القوات العراقية تقتل «سفاح داعش» في صحراء الأنبار

خبير أمني يؤكد أن 95 في المائة من قادة التنظيم {طلقاء}

TT

القوات العراقية تقتل «سفاح داعش» في صحراء الأنبار

أعلنت القوات الأمنية العراقية أنها تمكنت من قتل أبو طه التونسي، ولقبه «سفاح داعش»، وهو أحد أبرز قيادات تنظيم داعش، الذين ما زال نحو 95 في المائة منهم متوارين عن الأنظار، طبقاً لما قاله خبير عراقي بارز. وحسب مصادر استخبارية، فإن عملية أمنية أسفرت عن «قتل الإرهابي المدعو أبو طه التونسي الملقب بـ(سفاح الدواعش) وتسعة من مرافقيه في صحراء محافظة الأنبار، بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة عن وجودهم في الصحراء، لشن هجمات إرهابية تستهدف القوات الأمنية». وأضافت المصادر أن «القوات الأمنية عثرت على أنفاق سرية لتلك العصابات في صحراء الأنبار، تحتوي داخلها على أسلحة وحبوب مخدرة ومشروبات كحولية».
وتجيء عملية مقتل التونسي في سياق عملية أمنية تنفذها القوات المسلحة العراقية في صحراء الأنبار، التي لا تزال تضم «المئات من (الدواعش) الموجودين في مناطق صحراوية واسعة، وفيها الكثير من الحواضن والأماكن السرية التي اشتغل عليها (الدواعش) خلال السنوات الماضية»، طبقاً لما يقوله لـ«الشرق الأوسط» الشيخ أحمد أبو ريشة، رئيس «مؤتمر صحوة العراق». ويضيف أبو ريشة أن «الذي حصل في معظم معارك التحرير التي جرت بعد احتلال (داعش) لمحافظة نينوى عام 2014 ومن بعدها صلاح الدين والأنبار عام 2015 هو أن (الدواعش) لم يقاتلوا بل فضلوا الهرب والاختفاء في الأماكن والحواضن التي تمكنوا من تأمينها». ويوضح أن «تنظيم داعش كان يقاتل بشراسة في المناطق التي لا يستطيع الهرب منها، وكانت جثثهم تتناثر في كل الأمكنة لأنهم وكجزء من طبيعتهم التي عرفناها عنهم من خلال مقاتلتنا لهم لا يسلمون أنفسهم لأنهم يعرفون مصيرهم»، لافتاً إلى أن «صحراء الأنبار الواسعة لا تزال تغذي العديد من المناطق الأخرى بخلايا من تنظيم داعش تقوم بعمليات مختلفة، من بينها الأسلوب الجديد، وهو نصب الكمائن والسيطرات الوهمية».
إلى ذلك، يقول الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف لـ«الشرق الأوسط» إنه «بصرف النظر عن هوية ما أطلقت عليه القوات الأمنية لقب (سفاح داعش)، وما إذا كان هذا هو لقبه المسجل لديها أم لا، فإن الحقيقة الواضحة أن نحو 95 في المائة من قيادات (الدواعش) المهمة لم تقاتل، بل فضلت الهرب والاختفاء في مناطق مختلفة، بما في ذلك خارج العراق، ولم يلق القبض عليها». ويضيف أبورغيف أن «أبرز قيادات (داعش) التي تتولى عملية تمويل التنظيم وعملياته توجد خارج العراق، بالإضافة إلى أن الحدود السورية - العراقية لا تزال غير مؤمنة».
يذكر أن القوات الأمنية تنفذ عمليات استباقية في صحراء الأنبار للقضـاء علـى الخلايا النائمة فيها. وفيما أكد النائب عن كتلة «صادقون» حسن سالم وجود أكثر من 2000 من عناصر تنظيم داعش في مراكز تدريب بوادي حوران في صحراء الأنبار، فإن رئيس مجلس محافظة صلاح الدين علي الدايني حذر مما سماه «ثغرات» خطيرة على الحدود بين صلاح الدين وديالى. وقال الدايني إن المعلومات الأمنية تشير إلى أن «هناك ثغرات خطيرة وكبيرة على الحدود بين ديالى وصلاح الدين شكلت مؤخراً نقاط تسلل لمسلحي (داعش) إلى داخل عمق أراضي المحافظة، وبالتالي زيادة أعمال العنف والهجمات، خصوصاً ضد القرى المحررة». وأضاف الدايني أن «نصف أعمال العنف التي تضرب ديالى مصدرها ثلاث مناطق ضمن حدود صلاح الدين، وهي المطيبيجة والميتة والسبيعات، وكلها مناطق غير ممسوكة، وتشهد نشاطاً واضحاً لتنظيم داعش الذي يحاول لملمة عناصره لشن هجمات بين فترة وأخرى، خصوصاً ضد القرى المحررة ضمن قاطع ناحية العظيم».



السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

حمل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ73 لـ«عيد الشرطة»، رسائل «طمأنة» بشأن قدرة بلاده على مواجهة التحديات، وهي رسائل باتت «تشكل خطاً دائماً» في خطابات السيسي الرسمية، لا سيما مع ما تشهده المنطقة من تطورات جيوسياسية متلاحقة، وما تعانيه القاهرة من مصاعب اقتصادية، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

وكان الرئيس المصري وجه رسائل طمأنة مماثلة في مناسبات عدة آخرها الشهر الحالي خلال تفقده للأكاديمية العسكرية، وقبلها خلال احتفال الأقباط بعيد الميلاد.

وحِرص الرئيس المصري على «طمأنة» المواطنين بدا واضحاً مع بداية كلمته في ختام الاحتفال الذي أقيم بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، الأربعاء، مؤكداً أن «بلاده تسير في الطريق الصحيح رغم التحديات». وقال في كلمة مرتجلة: «لا أحد يستطيع أن يمس مصر، رغم ما يتردد من إشاعات وأكاذيب ومحاولات لاستهدافنا».

وأضاف السيسي: «رغم ما يحدث من تطورات وتحديات نطمئن الشعب المصري... نحن لا نعتدي ولا نتآمر على أحد، بل نعمر ونبني داخل بلادنا وحدودنا». وتابع: «الاطمئنان ليس مرده قدرة الجيش والشرطة فقط. وإنما هو مسار انتهجناه وقيم نمارسها وليس فقط نرددها، تدعو إلى الشرف والاحترام والعزة والكرامة والبناء»، مشدداً على «ضرورة وعي المجتمع بالمشكلات التي تحيط بالبلاد والتي لم تنته».

وأكد السيسي أن «مصر دولة كبيرة ولا يمكن لأحد تهديدها»، موضحاً أن «اجتماعه مع قيادات الدولة والمحافظين ومديري الأمن في القيادة الاستراتيجية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان لمراجعة الاستعدادات والخطط من أجل أمن مصر».

وقال: «عندما عقدنا الاجتماع، تساءل الكثير عن سبب انعقاده، ونحن بوصفنا دولة كبيرة، 120 مليون نسمة تقريباً بضيوفها، وبالتالي لابد أن نكون منتبهين ويقظين جداً». وأضاف أن «الأحداث الكثيرة التي وقعت خلال الشهور الماضية والتطورات على الحدود المختلفة، قد تكون أثرت على قلق المصريين، وهذا القلق مشروع، ولا بأس أن يشعر المصري بالخوف على وطنه».

وأكد الرئيس المصري أن «زيادة الإشاعات والكذب تعني زيادة الاستهداف، ما قد يجعل البعض يعتقد أن الأمر أصبح يسيراً وأنه من الممكن أن يقترب أحد من البلد، ولكن لن يقدر أحد على ذلك».

وفي كلمته الرسمية أشار الرئيس المصري إلى أن «التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف لن يجد في بلاده بيئة حاضنة له أو متهاونة معه»، وقال: «الشعب المصري يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله... ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة ونشر الإشاعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم».

وجدد السيسي التأكيد أن بلاده «تسير في الطريق الصحيح»، مشدداً على «السعي بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مسـتوى معيشة المواطن».

وجاء خطاب السيسي محملاً برسائل عدة للداخل والخارج، بحسب الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج، الذي أشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الطمأنة كانت الرسالة الأهم والأبرز في الخطاب»، موضحاً أنه «في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها الدول المجاورة لمصر، فإنه من الطبيعي أن يستشعر المصريون الخطر، ويشعروا بالقلق، من هنا تأتي أهمية حديث الرئيس ومحاولته طمأنة المصريين».

وقال فرج: «الخطاب تضمّن تأكيداً على قوة وقدرة الجيش والشرطة في الدفاع عن البلاد، إضافة إلى التذكير بأن مصر استطاعت دحر الإرهاب»، مشيراً إلى أن «رسائل الطمأنة ليست موجهة للمصريين فحسب، بل للمستثمرين أيضاً، فدون الأمن والاستقرار لن يكون هناك استثمار».

وأضاف: «حمل خطاب الرئيس رسائل لمن يهمه الأمر بأن مصر قادرة على تجاوز التحديات وأنها لن تسمح لأحد بالمساس بأمنها وسيادتها واستقرارها».

ويلفت فرج إلى نقطة أخرى تضمّنها خطاب السيسي، وهي التحذير من خطورة الإشاعات، موضحاً أنه في «في ظل حروب الجيل الرابع والخامس باتت الإشاعات سلاحاً خطيراً يمكن أن يزعزع استقرار الدول، ومن هنا وجب التحذير منها والتأكيد على ضرورة التنبه لها ولخطورتها على وحدة البلاد».

بدوره، أكد مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي، أن «طمأنة المصريين باتت خطاً دائماً في خطابات الرئيس المصري وفي مختلف المناسبات، لا سيما مع ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية ومعيشية، تضاف إلى أوضاع غير مستقرة في المنطقة، ومناخ إقليمي مليء بالتحديات».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن خطاب الطمأنة مهم لأنه يهدئ من مخاوف المصريين المشروعة»، مؤكداً أنه «بالتوازي مع هذا الخطاب فهناك إجراءات عدة تتعلق باستكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادي ووضع خطط لمواجهة التحديات، وهو ما أشار له السيسي في حديثه أيضاً».

وفي إطار الاحتفال وضع الرئيس المصري إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، كما ترأس اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، ومنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين.