تغريم المقاطعين... «تحذير موسمي» لجذب الناخبين

ناخبون يحتفلون أمام إحدى اللجان في محافظة الجيزة أمس (أ.ف.ب)
ناخبون يحتفلون أمام إحدى اللجان في محافظة الجيزة أمس (أ.ف.ب)
TT

تغريم المقاطعين... «تحذير موسمي» لجذب الناخبين

ناخبون يحتفلون أمام إحدى اللجان في محافظة الجيزة أمس (أ.ف.ب)
ناخبون يحتفلون أمام إحدى اللجان في محافظة الجيزة أمس (أ.ف.ب)

للمرة الثانية خلال أربع سنوات، عادت إلى الواجهة من جديد قضية «معاقبة المقاطعين» للانتخابات الرئاسية، والتي نص القانون المنظم لها على أن «يعاقب بغرامة لا تتجاوز 500 جنيه (نحو 28 دولاراً) من كان اسمه مقيداً في قاعدة بيانات الناخبين وتخلف بغير عذر عن الإدلاء بصوته في انتخاب رئيس الجمهورية».
وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات، أمس، إنها «ستعمل على تطبيق أحكام القانون في شأن توقيع غرامة مالية على الناخبين الذين يتخلفون عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية».
وصدر هذا القانون في أبريل (نيسان) 2014 قبل شهرين تقريباً من تنظيم الانتخابات التي أجريت في العام نفسه وفاز بها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. وجرى التلويح حينها بتطبيق الغرامة من قبل لجنة الانتخابات الرئاسية، غير أنها لم تفعّل.
وأعادت «الوطنية للانتخابات»، ظهر أمس، تأكيد أنه «سيتم إعمال أحكام القانون وتطبيق النص الخاص بالغرامة». وقالت إن «توقيع غرامات مالية على الناخب في حالة تخلفه عن الإدلاء بصوته في الاستحقاقات الانتخابية، فضلاً عن كونه نصاً قانونياً يجب إعماله وتنفيذه احتراماً للقانون، فهو أمر معمول به ويتم تطبيقه في عدد من دول العالم وليس قاصرا على مصر وحدها».
من جهته، قال أستاذ القانون عضو لجنة الإصلاح التشريعي صلاح فوزي لـ«الشرق الأوسط» إن «مسألة تطبيق الغرامة لمن لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات جرى النص عليها في قانون مباشرة الحقوق السياسية بغرض دفع المواطنين للتصويت في كل الاستحقاقات الانتخابية والاستفتاءات».
ورأى أن «تظل النصوص كما هي في القانون لتحقيق الردع، من دون تطبيقها بشكل فعلي، وأن تكثف الهيئة الوطنية للانتخابات من جهودها لتطبيق الدور المنوط بها لتثقيف وتحفيز وتشجيع المواطنين والأحزاب على المشاركة، من دون أن يكون التصويت بسبب مادتي العقوبة».
ولفت إلى أن «الآلية القانونية لتطبيق الغرامة المالية، في حال تقرر تطبيقها، تنطوي على آليات عدة متداخلة التنفيذ، تبدأ من تحديد المتخلفين عن التصويت، عن طريق حصر كل الكشوف واستبعاد من صوتوا، ثم إصدار قائمة لن تقل عن 20 مليون شخص في أفضل الأحوال».
وأشار إلى أنه «سيكون على النيابة العامة استدعاء المخالفين، لبيان سبب تغيبهم وسؤالهم عن سبب الغياب، لأن القانون حدد أن تكون العقوبة مرتبطة بعدم وجود عذر». ولفت إلى أن «أفضل نسب الحضور في الانتخابات في العالم لم تتجاوز 80 في المائة، وبالتالي فمن الأفضل أن تظل مواد العقوبة للردع، ويتم التركيز على التوعية».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.