الفلسطينيون يطلبون اجتماعاً عاجلاً للجامعة العربية

TT

الفلسطينيون يطلبون اجتماعاً عاجلاً للجامعة العربية

في حين بحث وزيرا خارجية مصر والأردن في القاهرة، التداعيات المترتبة على قتل إسرائيل لعدد من الفلسطينيين المشاركين في مظاهرة يوم الأرض، طلبت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين بالقاهرة، عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث التصدي لجرائم «الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني».
وقال السفير الفلسطيني في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، أمس، إنه طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في دورة غير عادية لبحث جرائم إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ضد المتظاهرين السلميين من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين خرجوا في مسيرة تحت عنوان «العودة الكبرى»، بمناسبة يوم الأرض يوم الجمعة الماضية 30 مارس (آذار)، للمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين والذي كفله القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية
وقال اللوح إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة ضد المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، راح ضحيتها 16 شهيدا وأكثر من 1500 جريح في انتهاك إسرائيلي جسيم للقانون الدولي لحقوق الإنسان».
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، عقب لقاء مع نظيره الأردني الدكتور أيمن الصفدي، في القاهرة أمس، إنه تم الاتفاق على التنسيق والتشاور مع الأشقاء العرب والشركاء في أميركا، وروسيا، وأوروبا وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، والذي لن يتحقق إلا بتنفيذ حل الدولتين وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وفق المرجعيات الدولية والعربية.
وأكد شكري أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين مصر والأردن، فيما يتعلق بالتعامل مع كل قضايا المنطقة وملفاتها الخاصة بأزمات سوريا واليمن وفلسطين وليبيا. وحول المتوقع بالنسبة لدعم قطر للإرهاب والتعامل مع هذا الملف خلال القمة العربية قال شكري التعامل سيكون في إطار المبادئ والعناصر التي يجب أن تحترمها كل الدول العربية. وانتقد شكري السياسات القطرية التي لا تتسق مع الإجماع العربي، وأعرب عن أمله في تغيير هذه السياسات. لافتا إلى أهمية الحفاظ على القمم العربية، وفق المواءمة السياسية التي تحقق المصالح الحيوية للجميع، كما لفت إلى البنود الـ13 والمبادئ المطروحة لحل الأزمة القطرية.
وأضاف أن «مصر تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني دون انقطاع على مدى تاريخ هذه القضية، وسوف نستمر في ذلك»، مؤكداً أن «القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية، التي يسهم حلها في دحر الإرهاب وتحقيق الاستقرار».
وتطرق شكري إلى القمة العربية المنتظرة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، وقال إن «القمة لم تتأخر لأسباب مرتبطة بتباين في وجهات النظر، وإنما تأخرت استجابة للسعودية بسبب ظروف مرتبطة بالعملية الانتخابية في مصر، وبعض القضايا اللوجيستية التي أدت إلى هذا الإرجاء، حتى يتم ضمان المشاركة الفعالة لكافة الدول العربية في القمة المهمة».
بدوره، أدان وزير الخارجية الأردني التصعيد الأخير في قطاع غزة ضد الفلسطينيين المشاركين في إحياء ذكرى يوم الأرض، داعياً إلى تحقيق الأمن والسلام وتلبية الحق الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، مشيراً إلى أنه لا أمن واستقرار في المنطقة من دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم.وأضاف: «الاحتلال الإسرائيلي لم ينته، ولا توجد أي بوادر حقيقية نحو حل لتحقيق السلام الشامل، موضحا أن عدم وجود أفق للفلسطينيين للحصول على حقوقهم ستبقى المنطقة في صراعات، داعيا للتحرك بفاعلية لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه»، مشيرا إلى التنسيق العربي المشترك في هذا الإطار.
وردا على سؤال حول الوضع في جنوب سوريا، أكد الصفدي أن هناك تحركا لوقف الكارثة في الغوطة الشرقية والأوضاع الصعبة، موضحاً أن منطقة خفض التصعيد في الجنوب أنتجت أفضل اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن بلاده تسعى لضمان وقف إطلاق النار في هذه المنطقة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.