السيسي والبشير يؤكدان على العمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين

صورة سابقة للرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي  والسوداني عمر حسن البشير (أرشيف - رويترز)
صورة سابقة للرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والسوداني عمر حسن البشير (أرشيف - رويترز)
TT

السيسي والبشير يؤكدان على العمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين

صورة سابقة للرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي  والسوداني عمر حسن البشير (أرشيف - رويترز)
صورة سابقة للرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والسوداني عمر حسن البشير (أرشيف - رويترز)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الاثنين) أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير تعكس الروح الإيجابية بين البلدين والحرص التام على التشاور والتنسيق والتعاون في مختلف المجالات وإزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال السيسي، في كلمته خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب محادثات القمة بين الرئيسين اليوم في قصر الاتحادية: «اتفقنا خلال الاجتماع بيننا اليوم على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتنسيق بمختلف المجالات بما يخدم مصلحة البلدين، وقد تناولت مع الرئيس البشير في المحادثات الأخوية بيننا سبل تعزيز المصالح المشتركة في ظل الاحترام الكامل للشؤون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتوثيق الثنائي إلى أعلى مستوى على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما».
وأضاف السيسي أنهما اتفقا على تفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية واللجنة القنصلية واللجنة العسكرية ولجنة المنافذ الحدودية وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية ولجان أخرى كثيرة تعمل على تذليل أي صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة «الأخوية العميقة»، حسب وصفه.
وتابع السيسي: «اتفقنا أيضا على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة وبما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة أي شواغل أو تحديات قد تطرأ أمامها، كما أكدنا اعتزام البلدين على المضي في طريق تعزيز التعاون بمجالات الطاقة والربط الكهربائي والربط البري والجوي والبحري ومشروعات البنية التحتية والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوفرة لدى البلدين».
وفيما يخص نهر النيل، أكد السيسي عزم البلدين على العمل معا ومع الأشقاء في إثيوبيا للتوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف ومواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية حول سد النهضة التي عقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس (آذار) 2015، وأضاف أن البلدين اتفقنا كذلك على بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة خلال العام الحالي في الخرطوم حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016.
ومن جهته، أكد البشير أن مصر والسودان أمام مرحلة تاريخية مفصلية بسبب ما تشهده المنطقة من مشكلات وصراعات، مؤكداً في الوقت نفسه على أن هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر بين البلدين.
وأضاف قائلاً: «نؤكد مرة ثانية أن هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر بين البلدين، بل والتعاون بيننا في كل القضايا البناءة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، فنحن أمام مرحلة تاريخية مفصلية حيث نشاهد ما تعانيه منطقتنا من مشكلات نتأثر بها جميعا ونحمد الله أننا بمنأى عن هذه المشكلات، لكن الأمر يتطلب المزيد من التقارب والتشاور والتعاون من خلال الآليات المشتركة في شتى المجالات التي أسسناها لمتابعة هذه القضايا».
وكان البشير قد وصل في وقت سابق اليوم إلى القاهرة قادما على رأس وفد في زيارة لمصر.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت زيارات مكثفة قام بها كبار المسؤولين في كل من البلدين للبلد الآخر.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.