عون: الوضع الاقتصادي اللبناني مرتبط بالعلاقات مع الخليج

حثّ على تقوية الصلات مع الدول العربية

TT

عون: الوضع الاقتصادي اللبناني مرتبط بالعلاقات مع الخليج

عبّر الرئيس اللبناني ميشال عون عن تفاؤله بما ستؤول إليه الأوضاع في لبنان رغم صعوبتها، موضحاً أنه حذّر من الإفلاس كي يتحمل الجميع مسؤوليته، ومقرّاً بأن الوضع الاقتصادي مرتبط بشكل كبير بعلاقات لبنان مع الدول الخليجية التي يجب العمل عليها، كما جدّد تحذيره من انعكاس أزمة اللاجئين السوريين على لبنان.
كلام عون جاء في خلال استقباله، أمس، نقيب الصحافة عوني الكعكي على رأس وفد ضم أعضاء مجلس النقابة.
وحول تحذيره السابق من إفلاس لبنان أوضح ما قاله عن أن لبنان «مفلس»، وأثار ردود فعل في لبنان، فقال: «أردت أن أقول إننا إذا أكملنا في هذا النهج؛ فلبنان سيسير على طريق الإفلاس. أطلق هذا التحذير ليتحمل كل إنسان مسؤولياته. فالبطالة ارتفعت بشكل مخيف لتبلغ 46 في المائة. والسبب هو أن اللبناني انتقائي في اختيار الوظائف التي يريدها، لذا يأتي العامل السوري ويحل محله بأجر أدنى». وأضاف: «اليوم، الأمم المتحدة تشكرنا على إنسانيتنا في التعامل مع النازحين السوريين الذين بلغ عددهم مليوناً و850 ألف شخص، وقد زارني قبل أيام المفوض الأوروبي لسياسة الجوار، ولم يكن مرتاحاً في اللقاء، لأنني قلت له إن الشكر والمديح لا يطعمان خبزاً. عليكم أن تعالجوا قضية النازحين قبل أن نصبح نحن نازحين».
وأقرّ عون بأن الوضع الاقتصادي مرتبط بشكل كبير بعلاقات لبنان مع الدول الخليجية. سائلاً: «ألا ترون أنه يجب بذل جهد أكبر لتقوية هذه العلاقات؟»، وأضاف: «خلال زيارتي إلى السعودية، تطرقنا إلى موضوع الإعمار في لبنان وعودة السياح، وكانت الأجواء إيجابية، ولكن الأمور لم تتغير. مهما كانت الأمور صعبة، يمكننا أن نتجاوزها، ولكن يجب أن نخلق جواً من التفاؤل. نعرف أن الحالة صعبة، ولكن يمكننا أن نتجاوزها».
ولفت في كلمته إلى أنه ورث كثيراً من الملفات - الأزمات التي يسعى إلى حلها انطلاقاً من موقع مسؤوليته، وردَّ التباعد بين السلطة والمواطن إلى أزمات اقتصادية نتجت عن اعتماد الاقتصاد الريعي منذ عام 1993، وحتى اليوم من دون أي تغيير أو تأقلم مع الأوضاع الجديدة، مشيراً إلى أن التركيز الآن هو للانتقال إلى الاقتصاد المنتج.
ورأى أنه لا يجوز التعميم حيال عدم ثقة المواطن بالدولة وثمة مسؤولية مشتركة يتحملها كثير من القطاعات، وهي ليست محصورة بالدولة فحسب، وللإعلام أيضاً حصته في الأمر عبر سؤال المتحدث أكان نائباً أو وزيراً، وتسمية المرتكبين للتحقق من الأمر وكشف الأدلة ليتحرك القضاء على أساسها.
وانتقد رفض الإعلاميين الامتثال إلى القضاء، قائلاً: «حتى لو افترضنا أن استدعاء إعلامي ما لإعطاء إفادته كان خطأ، وقد كان بريئاً، فإن عدم حضوره يوضع في إطار مخالفة قضائية، فلا يمكن لأحد أن يتمرد على القضاء، لأنه إذ ذاك يكون قد انتهى القضاء».
وحول أزمة الكهرباء، قال رئيس الجمهورية: «ما يهمّنا هو تأمين الكهرباء في المدة الزمنية القصيرة، وعدم الانتظار ليتمكن لبنان من بناء معامل إنتاج، ولذلك علينا شراء الكهرباء من أي مصدر كان، وأنا لن أعترض أو أسأل إلا عن الأسعار. وهذه هي المشكلة كلها، وخلال الأسبوع المقبل، علينا أن نقرر المصدر الذي سيتم من خلاله تأمين الكهرباء، فهناك احتمالات عدة، وسنعرضها على مجلس الوزراء لاختيار ما هو مناسب».
وأكد العمل على قانون ضمان الشيخوخة، رافضاً تأخيره، على غرار مشاريع قوانين مهمة مؤجلة كإنشاء محكمة خاصة ومتخصصة في جرائم المال والدولة، إضافة إلى أزمة النفايات العالقة منذ سنوات، قائلاً: «يجب البتّ سريعاً بالمشاريع. الفائدة معروفة منها وكذلك الكلفة، لكن الأمور بحاجة إلى قرار».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.