لن يعترض كثيرون على قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالسماح للاعبين المنتقلين من فريق إلى آخر، خلال الموسم، بتمثيل الناديين في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يعني أن اللاعب الذي يشارك مع فريق في دور المجموعات وينتقل إلى فريق آخر في يناير (كانون الثاني)، فإنه سيمثل فريقه الجديد في الأدوار الإقصائية أيضاً. وينطبق الأمر ذاته على الدوري الأوروبي.
وربما يكون الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قد اتخذ هذا القرار بعدما رأى اللاعب البرازيلي فيليب كوتينيو يغيب عن باقي مباريات فريقه برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، لأنه كان قد شارك مع ليفربول في جولات سابقة قبل عدة أشهر. وقال «اليويفا»: «يمكن لأي نادٍ أن يسجل ثلاثة لاعبين جدد بدون قيود. وهذا يتماشى مع الوضع التنظيمي الحالي في البطولات المحلية المختلفة، التي لا تفرض قيوداً على مشاركة اللاعبين المنتقلين لنادٍ جديد خلال فترة الانتقالات الشتوية».
وفي الحقيقة، يبدو ذلك عادلاً بما يكفي، خصوصاً وأننا نرى لاعباً مثل أليكسيس سانشيز يشارك مع مانشستر يونايتد، بعدما انتقل إليه قادماً من آرسنال، رغم أن هذا لا يمثل سوى جزء واحد فقط من الحقيقة. فرغم أن الهدف الأساسي من فترة الانتقالات الشتوية هو السماح للأندية بتدعيم صفوفها في النصف الثاني من الموسم، فلا يزال الحظر المفروض على مشاركة اللاعبين مع أنديتهم الجديدة سارياً في كأس الاتحاد الإنجليزي! ومن الناحية العملية، يمكن لمعظم فرق الدوري الإنجليزي الممتاز أن تتحايل على هذه المشكلة، نظراً لأن مشاركتها في كأس الاتحاد الإنجليزي تبدأ في يناير (كانون الثاني)، وفي حال انتقال لاعب لفريق جديد، فإنه لا يحتاج سوى الغياب عن مباراة واحدة، على الرغم من أنه في الدوريات الأقل من الدوري الإنجليزي الممتاز، التي تبدأ فيها منافسات كأس الاتحاد الإنجليزي قبل 25 ديسمبر (كانون الأول)، فإن اللاعبين الذين ينتقلون إلى أندية جديدة يجدون أنفسهم غير قادرين على المشاركة.
وبالتالي، فقد اختار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ما يحدث في بطولة الدوري وتجاهل ما يحدث في مسابقة الكأس، ما يشير مرة أخرى إلى أن «اليويفا» يحاول الترويج لبطولة دوري أبطال أوروبا على أنها بطولة «دوري» وليست بطولة «كأس»، وهو ما يظهر حتى من اسم المسابقة. ومع ذلك، فإن الأمر ليس بهذه البساطة، فدوري أبطال أوروبا يكون عبارة عن بطولة دوري، أو حتى شبه دوري، قبل أعياد الميلاد، لكن عندما يتم استئنافه في العام الجديد - أي عندما ينتقل أي لاعب إلى نادٍ آخر - فإنها تكون عبارة عن مسابقة كأس ومباريات لخروج المغلوب بكل بساطة. ومن هذا المنطلق، فإن بطولة دوري أبطال أوروبا تشبه مسابقة الكأس.
لكل هذه الأسباب، من السهل أن تبدي عدم إعجابك ببطولة دوري أبطال أوروبا، خصوصاً أن قدراتها الفائقة على جلب الأموال للفرق المشاركة بها قد أدت إلى اختلال التوازن في المنافسات المحلية، من حيث الطموح وتحقيق الإنجازات. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن الشكل الحالي لبطولة دوري أبطال أوروبا قد أدى إلى شيء نادراً ما كنا نراه في البطولة بشكلها القديم، وتعتبر المباريات القوية التي تقام في الدور ربع النهائي خلال هذا الأسبوع خير مثال على ذلك.
فباستثناء إشبيلية الإسباني، الذي لم يكن من المتوقع أن يصعد إلى هذا الدور على حساب مانشستر يونايتد لكي يواجه بايرن ميونيخ الألماني، لا يوجد فريق ضعيف في هذا الدور، إذ يواجه يوفنتوس الإيطالي ريـال مدريد الإسباني في تكرار للمباراة النهائية للبطولة الموسم الماضي. ويواجه برشلونة نادي روما، وهي مباراة قوية أيضاً تجمع بين متصدر الدوري الإسباني وصاحب المركز الثالث في الدوري الإيطالي، في حين يلعب ليفربول أمام مانشستر سيتي في مواجهة بين مديرين فنيين وصلا من قبل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا وبين ناديين يقدمان أكثر كرة قدم ممتعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (مع الاعتذار لنادي توتنهام هوتسبر). لكن البطولة القديمة، رغم أنها كانت محبوبة للغاية، لم تكن بهذه القوة والإثارة، حيث كان يشارك بها فريق واحد من كل دولة، كما كنا نشاهد أفضل المباريات في الجولات المبكرة، وليس في المراحل المتأخرة.
وستكون مباراة ليفربول أمام مانشستر سيتي هي أول مباراة بين فريقين إنجليزيين في الأدوار الإقصائية منذ المواجهة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على تشيلسي في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2011. وسوف تطغى هذه المواجهة المرتقبة حتماً على المباريات المحلية في الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الأسبوع. وقد اشتكى المدير الفني لليفربول يورغن كلوب من مواجهة إيفرتون في بداية الأسبوع التالي للمواجهة الأولى أمام مانشستر سيتي، حيث يرى المدير الفني الألماني أن دربي الميرسيسايد لن يكون مثالياً للراحة والاستجمام بين مباراتي الذهاب والعودة أمام مانشستر سيتي.
لكن النقطة التي يثيرها كلوب قد لا تكون ذات أهمية كبيرة عندما نعلم أن مانشستر سيتي هو الآخر سوف يخوض مباراة ديربي قوية أمام مانشستر يونايتد - وهي المباراة التي قد يحسم فيها غوارديولا ولاعبوه لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل رسمي - بين مباراتي الذهاب والعودة. لكن ربما تكون النقطة الإيجابية في هذه المواجهة هي أن كرة القدم الإنجليزية ستضمن وجود ممثل لها في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.
8:2 دقيقة
المواجهات القوية لربع نهائي دوري الأبطال تثبت قوة المسابقة
https://aawsat.com/home/article/1224216/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%AB%D8%A8%D8%AA-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D8%A9
المواجهات القوية لربع نهائي دوري الأبطال تثبت قوة المسابقة
باستثناء مفاجأة إشبيلية... كل فرق دور الثمانية تحظى بفرصة المنافسة على اللقب
- لندن: بول ويلسون
- لندن: بول ويلسون
المواجهات القوية لربع نهائي دوري الأبطال تثبت قوة المسابقة
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة