حواجز وهمية لـ«داعش» تبث الرعب على طرق كركوك

TT

حواجز وهمية لـ«داعش» تبث الرعب على طرق كركوك

تسبب حاجز وهمي نصبه تنظيم داعش على الطريق بين منطقتي الطوز التابعة لمحافظة صلاح الدين وداقوق التابعة لمحافظة كركوك، بسقوط 20 شخصاً بين قتيل وجريح في ثالث حادثة من نوعها في غضون شهر.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان ما حصل في 20 فبراير (شباط) الماضي عندما نصب التنظيم كميناً لقوة تابعة لـ«الحشد الشعبي» في منطقة السعدونية التابعة لقضاء الحويجة وقتل كل عناصر القوة البالغ عددهم 27 مقاتلاً كان أوهمهم بارتدائه الملابس العسكرية التي تشبه الملابس التي يرتدونها.
واعتبرت مصادر أمنية أن الحادثة الجديدة تشير إلى وجود «خلل أمني» في تلك المناطق، خصوصاً أن عائلة كاملة مكونة من 7 أشخاص قتلت الأسبوع الماضي على طريق كركوك - بغداد الذي كان حتى وقت قريب مؤمناً بالكامل. وتمكنت قوات الأمن من تحرير أربعة اختطفهم «داعش» على الطريق نفسها.
وبدأت قيادة عمليات ديالى، أمس، عملية عسكرية واسعة على ثلاثة محاور لتعقب «داعش» في تلال حمرين شمال شرقي المحافظة. وقال قائد عمليات ديالى الفريق الركن مزهر العزاوي في حديث صحافي إن «قوات أمنية مشتركة مدعومة بطيران الجيش انطلقت من ثلاثة محاور رئيسية لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في تلال حمرين (65 كلم شمال شرقي بعقوبة) شملت مناطق عدة أبرزها صنديج». وأضاف أن «العملية تجري وفق معلومات استخباراتية لتعقب خلايا (داعش) وإنهاء أي وجود لها».
وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حاكم الزاملي لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك خللاً وفراغاً أمنياً بين قيادات العمليات». وأوضح أن «الأمر يتطلب التنسيق بين هذه القيادات لمعرفة عناصر الخلل، ومن ثم التفكير بطريقة صحيحة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث». وأضاف أنه «يتوجب إعادة انتشار القطعات في هذه المناطق وتحديد حركة هذه المجاميع». ولفت إلى أن «هناك مؤشرات حصلنا عليها بأن هناك دعماً لمثل هذه المجاميع من قبل الانفصاليين في أربيل بهدف زعزعة الأمن في هذه المناطق».
وفي هذا السياق، قال مسؤول أمني عراقي لـ«الشرق الأوسط» طلب عدم كشف اسمه إن «هناك بضعة آلاف من (داعش) هربوا من الحويجة إلى كردستان، هم المسؤولون عن كل حوادث الإرهاب التي حصلت مؤخراً، بدءاً من حادثة السعدونية التي قتل فيها 27 مقاتلاً من الحشد الشعبي إلى الحادثة الأخيرة على طريق كركوك - داقوق».
ورأى أن «هناك نسخة كردية من (داعش) هي الأخطر، والأهم أنها تنسق مع جهات كردية باتت تعيد تنظيم نفسها بالاستفادة من قدرات التنظيم لإرباك الأوضاع في كركوك تمهيداً لإعادة السيطرة عليها بعد أن تمكنت القوات الاتحادية من السيطرة عليها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».
ولفت الخبير الأمني فاضل أبو رغيف إلى أن «دواعش الحويجة أكثر راديكالية وتطرفاً ولا يؤمنون بالأوامر والتعليمات المركزية. لديهم (مسؤول) أمني خاص وشرعي خاص وهم يؤمنون بالفكر التسلسلي، أي تكفير من لا يكفر الكافر». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء بقايا منتقمة وبقايا متربصة وبقايا تنتظر أي ضعف أو ثغرة. هرب كثير منهم إلى شمال العراق وتحولوا الآن إلى مصدر القلق الحقيقي».
ويفسر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «المنطقة التي يتحرك فيها الدواعش الآن بين بغداد والعظيم وداقوق وكركوك، هي خاصرة رخوة منذ البداية سرعان ما ينهار الأمن فيها ويتحول هذا الطريق إلى طريق موت حقيقي».
وأشار إلى أن «من بين الأسباب الرئيسية وراء انتشار مثل هذه الحوادث أن القوات الموجودة لا تكفي للانتشار في كامل تلك المساحات الواسعة ذات التضاريس المتنوعة والصعبة، فلا بد من إعادة تكتيكات ملاحقة الفلول وأساليب التطهير الأمنية وآلياته وصناعة المصادر الاستخباراتية المحلية وتقوية الجهد المعلوماتي من أجل معالجة تلك الخروقات».
ويرى الهاشمي أن «مفارز فلول (داعش) تتربص بهذه الخروقات ونقاط الضعف وتحاول الانتفاع من هشاشة تلك المناطق لتشكل خطراً كبيراً على أمن الطريق والأمن المجتمعي لأن القتل على الهوية أخطر أنواع العمليات الإرهابية التي في الغالب تدفع إلى ردات فعل انتقامية تصيب الأبرياء من الطوائف والعشائر في مناطق السيطرات الوهمية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.