تزال تخفي قنابل غير منفجرة ألقيت خلال المعارك التي اندلعت في مايو (أيار) 2017.
وقالت سامسيدا مانغول (44 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية، «بكيت من شدة الغضب والألم» بعد أن شاهدت لأول مرة ما تبقى من متجر العرائس الذي تملكه، الذي كتب داخله عبارة «أحب تنظيم داعش في العراق والشام». وقالت مانغول وهي أم لثلاثة أولاد، بينما كانت تدقق في ثوب زفاف: «كنت أقوم بتأجير الملابس، لكنني أصبحت الآن متسولة أطلب من أقربائي ما آكله وألبسه». وكان مئات المقاتلين المحليين والأجانب المرتبطين بتنظيم داعش فرضوا سيطرتهم على مدينة مراوي التي تعد معقلاً للأقلية المسلمة في الأرخبيل الآسيوي، حيث الغالبية كاثوليكية. وأعلنت السلطات الفلبينية أنهم حاولوا إقامة «خلافة» وقاعدة لهم في جنوب شرقي آسيا.
وسيسمح لمجموعات من السكان، خلال الشهر المقبل، بالعودة لثلاثة أيام كحد أقصى من أجل رؤية منازلهم، واستعادة ما أمكن قبل انطلاق عمليات إعادة الإعمار.
وأمس تفقد نحو سبعة آلاف شخص شوارع المدينة المليئة بالركام وقضبان المعادن الملتوية وهياكل سيارات نخرها الرصاص.
وقالت ميمونة إمبولا (44 عاماً) وهي أم لسبعة أولاد: «كان منزلنا جديداً عندما غادرناه. كنا قد تحضرنا لشهر رمضان».
وأضافت إمبولا: «دمرت قنبلة كل شيء. سريرنا تحول إلى رماد». وشكلت معارك مراوي، التي انتهت في أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر أزمة أمنية في البلاد في عهد الرئيس رودريغو دوتيريتي.
ويقول مسؤولون عسكريون ومحليون إن الدمار الذي سببته المعارك يشبه ما تعرضت له حلب والموصل.
وغادر قسم كبير من سكان المنطقة البالغ عددهم مائتي ألف منازلهم على عجل للحفاظ على حياتهم، بينهم أكثر من عشرة آلاف شخص من المنطقة التي يطلق عليها تسمية «غراوند زيرو» (نسبة إلى موقع برجي التجارة العالمية في نيويورك في اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001». وهم يعيشون مذّاك في مراكز استقبال للسكان الذين تم إجلاؤهم أو مع أقاربهم في بلدات أخرى. وبعد أشهر من انتهاء المعارك يزور السكان المنطقة على مسؤوليتهم الشخصية. وأعلن الكولونيل روميو براونر نائب قائد العملية العسكرية في مراوي أنه لا تزال هناك 53 قنبلة غير منفجرة بزنة 226 كيلوغراماً جراء الغارات، بالإضافة إلى متفجرات خلفها المقاتلون. وقال براونر لوكالة الصحافة الفرنسية: «نفتقر إلى المعدات اللازمة للتنقيب عن القنابل. فقد استغرق انتشال قنبلة على سبيل المثال خمسة أيام لأنه تعين علينا أن نحدث حفرة بعمق عشرة أمتار وبعرض مماثل». وأكد أن الجيش يسعى إلى الانتهاء من العملية بحلول يونيو (حزيران).



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.