700 جندي إسرائيلي من الشرطة يتدربون على اقتحام الأقصى في المعارك

مستوطنون يطالبون بإخلاء المسجد الحرام خلال الأعياد اليهودية

TT

700 جندي إسرائيلي من الشرطة يتدربون على اقتحام الأقصى في المعارك

باشرت وحدة الكوماندو «يسام» التابعة للشرطة الإسرائيلية، منذ صباح أمس (الثلاثاء)، تدريبات واسعة للمئات من عناصر قواتها القتالية، على عملية لاقتحام المسجد الأقصى وباحاته ومرافقه «خلال فترة توتر أمني».
وقالت مصادر من الشرطة، إنه تم تجميع 700 عنصر «يسام» من مختلف مراكز الشرطة الإسرائيلية، بدأوا تدريبات تشمل العديد من السيناريوهات المحتملة، في ظل التوتر واحتمالات التصعيد خلال يوم الجمعة المقبل، الذي يصادف يوم الأرض، وعشية عيد الفصح اليهودي، وأحداث أخرى في المستقبل. وأوضحت أن من بين السيناريوهات التي يتدرب عناصر الشرطة عليها، سيناريو يجري خلاله اقتحام المسجد الأقصى. وقد تم بناء مجسمات تحاكي أبواب المسجد في منطقة التدريب. وذكرت المصادر أن قيادة «حرس الحدود»، التابعة للشرطة الإسرائيلية، والمنتشرة بشكل واسع في القدس، منذ الهبة الأخيرة قبل سنتين، هي التي أعدت التدريب وتشرف عليه.
وأكد الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية، أن التدريب يهدف إلى فحص قدرة القوات على مواجهة سيناريوهات صعبة في ظل التوتر الأمني الحالي في الضفة الغربية، ودعوات «حماس» لمسيرات العودة باتجاه حدود قطاع غزة، واحتمال اندلاع مواجهات عنيفة في يوم الأرض الذي يصادف الجمعة المقبلة.
ولكن مفتش عام الشرطة الإسرائيلية، روني الشيخ، قال في رسالة لتهدئة الإسرائيليين، خلال جولة له على أطراف مدينة القدس، إنه لا توجد زيادة في عدد الإنذارات حول نية فلسطينيين تنفيذ عمليات عشية عيد الفصح اليهودي.
من جهة ثانية، خرجت الحركات اليمينية المتطرفة للمستوطنين اليهود في القدس الشرقية المحتلة وقضائها، والمنضوية تحت سقف ما يسمى «منظمات الهيكل»، بحملة لإقناع الحكومة الإسرائيلية بإخلاء المسجد الأقصى يوم الجمعة المقبل، لتقديم قرابين «الفصح العبري» في ساحات المسجد. وعلّقت جماعات «الهيكل» فجر أمس (الثلاثاء)، بيانات ولافتات تحذيرية على أبواب الأقصى، تطالب أهل القدس بإفراغ المسجد يوم الجمعة لما يسمى يوم «الأبكار التوراتي» اليهودي، الذي يسبق يوم «الفصح»، وذلك لتنفيذ القرابين.
وقال ناطق بلسان هذه المجموعة، إن «من يؤمن بحرية العبادة يجب أن يتيح لليهود المؤمنين بأن الهيكل اليهودي كان قائماً هنا، أن يأتوا ليقيموا الصلاة بشكل حر. وما دام الفلسطينيون المسلمون يتنكرون لحق اليهود، فيجب على السلطة الإسرائيلية أن تثبت أنها السيد هنا وأن تخلي المساجد من المسلمين خلال الطقوس الدينية اليهودية».
وبناءً على ذلك، حذرت شخصيات مقدسية من خطورة الوضع في المسجد الأقصى، وما تسعى إليه المنظمات اليهودية المتطرفة، مطالبةً الجميع، خصوصاً المقدسيين، بتكثيف الوجود بالمسجد وشد الرحال إليه للتصدي لتلك الانتهاكات.
كانت جماعات «الهيكل» قد نظمت، ليل أول من أمس (الاثنين)، طقوساً وتدريباً على ذبح قرابين «الفصح العبري» عند السور الجنوبي للمسجد الأقصى، بتنفيذ ودعم من «معهد الهيكل التوارتي» داخل القدس القديمة. ونصبت منصة ومكبرات صوتية والإضاءة اللازمة لهذه الطقوس، وكذلك نصب «مذبح المحرقة» وتجهيزات أخرى خاصة بالتدريب. وأدى عشرات المستوطنين صلواتهم، وتلقوا تدريباتهم الخاصة بعيد «الفصح»، بإشراف ومشاركة كبار حاخامات «الهيكل» ومطربين، بالإضافة إلى مشاركة عضو الكنيست اليميني، يهودا غليك. وسمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي لجماعة «أمناء جبل الهيكل» المتطرفة، وللمرة الأولى بالقيام، بذبح «قربان عيد الفصح» قريباً من مداخل الأقصى.
بدورها، استنكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، في بيان صحافي، ما قامت به الجمعيات اليهودية المتطرفة من احتفالات وطقوس تلمودية في منطقة القصور الأموية على بعد أمتار من الأقصى بمناسبة عيد «الفصح»، وبحضور ما يسمى مدير «معهد الهيكل الثالث»، وبدعم حكومي إسرائيلي. وأكدت أن هذا يحدث لأول مرة على مر تاريخ مدينة القدس، مؤكدة أن المسجد بمساحته البالغة 144 دونماً، محيطه هو مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم وسيبقى كذلك. وحذرت الأوقاف من مغبة ما تقوم به الجمعيات اليهودية بحق الأقصى ومحيطه في محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه منذ أمد بعيد، مؤكدة حرصها على حمايته والدفاع عنه.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.