زراعة الأعضاء بين حاجة المريض ورفض المجتمع

زراعة الأعضاء بين حاجة المريض ورفض المجتمع
TT

زراعة الأعضاء بين حاجة المريض ورفض المجتمع

زراعة الأعضاء بين حاجة المريض ورفض المجتمع

إن التبرع بالأعضاء وزراعتها للمرضى المعانين من فشل في أحد الأعضاء واقع فرضه التقدم الطبي الحديث. وبعد سلسلة العمليات الناجحة في السعودية يجدر الحديث عن ثقافة التبرع بالأعضاء وعن مدى وعي وإلمام أفراد مجتمعنا بها، إذ إن قلة من الناس تفكر في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة، فالغالبية العظمى منا لا يحبون التفكير في مآل أجسامهم بعد الممات. وعلى سبيل المثال، تقدر حالات الوفاة الدماغية في المملكة العربية السعودية بـ1200 حالة سنويا، ويمكن لهذا الرقم أن يؤمن احتياجات البلاد من الأعضاء إذا جرت الموافقة على التبرع بالأعضاء من جميع أسر المتوفين.
* مراكز متخصصة
* تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة نوال أحمد بصري، استشارية أمراض وزراعة الكلى بمستشفى الملك فهد بجدة، موضحة أن آخر إحصائيات عام 2012 للمركز السعودي لزراعة الأعضاء بالمملكة تشير إلى أن هناك 17 مركزا متخصصا لزراعة الأعضاء في السعودية، موزعة على مختلف المناطق: الوسطى، الشرقية، الغربية، الشمالية، الجنوبية. ويجري حاليا تقييم عدة مراكز أخرى لاعتمادها كمراكز جديدة لزراعة الأعضاء.
وتشير قوائم الانتظار لزراعة الأعضاء بالمملكة إلى أن هناك ما يقارب 14000 مريض مصاب يفشل كلوي، ونحو 700 مريض بفشل كبدي، ونحو 500 مريض بفشل قلبي، ونحو 500 مريض بفشل رئوي بانتظار زراعة أعضاء سنويا.
كما تشير إحصاءات المركز السعودي لزراعة الأعضاء إلى أن نسبة نجاح عمليات زراعة الكلى من متبرع حي قريب بلغت 100% ومن متوفين دماغيا 98%، ونسبة نجاح عمليات زراعة الكلى مع البنكرياس من متوفين دماغيا وصلت إلى 98%، أما نسبة نجاح عمليات زراعة القلب فقد بلغت 84%، وعمليات زراعة الرئة 86%، وعمليات زراعة الكبد 90% وهي نسب تتجاوز ما سجل في بعض المراكز العالمية.
وتقدر تكلفة زراعة الأعضاء داخل المملكة بنحو 50 ألف ريال سعودي (الدولار = 3.75 ريالا) للكلية الواحدة، و350 ألف ريال لزراعة الكبد، و350 ألف ريال كذلك لزراعة البنكرياس، و500 ألف ريال لزراعة القلب و500 ألف ريال لزراعة الرئة. وبلغت تكلفة زراعة الكلى وحدها داخل المملكة بالاستفادة من التبرع بعد الوفاة 6.1 مليون ريال سعودي في عام 2012، بينما لو جرت هذه العمليات خارج المملكة لبلغت التكلفة الإجمالية 61 مليون ريال سعودي.
أما بالنسبة للكبد فقد بلغت التكلفة الإجمالية لزراعة الكبد داخل المملكة مبلغ 14.1 مليون ريال سعودي في حين لو جرت هذه العمليات خارج المملكة لبلغت التكلفة الإجمالية 191 مليون ريال سعودي، وعليه فقد بلغت التكلفة الإجمالية لزراعة الأعضاء داخل المملكة 46.460 مليون ريال في حين لو جرت هذه العمليات خارج المملكة لبلغت التكلفة 424.680 مليون ريال سعودي، بمعنى أن زراعة الأعضاء داخل المملكة توفر على الدولة مبلغ 378.22 مليون ريال سعودي سنويا.
* سلامة الأعضاء
* أكدت الدكتورة نوال بصري أن مركز الزراعة المعتمد يقوم بتقييم المتبرعين قبل عملية التبرع بالأعضاء سواء كان متوفى دماغيا أو من الأحياء، وذلك من أجل:
* التأكد من سلامة المتبرع وخلوه من الأمراض.
* التأكد من سلامة العضو المراد التبرع به.
* التأكد أن عملية التبرع بذلك العضو لا تعرض المتبرع للخطر.
* التأكد من أن عملية زراعة ذلك العضو في المريض المستقبل للعضو تنقذه من حالة الفشل العضوي النهائي. وهناك عدة إجراءات وفحوصات يجب إجراؤها للمتبرعين من كل فئة، سواء كانوا متوفين دماغيا، أو الأحياء، الأقارب أو غير الأقارب. ولا بد للمستشفى الزارع أن يكون مجهزا بكل الإمكانيات المطلوبة في أقسام المختبر المختلفة، وخصوصا في قسم مختبر المناعيات، وفحوصات المطابقة النسيجية، وكذلك في أقسام الأشعة المختلفة، تحت إشراف فريق أطباء متخصص في مجال زراعة الأعضاء والتبرع بالأعضاء مدعما بهيئة تمريض وأخصائيين نفسيين واجتماعيين لديهم خبرة في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها.
* «ومن أعضائي حياة»
* كما تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة هيفاء مسفر القثامي، أستاذ مساعد بكلية الطب استشاري تخدير وعناية مركزة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وأوضحت أن حملة «ومن أعضائي حياة»، والتي اختتمت حديثا، هي حملة تطوعية ومشروع اجتماعي إنساني انطلق من مبدأ الشعور بالمسؤولية تجاه مرضى الفشل العضوي نظمتها جامعة الملك عبد العزيز بجدة ممثلة في كلية الطب بمشاركة عدد من أعضاء هيئة التدريس ومجموعة من طلاب وطالبات الكلية بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء.
كما أوضحت د. القثامي أن من أبرز العوائق التي تكون سببا في رفض الأهالي للتبرع هو ضعف التثقيف الشرعي بجواز التبرع بالأعضاء على الرغم من صدور فتاوى شرعية من هيئة كبار العلماء والمجلس الفقهي الإسلامي بجواز التبرع بالأعضاء وزراعتها لمن هم في حاجة لها. ومن هنا جاءت فكرة حملة «ومن أعضائي حياة» تعزيزا لدعم برنامج التبرع بالأعضاء، والتي تلقى رفضا من أهالي المتوفين.



تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
TT

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد أجريت الدراسة بقيادة باحثين من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، وشملت نحو 3480 من التوائم، من جميع أنحاء الولايات المتحدة وأستراليا والدنمارك والسويد، والذين خضعوا لمسح حول نظامهم الغذائي ومزاجهم.

وكان جميع المشاركين في سن 45 عاماً وما فوق، مع فترات متابعة تصل إلى 11 عاماً.

ويرى الباحثون أن إجراء الدراسة على التوائم أمر مفيد بشكل خاص، لأن التوائم متشابهون للغاية من الناحية الجينية، وبالتالي فإن أي اختلافات تتعلق بالصحة - مثل أعراض الاكتئاب في هذه الحالة - من المرجح أن ترجع إلى متغيرات مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة وظروف المعيشة.

كما أن عمر المشاركين في الدراسة مهم أيضاً، إذ تميل الاضطرابات الاكتئابية إلى أن تصل إلى ذروتها لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عاماً، ويشير هذا البحث إلى أن تناول مزيد من الفاكهة والخضراوات قد يكون طريقة بسيطة لمعالجة ذلك.

ووجد الفريق فرقاً واضحاً في أعراض الاكتئاب بين أولئك الذين تم تصنيفهم على أنهم يتناولون كمية كبيرة من الفاكهة والخضراوات (حصتين أو أكثر في اليوم)، وأولئك الذين يتناولون كمية منخفضة من هذه الأطعمة (حصة أو أقل).

إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن معظم المشاركين في الدراسة كانوا لا يزالون يتناولون كميات أقل من المستوى الموصى به عموماً من الخضراوات والفواكه، وهي 5 حصص على الأقل في اليوم.

حقائق

300 مليون

شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب

وكتب الفريق في دراسته التي نشرت بمجلة «ساينتيفيك ريبورت»: «إن اكتشاف هذه الدراسة للارتباط الوقائي بين تناول الفاكهة والخضراوات بشكل أكبر وأعراض الاكتئاب يتوافق مع معظم الأدلة السابقة».

وأضافوا: «نحن نعلم أن الفاكهة والخضراوات مفيدة لكثير من الجوانب المختلفة لصحتنا. وقد سلطت الدراسات السابقة الضوء بالفعل على الروابط بين النظام الغذائي والاكتئاب، وبين الاكتئاب وصحة الأمعاء، وأكدت نتائج دراستنا هذا الأمر».

ومن المعروف أن الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تدعم الصحة العامة، بما في ذلك صحة المخ.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص من الاكتئاب. وكشفت دراسة نشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.