وفد «ديمقراطي» من الكونغرس يزور إسرائيل والأردن

TT

وفد «ديمقراطي» من الكونغرس يزور إسرائيل والأردن

قادت زعيمة الأقلية في مجلس النواب الأميركي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، وفداً من النواب الديمقراطيين إلى الشرق الأوسط، حيث زارت والوفد كلاً من إسرائيل والأردن، في وقت يخيم فيه التوتر بين إسرائيل والدول العربية، مع تراجع الأمل بمفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية.
وقالت بيلوسي، في بيان أمس (الخميس)، إن هدف الزيارة كان «التركيز على الأمن الوطني، والاستقرار الإقليمي، وآفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
والتقى الوفد المكون من 11 نائباً ديمقراطياً، الثلاثاء، بمجموعة من الشباب الفلسطيني. وقالت بيلوسي بعد اللقاء إن «هذا الجيل (...) مستعد للتغلب على العقبات القائمة أمام تحقيق السلام، ليس فقط في مجتمعاتهم، ولكن في المنطقة ككل». كما التقى الوفد بمجموعات من الناشطين الإسرائيليين.
وشارك في الوفد عدد من الديمقراطيين من مجلس النواب الأميركي، هم: آدم شيف، وهو زعيم الأقلية في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، والنائب جيم هيميس، وهو كذلك عضو في اللجنة، وريبس روزا ديلاورو، وجان شاكوسكي، وهنري كويلار، وهكيم جيفريز، وكاثرين كلارك، ودونالد ماكايشين، وجيمي بانيتا، وجيمي راسكين.
وقالت بيلوسي، بعد لقاء الملك عبد الله الثاني في الأردن: «يأتي وفدنا إلى الأردن في وقت حيوي في علاقة الولايات المتحدة مع هذا الحليف الرئيسي، ويهتم الأعضاء بشكل خاص بمراجعة التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين، وكذلك التحديات الإنسانية الأخرى التي تواجه المنطقة».
وأضافت بيلوسي: «تبادلنا (مع الملك عبد الله الثاني) وجهات النظر حول الأمن الإقليمي والاقتصادي، بالإضافة إلى سبل التعاون».
ويشوب العلاقة الأردنية الأميركية توتر منذ أشهر، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإعلانه عن خطط لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب. ووصف العاهل الأردني القرار الأميركي في ذلك الوقت بأنه «تعقيد» لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقد وقعت الولايات المتحدة والأردن اتفاقاً لتعزيز المعونات السنوية الأميركية بمقدار 200 مليون دولار سنوياً، لتصل إلى مبلغ كلي مقداره 1.2 مليار دولار.
يشار إلى أن الرئيس ترمب كان قد وقع يوم الجمعة الماضي على قانون تايلور فورس، الذي مرره الكونغرس من ضمن قرار الميزانية الفيدرالية. ومن شأن القرار تجميد المساعدات الأميركية ما لم تمتنع السلطة الفلسطينية عن دفع تعويضات لعوائل الشهداء والسجناء الفلسطينيين.
وردت السلطة الفلسطينية، أول من أمس، بإعلان رفضها للشروط الأميركية الجديدة التي تمنعها من دفع التعويضات.
يذكر أن المعونات الأميركية السنوية تقدر بنحو 400 مليون دولار، وتقدم من خلال برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ومنذ منتصف التسعينات، صرفت الإدارات الأميركية المتعاقبة ما مجموعه 5 مليارات دولار على البرامج المختلفة لصالح الفلسطينيين، ولكن إدارة ترمب قامت أخيراً بتقليص ميزانية أخرى للمعونات الأميركية، وهي ميزانية المدفوعات المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، من 125 مليون دولار إلى 65 مليون، إلى حين عودة الفلسطينيين إلى طاولة الحوار.
في المقابل، تدفع الولايات المتحدة معونات عسكرية لإسرائيل بمقدار 3.8 مليار دولار سنوياً، ووصل مجموع تلك المساعدات إلى نحو 130 مليار دولار منذ الحرب العالمية الثانية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.