إسبانيا تحتفل بانتصارها التاريخي والأرجنتين تعيش «الكارثة»

البرازيل تثأر معنوياً من ألمانيا وإنجلترا تنتقد حكم الفيديو في التعادل مع إيطاليا ضمن الاستعداد لمونديال روسيا

TT

إسبانيا تحتفل بانتصارها التاريخي والأرجنتين تعيش «الكارثة»

تغنت الصحف الإسبانية بالفوز التاريخي لمنتخب بلادها لكرة القدم على الأرجنتين 6 - 1 في مباراة دولية ودية أصابت جماهير فريق التانغو بالصدمة، بينما حقق المنتخب البرازيلي انتصارا ثأريا ومعنويا على نظيره الألماني 1 - صفر، وتعادلت إنجلترا مع إيطاليا 1 - 1 في مباراة شهدت انتقادات جديدة لحكم الفيديو.
في إسبانيا، وصفت الصحف المحلية الانتصار الكبير على الأرجنتين بـ«تحفة فنية» مشيرة إلى أنه المنتخب وجه رسالة شديدة اللهجة إلى جميع منافسيه قبل أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق مونديال روسيا.
وعنونت صحيفة «ماركا» في صدر صفحتها الأولى «تحفة فنية» مرفقة بصورة لقائد المنتخب سيرغيو راموس وهو يقبل قدم زميله في ريال مدريد إيسكو الذي سجل أول ثلاثية له في صفوف منتخب بلاده.
وإضافة لثلاثية إيسكو سجل كل من هز دييغو كوستا وتياغو وإياغو أسباس ثلاثة أهداف أخرى لإسبانيا بينما سجل نيكولاس أوتامندي هدف الأرجنتين الوحيد.
وقالت: «ماركا»: «لقن أفضل منتخب إسباني في الآونة الأخيرة درسا تاريخيا للأرجنتين»، مشيدة بالروح الرائعة التي أظهرها لاعبو الفريق.
وأضافت: «المنتخب الذي يشرف عليه خولين لوبيتيغي أظهر العطش الذي جعله يتوج بكأس العالم قبل 8 سنوات والذي فقده بعد أربع سنوات في البرازيل».
ولم يخسر المنتخب الإسباني في آخر 18 مباراة. في المقابل، أشادت صحيفة «إس» بالفوز التاريخي، ووصفت إيسكو بـ«صاحب الفخامة»، وأضافت: «فليبدأ المونديال الآن».
لكن لوبيتيغي مدرب إسبانيا طالب لاعبيه بالتحلي بالهدوء، وقال: «المونديال لم يبدأ بعد، الفرحة العارمة للناس لا يمكننا أن نسيطر عليها ولن أتشاجر مع أحدهم لأنه يؤمن بهذا المنتخب. ما نفعله نحن داخليا شيئا آخر، التروي والهدوء، نعرف جيدا أين نتواجد».
وعادت إسبانيا لتؤكد أنها أقوى المرشحين للفوز بلقب المونديال القادم، وذلك من خلال أدائها الرائع في الشوط الثاني، بينما أخفقت الأرجنتين، بشكل كبير في خلق فرص للتهديف في ظل غياب نجوم الفريق ليونيل ميسي وسيرخيو أغويرو وأنخيل دي ماريا للإصابة.
وتابع لوبيتيغي قائلا: «النتيجة حقيقية والمباراة حقيقية، لقد كانت بدايتها متكافئة، هم كانوا يعانون من غيابات مؤثرة للغاية وسيكون من الحمق عدم الاعتراف بهذا الأمر».
وردا على سؤال عما قاله للاعبين بعد هذا الفوز الكبير، أجاب لوبيتغي: «لقد هنأتهم وشكرتهم وقلت لهم الحقيقة: المونديال لم يبدأ بعد... قدمنا مباراة كبيرة أمام منافس صاحب تاريخ رائع لا أكثر، سنبدأ المونديال برصيد خالٍ من النقاط».
وأشاد لوبيتغي بالأداء الرائع الذي قدمه إيسكو الذي سجل ثلاثية رغم أنه لا يضطلع بدور كبير مع ناديه ريال مدريد.
وأكمل مدرب المنتخب الإسباني قائلا: «لن أقول شيئا جديدا عن الإعجاب الذي يثيره إيسكو في نفسي، وعن الأداء الذي يقدمه دائما معنا، أتمنى أن يكون سعيدا بالقدر الكافي مع ناديه في الأشهر المقبلة وأن يخوض المونديال مفعما بشغف وتواضع كبيرين».
في المقابل وصفت وسائل الإعلام الأرجنتينية الخسارة بـ«الكارثية» والمذلة.
وقالت صحيفة «كلارين» الأرجنتينية: «كارثة في مدريد... إسبانيا سحقت المنتخب بنتيجة تاريخية».
فيما قالت صحيفة «لا ناسيون» إن إسبانيا «أذلت» الأرجنتين في مدريد قبل أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق المونديال، ووصفت صحيفة «أوليه» المنتخب بـ«فريق من ورق» في ظل غياب النجم والقائد ليونيل ميسي للإصابة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ميسي تابع اللقاء من المدرجات، وكان يعاني من ضيق شديد بسبب تدهور الحالة الفنية للفريق. وأكدت قناة «تي واي سي» الرياضية التلفزيونية أن الهزيمة الكبيرة التي تلقاها منتخب الأرجنتين تثير القلق بشكل بالغ قبل المونديال الذي يخوضه هذا الفريق الصيف المقبل.
ولخص خورخي سامباولي مدرب الأرجنتين المصدوم من الهزيمة المذلة ما حدث قائلا: «لقد وجهوا لنا لطمة على الوجه... أشعر بالأسف من أجل اللاعبين، أتحمل المسؤولية كاملة. في الشوط الثاني لم يكن هناك أي توازن أو صلابة».
وإضافة إلى ميسي، لم يلعب أنخيل دي ماريا ولا سيرجيو أغويرو فأصبح الموقف صعبا خاصة في الشق الهجومي. وقال خورخي فالدانو لاعب منتخب الأرجنتين السابق لإذاعة أوندا سيرو الإسبانية: «سيعيش منتخب الأرجنتين في عذاب من الآن وحتى كأس العالم».
وأضاف: «ميسي هو السبب الوحيد في وضع الأرجنتين ضمن المرشحين، ولو من بعيد، للفوز بكأس العالم. لا أحب أن أضع نفسي في مكان سامباولي».
ويرى العديد من النقاد أن ميسي لا يمكن اعتباره لاعبا عظيما حتى يحقق إنجازا مع منتخب الأرجنتين. لكن بالنظر للأداء الذي قدمته الأرجنتين أمام إسبانيا، فإنه حقق الكثير بالفعل بقيادة بلاده إلى النهائيات.
وتلعب الأرجنتين في المجموعة الرابعة بجانب منتخبات كرواتيا ونيجيريا وأيسلندا.
وحققت البرازيل فوزا معنويا على ألمانيا بهدف على الملعب الأولمبي في برلين أمام 72717 متفرجا، بفضل هدف غابريل خيسوس بكرة رأسية في الدقيقة.
يذكر أن المنتخب الألماني فشل في الفوز في مبارياته الأربع الأخيرة بعد تعادله ضد فرنسا وإنجلترا وإسبانيا قبل تعرضه للخسارة ضد البرازيل. كما أنها الخسارة الأولى لألمانيا منذ سقوطها أمام فرنسا بهدفين نظيفين في نصف نهائي كأس أوروبا عام 2016، والأولى على أرضها منذ سقوطها أمام سلوفاكيا 1 - 3 في مايو (أيار) 2016.
وكانت المواجهة الأولى بين المنتخبين منذ أن ألحقت ألمانيا خسارة مذلة بالبرازيل في عقر دارها بنتيجة 7 - 1 في نصف نهائي مونديال 2014 في طريقها لإحراز اللقب العالمي.
ورغم الهزيمة لم يتغير تفكير ونظرة يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني وقناعاته لدى اختيار القائمة التي سيدافع بها الفريق عن لقبه العالمي في المونديال الروسي.
ويتطلع لوف إلى عودة حارس مرماه العملاق مانويل نيوير للمشاركة في المباريات خلال الفترة المقبلة بعدما أبعدته الإصابة عن الملاعب لأكثر من ستة أشهر، وهو أجرى العديد من التبديلات للوقوف على حالة لاعبيه. وقال لوف: «أجرينا العديد من التغييرات، ويمكنكم مشاهدة هذا... ارتكبنا العديد من الأخطاء السخيفة التي سهلت اللقاء على البرازيل. دفعنا بالقليل من اللاعبين الشبان. نالوا بعض الخبرة وسيتعلمون من هذه المباراة».
وتخوض ألمانيا تجربتين أمام النمسا والسعودية قبل السفر إلى روسيا في 12 يونيو (حزيران) المقبل لخوض النهائيات ضمن المجموعة السادسة مع منتخبات المكسيك والسويد وكوريا الجنوبية.
وعلى ملعب ويمبلي في العاصمة لندن أهدرت إنجلترا الفوز على إيطاليا في الدقائق الأخيرة بركلة جزاء جدلية وتعادلت معها 1 - 1.
أمام 82 ألف متفرج، استعاد جيمي فاردي طريق الشباك للمرة الأولى مع المنتخب الإنجليزي منذ سنة، في مباراة عجز لاعبو المدرب غاريث ساوثغيت في حسمها، فيما عوضت إيطاليا ومدربها المؤقت لويجي دي بياجيو خسارتها بثنائية أمام الأرجنتين برغم غياب ليونيل ميسي.
ولا تزال إيطاليا تعيش أزمة عدم التأهل إلى نهائيات المونديال لأول مرة منذ 60 عاما وتحديدا منذ 1958، بخسارتها في الملحق الأوروبي أمام السويد والتي أدت إلى إقالة المدرب جانبييرو فنتورا.
وشكك ساوثغيت في استخدام نظام حكم الفيديو المساعد، ويرى أنه حرم فريقه من الخروج فائزا.
وبدا المنتخب الإنجليزي الذي يستعد لكأس العالم مرتاحا أمام إيطاليا بطلة العالم أربع مرات بعدما افتتح فاردي التسجيل في الدقيقة 26، لكن بدلا من أن يكون الحديث بعد المباراة عن استعدادات إنجلترا المشجعة لنهائيات روسيا، تحول إلى حكم الفيديو المساعد عقب احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح فيدريكو كييزا لاعب إيطاليا البديل في الدقيقة 85.
وتوقف اللعب لفترة طويلة قبل أن يتم إبلاغ الحكم الألماني دينيز أيتكين باحتساب ركلة الجزاء التي نفذها لورينتسو إنسيني بنجاح ليمنح إيطاليا، التعادل 1 - 1.
وعلق ساوثغيت الذي لم يخسر فريقه منذ عام: «أنا سعيد أننا لسنا في كأس العالم الآن... أعتقد أن قرار ركلة الجزاء يمكن مناقشته طيلة اليوم».
وأضاف: «بدا مدافعنا جيمس تاركوفسكي فوقه (كييزا) لكن الاثنين كانا يركضان وكان سيسقط أرضا على أي حال. أعتقد أن رؤية الحكم كانت جيدة بالفعل. لا أعتقد أن في حالات مماثلة سيوضح حكم الفيديو الأمور».
وواجه نظام حكم الفيديو المساعد العديد من الصعاب مع تقديمه في كرة القدم الإنجليزية في ظل العديد من التدخلات المثيرة للجدل هذا الموسم.
لكن ساوثجيت اعترف بأن هذه التكنولوجيا موجودة الآن لتستمر حتى لو يعتقد أن قرار الحكم يجب أن يكون نهائيا. وقال تاركوفسكي، الذي قدم أداء جيدا في ظهوره الدولي الأول بعيدا عن هذه الواقعة، إنها لم تكن ركلة جزاء بينما قال آلان شيرر قائد منتخب إنجلترا السابق إن نظام حكم الفيديو المساعد يواجه خطر التسبب في فوضى.
وفي موسكو تعافت فرنسا من خسارة على أرضها أمام كولومبيا وفازت 3 - 1 على روسيا مستضيفة كأس العالم بعد عرض رائع من بول بوغبا، لكن الفريق ما زال يحتاج للكثير لكي يكون من المصنفين للمنافسة على اللقب.
وهيمن بوغبا على وسط الملعب وصنع الهدف الأول لزميله كيليان مبابي، وأحرز هدفا رائعا من ركلة حرة، وعاد مبابي البالغ عمره 19 عاما ليسجل الهدف الثاني له والثالث لفرنسا.
ويشعر هوغو لوريس حارس وقائد فرنسا بثقة كبيرة أن منتخب بلاده، الفائز بكأس العالم منذ 20 عاما، سيكون جاهزا في الوقت المناسب، وقال: «ما يهمنا هو مباراتنا الأولى أمام أستراليا في 16 يونيو. هناك فرصة كبيرة للتطور بشكل جماعي».


مقالات ذات صلة

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة عربية يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

ينوي يونس محمود الترشح لرئاسة الاتحاد العراقي للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة سعودية جانب من اجتماع سابق للمكتب التنفيذي لكأس الخليج (الشرق الأوسط)

الخميس إعلان استضافة السعودية «خليجي 27» في سبتمبر 2026

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي ستعقد اجتماعاً في الكويت، الخميس، وستُمنح استضافة النسخة المقبلة للسعودية.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة سعودية كليمنت لينغليت خلال إحدى مباريات أتلتيكو في الدوري الإسباني (رويترز)

لينغليت: استضافة مونديال 2034 نتاج لاهتمام السعودية بالرياضة

قال الفرنسي كليمنت لينغليت لاعب أتلتيكو مدريد المنافس في الدوري الإسباني إن فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، نتاج للاهتمام بالرياضة.

سلطان الصبحي (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».