هادي يشدد على إيقاف الصواريخ الحوثية وإطلاق الأسرى قبل أي تفاوض

عقد اجتماعاً لكبار مستشاريه وأكد تمسك الشرعية بمرجعيات السلام

هادي خلال استقباله السفير الأميركي أمس (سبأ)
هادي خلال استقباله السفير الأميركي أمس (سبأ)
TT

هادي يشدد على إيقاف الصواريخ الحوثية وإطلاق الأسرى قبل أي تفاوض

هادي خلال استقباله السفير الأميركي أمس (سبأ)
هادي خلال استقباله السفير الأميركي أمس (سبأ)

شدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، على أهمية التزام الانقلابيين الحوثيين بإجراءات بناء الثقة، ومنها الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق الصواريخ باتجاه السعودية، قبل الشروع في جولة المفاوضات المرتقبة التي يجري الترتيب لها من قبل المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيثتس.
جاء ذلك في اجتماع عقده هادي أمس، في مقر إقامته المؤقت بالرياض مع كبار مستشاريه، بحضور نائبه علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيثتس وصل في وقت سابق إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث مقر فريقه الأممي، ومن المتوقع أن يزور عدداً من العواصم الخليجية، في المقدمة منها الرياض، حيث سيجري لقاءات مع قادة الحكومة اليمنية والمكونات السياسية والحزبية المؤيدة للشرعية، إلى جانب التشاور مع سفراء الدول المعنية بالشأن اليمني قبل التوجه إلى صنعاء للقاء الانقلابيين الحوثيين.
وأفادت المصادر الرسمية اليمنية أمس، بأن هادي وضع مستشاريه وكبار قادة الشرعية أمام صورة الأوضاع على الساحة الوطنية بجوانبها المختلفة، وشدد على أهمية التواصل والوقوف على مجمل التطورات بأوجهها وأشكالها المختلفة.
وجاء الاجتماع لقادة الشرعية اليمنية في ظل تحركات مكثفة للرئيس هادي شملت لقاءه بالوفد الحقوقي الدولي التابع لمجلس حقوق الإنسان المعني بالتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في اليمن، إلى جانب لقاءات أخرى أجراها مع السفير الأميركي لدى بلاده ومع محافظي الحديدة وريمة.
واتهم الرئيس اليمني ميليشيا الانقلاب الحوثي بعدم التجاوب مع التنازلات التي قدمتها الشرعية التي تحرص على تحقيق السلام، في حين جدد موقف القيادة اليمنية المتمسك بمرجعيات الحوار وقرارات الشرعية الدولية، وفي المقدمة منها قرار مجلس الأمن 2216 وبقية القرارات ذات الصلة.
وأكد أن أي اتفاق للسلام مع الميليشيا يجب أن يستند إلى المرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن سالف الذكر.
وأشار هادي إلى أن بلاده ملتزمة بجهود ومساعي المبعوث الأممي الجديد وتقديم كل أشكال التعاون والدعم لتذليل مهامه الرامية لإحلال السلام، متهماً الانقلابيين الحوثيين بشن الحرب التي وصفها بـ«الظالمة»، «خدمة لأهداف إيران في زعزعة أمن واستقرار المنطقة ودول الجوار وتحديداً السعودية»، على حد قوله. وتوصل اجتماع الشرعية اليمنية إلى تأكيد أهمية العمل نحو إجراءات بِناء الثقة وإطلاق الأسرى والمعتقلين وإيقاف إطلاق الصواريخ الحوثية باتجاه الأراضي السعودية، كما استعرض الاجتماع الجهود الحكومية لتحقيق الاستقرار التنموي والاقتصادي، بدعم من التحالف الذي تقوده المملكة دعماً للشرعية.
إلى ذلك، ذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن الرئيس هادي استقبل فريق لجنة الخبراء لتقصي الحقائق التابعة للجنة حقوق الإنسان بجنيف برئاسة كمال الجندولي وعضوية البرلمانية والوزيرة الأسترالية السابقة مليزا بارك، وتشارلز غاراواي، والمحامي والأكاديمي العسكري وممثل المفوض السامي في الرياض فريد حمدان.
وكان الوفد أنهى زيارة إلى عدن وصنعاء، للقاء الأطراف اليمنية في سياق التمهيد لبدء عمله الميداني الذي من المقرر أن يتوج بتقرير شامل يقدم في سبتمبر (أيلول) المقبل إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كما أشار هادي في لقائه مع السفير الأميركي إلى معاناة اليمنيين في المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيا الانقلابية وما يتعرضون له من انتهاكات جسمية من قبل الميليشيا، وجدد تمسك الشرعية بمرجعيات الحوار لتحقيق السلام في بلاده.
وأفادت وكالة «سبأ» الرسمية، بأن هادي أشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب اليمن في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتقديم المساعدات الإغاثية، ووقوفها إلى جانب الشرعية الدستورية وإحلال السلام وإنهاء الحرب.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.