إصابات بالرصاص الحي والمطاطي خلال احتجاجات في المناطق الفلسطينية

فلسطينيون يحرقون إطارات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب خانيونس في جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحرقون إطارات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب خانيونس في جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

إصابات بالرصاص الحي والمطاطي خلال احتجاجات في المناطق الفلسطينية

فلسطينيون يحرقون إطارات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب خانيونس في جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحرقون إطارات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب خانيونس في جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

أصيب عشرات الفلسطينيين، بعد صلاة الجمعة أمس، بجروح وحالات اختناق، جراء اندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وبين المشاركين في المظاهرات والمسيرات السلمية في مناطق تماس مختلفة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد دعت المواطنين للنزول إلى الشوارع فيما يُعرف بـ«يوم الغضب»، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وعندما وصلت الجموع إلى مناطق الاحتكاك مع قوات الاحتلال، حاولت هذه تفريقها بالقوة.
ففي قرية المزرعة الغربية شمال رام الله، اندلعت مواجهات عنيفة استخدم خلالها الجيش الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع. ونقل عن شهود عيان أن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، وتم علاجهم ميدانياً. وأصيب أربعة شبان بالرصاص الحي من نوع «التوتو» المتفجر، اثنان منهم في القدم وجرى نقلهما إلى المشافي بمدينة رام الله لتلقي العلاج، في حين أصيب اثنان آخران بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وإضافة إلى الجرحى بالرصاص، سُجّل وقوع إصابات عديدة بالاختناق.
واندلعت مواجهات مماثلة في بلدات «نعلين» و«بلعين» و«النبي صالح» و«بدرس» في محافظة رام الله، كما اندلعت مواجهات في حي باب الزاوية وسط الخليل (جنوب القدس المحتلة)، تخللها إطلاق الاحتلال قنابل الغاز. كما اندلعت مواجهات شبيهة بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال في منطقة «المنطرة» في «كفر قليل» جنوب مدينة نابلس شمال القدس المحتلة. وفي بلدة «كفر قدوم» شرق قلقيلية (شمال القدس المحتلة)، أصيب سبعة مواطنين بينهم مصوّر صحافي فلسطيني بأعيرة مطاطية نتيجة قمع الاحتلال للمسيرة الأسبوعية التي ينظمها أهالي البلدة. وفي الخليل، اندلعت مواجهات متفرقة بين المواطنين وقوّات الاحتلال في منطقة «باب الزاوية» وسط الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. واعتقلت قوات الاحتلال الطالب الجامعي يوسف أحمد عزات عوض (22 عاماً) على حاجز عسكري ببلدة «بيت أمر» شمال الخليل، وتم نقله إلى مكان مجهول. كما اندلعت مواجهات في الخربة (بلدة صغيرة) الأثرية في بلدة «تقوع» شرق بيت لحم.
وفي قطاع غزة، اندلعت مواجهات على الجدار الأمني الفاصل شرق غزة. وقد أصيب مواطنان، أحدهما شاب (18 عاماً) أصيب برصاص الاحتلال شمال بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. ووصف الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، حالته بالخطيرة حيث جرى نقله من مشفى بيت حانون إلى المشفى الإندونيسي ببلدة جباليا. كما أصيب شاب آخر برصاصة في الوجه ووصفت جراحه بالمتوسطة قرب موقع نحل عوز العسكري شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة. ووصل مئات من الشبان إلى نقاط المواجهة في خانيونس والوسطى وغزة وجباليا في إطار الاحتجاجات على قرار الرئيس الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز صوب المتظاهرين ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.