فرماجو يلغي اجتماعاً للبرلمان كان يخطط للإطاحة برئيسه

الجيش الصومالي يعلن مقتل 120 مسلحاً من «الشباب»

TT

فرماجو يلغي اجتماعاً للبرلمان كان يخطط للإطاحة برئيسه

في تطور يعكس صراعاً على السلطة في الصومال وانقساماً حاداً بداخلها، ألغى الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، أمس، اجتماعاً كان من المقرر أن يعقده البرلمان أمس، بمقره في العاصمة مقديشو للتصويت لصالح عزل رئيس المجلس محمد جواري عن منصبه.
وقالت وكالة «الأنباء الصومالية» الرسمية في خبر مقتضب، إنه بتوجيهات من الرئيس فرماجو تم إلغاء اجتماع مجلس الشعب الفيدرالي الذي كان من يفترض أن يعقد أمس. وتأجلت جلسة البرلمان إلى أجل غير مسمى، بطلب من الرئيس فرماجو، على خلفية تصاعد الخلافات السياسية، وقبل هذا القرار ظهرت مؤشرات على قرب عزل رئيس البرلمان الصومالي من منصبه، حيث أعلن عبد الولي مودي، القائم بأعمال رئيس مجلس الشعب، والنائب الأول له، أن الاجتماع الملغى كان سيناقش مقترحاً بسحب الثقة عن رئيس المجلس محمد جواري. وعلى الرغم من حضور أعضاء مجلس الشعب المتواجدين خارج العاصمة مقديشو إلى مقر المجلس أمس، بناء على إعلان مسبق، فقد أدى قرار فرماجو إلى منع إجراء التصويت المقترح. في المقابل دعا جواري الرأي العام المحلي وأعضاء البرلمان إلى التزام الهدوء حتى يتم تجاوز ما وصفه بالنزاع الدستوري القائم في للبلاد.
وكانت مجموعة من النواب تقدمت قبل نحو أسبوعين، بمقترح لسحب الثقة من رئيس البرلمان بعدما اتهمته بالتقصير في أداء مهامه الدستورية؛ الأمر الذي رفضه الأخير ونواب آخرون، واتهموا فرماجو بالوقوف وراء المقترح. وقبل أيام، أعلنت لجنة مصالحة شكلها مجلس الشيوخ (الغرفة العليا)، بطلان المقترح، بعد انتهاء المدة القانونية لتصويت البرلمان عليه (عشرة أيام)؛ الأمر الذي رفضه مؤيدو الإطاحة بجواري، وطالبوا بعدم عودته لعمله حتى إجراء التصويت. وكانت الهيئة الحكومية للتنمية، (منظمة الإيجاد) أعلنت الأسبوع الماضي عن قلقها حيال «التوتر السياسي الجديد المتنامي في الصومال، حيث يتهدد التقدم المهم المسجل السنة الماضية». وقالت المنظمة الإقليمية في بيان لها، إنها تتابع الوضع عن قرب، وبخاصة الجمود في السلطة التشريعية الذي يهدد بعرقلة جهود الحكومة الرامية إلى إصلاح جهازي الأمن والقضاء، وزيادة فصل تحقيق النمو الاقتصادي، وضمان خدمات قاعدية لمواطنيها، معتبرة أن «عدم الاستقرار السياسي المتجدد يهدد المكاسب الهشة التي حققتها الحكومة الصومالية خلال الأشهر الـ12 الماضية؛ مما ينطوي على مخاطر كبيرة تهدد عملية بسط الاستقرار».
وسعياً لتفادي المخاطر التي تعرقل عملية الاستقرار، دعت «الإيجاد «السلطة التنفيذية والبرلمان الاتحادي الصوماليين إلى «تضافر جهودهما لتسهيل وضع اللبنات الرئيسية لخريطة طريق 2020. والمساهمة في تنفيذ البناء الوطني للأمن».
ومع ذلك، رحبت المنظمة بإعداد خطة انتقالية لقيادة عملية تسليم تدريجي لمهمة الأمن من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) إلى قوات الأمن الصومالية، مؤكدة أنها تتطلع إلى الاستكمال السريع لهذه الخطة وتنفيذها.
إلى ذلك، شن مسلحون من «حركة الشباب» المتطرفة هجوماً على قاعدة عسكرية رئيسية للجيش الصومالي بضواحي العاصمة مقديشو.
وقالت وسائل إعلام محلية، إنه تم تبادل لإطلاق النار بين هؤلاء المسلحين والقوات الصومالية، خلال الهجوم الذي استهدف القاعدة الموجودة في بلدة لافولي على بعد 20 كيلومتراً شمال غربي مقديشو، مشيرة إلى أن القوات الصومالية تمكنت في المقابل من صد لهجوم وتكبيد المسلحين خسائر غير معلومة.
وكانت قيادة الجيش الصومالي في إقليم هيران، قد أعلنت أمس، عن مصرع 120 عنصراً من ميليشيات «حركة الشباب»، وأسر آخرين، بينهم قياديون منذ انطلاق العملية الأمنية التي نفذها الجيش قبل نحو أسبوعين في مناطق تابعة للإقليم. وطبقاً لما أعلنه الجنرال أحمد محمد تريدشو، قائد الكتيبة 52 التابعة لقوات الجيش، فإن قوات الجيش بالتعاون مع القوات الجيبوتية المعروفة بـ«هيل ولال» وقوات حفظ السلام الأفريقية «أميصوم»، تمكنت من قتل 120 عنصراً من العناصر الإرهابية وتحرير مناطق استراتيجية مهمة في الإقليم. وتعهد الجنرال تريدشو بأن تواصل قوات الجيش عملياتها الأمنية في المنطقة من أجل تصفية العناصر الإرهابية بشكل كامل، قبل أن يدعو ميليشيات الشباب إلى إلقاء السلاح والانخراط في صفوف الجيش الوطني.
وأعلنت حكومة إقليم غلمذغ، أن قواتها الأمنية ستنفذ خلال الأيام المقبلة عمليات أمنية ضد ميليشيات «حركة الشباب»، وقال رئيس الحكومة أحمد دوعالي لدى مشاركته أمس، في اجتماع لتوحيد قوات الإقليم، إنه سيتم تعزيز الجهود الأمنية الرامية إلى القضاء على ميليشيات الشباب المتمردة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.