يستضيف منتخب إسبانيا لكرة القدم نظيره الأرجنتيني، وتلعب البرازيل في ضيافة ألمانيا، بطلة العالم، فيما تختبر إنجلترا قوتها أمام إيطاليا اليوم في أبرز لقاءات العمالقة الودية استعدادا لنهائيات مونديال 2018 الذي تستضيفه روسيا من 14 يونيو (حزيران) إلى 15 يوليو (تموز).
وسيكون استاد «واندا متروبوليتانو» الخاص بأتليتكو مدريد في العاصمة الإسبانية مسرحا للقاء الأول، فيما يحتضن الملعب الأولمبي في برلين المواجهة الثانية.
وأسفرت المباريات الأولى في هذه النافذة الدولية المخصصة من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) لاستعداد المنتخبات، الجمعة عن تعادل ألمانيا وإسبانيا 1 - 1، وفوز البرازيل على روسيا 3 - صفر، والأرجنتين، وصيفة البطلة، على إيطاليا 2 - صفر، وإنجلترا على هولندا 1 - صفر، وخسارة فرنسا أمام كولومبيا 2 - 3. في المباراة الأولى، لا تزال الحيرة تسيطر على المدربين الأرجنتيني خورخي سامباولي والإسباني خولين لوبيتيغي بخصوص خط الهجوم الواجب اعتماده في المونديال الروسي في ظل تخمة الأول واكتفاء الثاني.
وتتحول النعمة لدى سامباولي إلى نقمة بسبب كثرة اللاعبين في هذا الخط، إذ يتعين عليه انتقاء اثنين على الأقل من بين هؤلاء للعب إلى جانب ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني، الذي غاب عن المباراة ضد إيطاليا وقد يشارك في المواجهة ضد إسبانيا بسبب الإصابة بعد تدريب الأحد في مدريد.
واختار سامباولي في التشكيلة الحالية ستة لاعبين بينهم سيرخيو أغويرو هداف مانشستر سيتي الإنجليزي، وغونزالو هيغواين مهاجم يوفنتوس الإيطالي، وأنخل دي ماريا جناح باريس سان جيرمان، واستبعد هداف يوفنتوس باولو ديبالا (17 هدفا) وهداف إنتر ميلان وثاني ترتيب الهدافين في إيطاليا ماورو إيكاردي (22 هدفا).
واعتبر سامباولي أن نظيره لوبيتيغي لا يعاني من نفس المشكلة وقال: «منتخب إسبانيا جاهز ومعروف من سيلعب في نهائيات كأس العالم. أما نحن فبالتأكيد علينا أن نقوم بالاختبار للاختيار».
وواقع الأمر أن هاجس لوبيتيغي الذي اختار خمسة لاعبين لخط الهجوم، يتركز على المهاجم الصريح وكان قلقه يتأتى بشكل أساسي من وضع دييغو كوستا الذي وضعه الإيطالي أنطونيو كونتي خارج حساباته ولم يلعب لمدة 4 أشهر ونصف الشهر مع تشيلسي الإنجليزي قبل عودته إلى فريقه السابق أتليتكو مدريد.
وكان كوستا مرشحا فوق العادة لشغل هذا المركز بعد أن افتتح التصفيات بالمشاركة في خمس مباريات متتالية، لكن وضعه في تشيلسي قبل خمسة أشهر من انطلاق منافسات المونديال عقد الأمور بالنسبة إليه. وحول ذلك علق كوستا البرازيلي الأصل: «كان المدرب صريحا معي على الدوام. لقد قال لي إذا لم تلعب فلن تذهب، وقال لي أيضا إذا لعبت وسارت الأمور بشكل جيد فالباب مفتوح أمامك».
واستفاد كوستا الذي عاود نشاطه بشكل جيد مع أتليتكو، من استبعاد لوبيتيغي لالفارو موراتا نتيجة غيابه عن التشكيلة الأساسية لتشيلسي في معظم المباريات الأخيرة.
لكن رودريغو مورينيو مهاجم فالنسيا وأحد اللاعبين الخمسة الذين وقع عليهم اختيار لوبيتيغي وهو يمني نفسه بحجز مكان أساسي ويقول: «إن شيئا لم يحسم حتى الآن بالنسبة للتشكيلة، الأهم بالنسبة إلى كل منا ما قد يحصل من الآن وحتى نهاية الموسم». ويتعين على مدربي المنتخبات المتأهلة تقديم تشكيلاتهم الرسمية قبل 4 يونيو المقبل.
وستكون ألمانيا على موعد مع صدام ساخن عندما تستضيف في برلين منتخب البرازيل في أول مواجهة بينهما بعد فوز الماكينات الألمانية التاريخي 7 - 1 في نصف نهائي مونديال 2014.
واعترف مدرب منتخب البرازيل لكرة القدم تيتي أمس بأن الخسارة التاريخية أمام ألمانيا في المونديال الذي استضافته بلاده لا تزال جرحا نازفا وشبحا جلب لنا العار. واعتبر أدينور ليوناردو باكي المعروف بـ«تيتي» في مقابلة نشرتها صحيفة كيكر الألمانية المتخصصة بكرة القدم أمس، أن المواجهة الأولى بين المنتخبين منذ ذلك السقوط التاريخي في إطار استعداداتهما لنهائيات مونديال 2018 في روسيا تكتسي أهمية كبيرة جدا على الصعيد النفسي، وقال: «يجب ألا نختبئ أو أن نضع قناعا على وجهنا. الخسارة 1 - 7 في المونديال شبح يؤرقنا. والجرح لا يزال ينزف. مباراة برلين تشكل جزءا من عملية دمل الجراح». مشيرا إلى أنه يشعر بالخوف قبل هذه المباراة.
وتابع تيتي الذي بدأ في يونيو 2016 الإشراف على منتخب البرازيل الفائز بكاس العالم خمس مرات: «لا نملك الحق بتسليم أنفسنا للخوف أو أن نستسلم للذعر. ستكون المباراة صعبة، نعم... الأمر الذي يتطلب منا الكثير على الصعيد العاطفي. لقد تركزت استعداداتنا على هذه الناحية».
من جهته، لا يستطيع مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف نسيان تلك الأمسية التاريخية، واعتبر أن مباراة بيلو هوريزنتي في الثامن من يوليو 2014، «طبعت حياته» وقال: «تلك المباراة، ستظل موضوع نقاش على مدى قرن كامل. عندما تفوز على البلد المضيف 7 - 1 في نصف نهائي المونديال، هذا شيء يبقى في الذاكرة، كثيرا ما أعود لمشاهدة تلك الأهداف».
وسيغيب عن منتخب ألمانيا اليوم اثنين من صانعي الانتصار التاريخي وهما توني كروس ومسعود أوزيل اللذين فضل المدرب إراحتهما، إضافة إلى إيمري تشان المستبعد بسبب إصابة في ظهره.
وصرح مدرب ألمانيا يواكيم لوف أن التشكيلة ستشهد خمسة تغييرات بالنسبة إلى تلك التي واجهت إسبانيا، وسيحل محل يوليان دراكسلر جناح باريس سان جيرمان الفرنسي، الواعد لوروا ساني لاعب مانشستر سيتي الذي اعتبر قبل يومين من اللقاء أنه يتفهم مشاعر البرازيليين حيال الهزيمة التاريخية وما عرف لاحقا بـ«كارثة بيلو هوريزنتي».
وقال ساني: «كرة القدم أمر روحاني بالنسبة إلى البرازيليين، وبالتالي يمكنني أن أتفهم التأثير المتواصل لنتيجة 7 - 1...إنهم يعيشون من أجل كرة القدم، لكنهم سيختبرون مجددا زهوة الحياة في مونديال 2018».
ولن تكون مباراة اليوم ودية بالنسبة إلى البرازيليين المتعطشين للثأر، لكنهم سيفتقدون نجمهم نيمار الذي يتعافى من عملية جراحية لمعالجة كسر في القدم. والمفارقة أن نيمار نفسه غاب عن المباراة الشهيرة ضد ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2014، بسبب إصابته في ربع النهائي ضد كولومبيا.
ورأى ساني أن «البرازيل لا تعتمد على نيمار بالقدر الذي كانت عليه عام 2014 وإنهم يملكون عددا من النجوم الجدد، لكن مشاركة نيمار من عدمها ما زالت تحدث فارقا كبيرا».
وأضاف: «البرازيل تمتلك فريقا رائعا يتمتع بمزيج جيد من اللاعبين المخضرمين والشبان. لا يمكن الاستخفاف بهم لأنهم بوضوح من بين المرشحين للفوز بكأس العالم».
وقدم المنتخب البرازيلي أداء مقنعا الجمعة في المباراة الودية ضد روسيا في موسكو حيث فاز لاعبو المدرب تيتي بثلاثية نظيفة سجلها ميراندا وباولينيو وفيليبي كوتينيو في غضون 13 دقيقة. وتختبر إنجلترا بقيادة المدرب غاريث ساوثغيت قدراتها أمام إيطاليا بعد فوزها بصعوبة على هولندا في أول مباراة بإشراف الدولي السابق رونالد كومان، وستحاول الاستفادة من الحالة المعنوية للإيطاليين الذين سقطوا في المباراة الأولى بإشراف المدرب المؤقت روبرتو دي باجيو بثنائية أمام الأرجنتين رغم غياب ميسي.
ولا تزال إيطاليا تعيش أزمة عدم التأهل إلى نهائيات المونديال لأول مرة منذ 60 عاما وتحديدا منذ 1958، بخسارتها في الملحق الأوروبي أمام السويد والتي أدت إلى إقالة المدرب جانبييرو فنتورا.
وأدخل الفشل المفاجئ كرة القدم الإيطالية في أزمة حادة، شملت عدم التمكن من انتخاب خلف لكارلو تافيكيو الذي استقال من رئاسة الاتحاد المحلي. وأدى ذلك إلى وضع المنظمة تحت وصاية اللجنة الأولمبية المحلية، وتعيين لجنة ثلاثية لإدارة شؤونه.
وسيكون الاستحقاق الأهم القادم لإيطاليا في النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية التي تنطلق في سبتمبر (أيلول) المقبل.
من جانبها، ستحاول فرنسا تعويض سقوطها في سان دوني أمام كولومبيا، عندما تحل ضيفة على روسيا اليوم. وتتطلع فرنسا لتحقيق فوز يعيد الثقة للمدرب ديدييه ديشامب قبل اللاعبين الذين يتجاوز سعرهم في سوق الانتقالات مليار يورو.
إسبانيا تصطدم بالأرجنتين... والبرازيل للثأر من ألمانيا
إنجلترا تختبر قوتها أمام إيطاليا وفرنسا تلتقي روسيا في أبرز مواجهات العمالقة قبل كأس العالم
إسبانيا تصطدم بالأرجنتين... والبرازيل للثأر من ألمانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة