سجال بين «المستقبل» و«القوات» يهدد المفاوضات الانتخابية بين الحليفين

أعلن حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» أمس لائحتهما المشتركة في زحلة (الوكالة الوطنية للإعلام)
أعلن حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» أمس لائحتهما المشتركة في زحلة (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

سجال بين «المستقبل» و«القوات» يهدد المفاوضات الانتخابية بين الحليفين

أعلن حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» أمس لائحتهما المشتركة في زحلة (الوكالة الوطنية للإعلام)
أعلن حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» أمس لائحتهما المشتركة في زحلة (الوكالة الوطنية للإعلام)

عكست السجالات بين «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» تعثّر المفاوضات الانتخابية بين الحليفين التي من المفترض أن تحسم خلال ساعات قليلة.
وفي ظل المعلومات التي أشارت إلى أن التوجّه هو لعدم التحالف في معظم الدوائر باستثناء دائرة عالية - الشوف حيث يجتمع الطرفان مع الحزب التقدمي الاشتراكي، سجل أمس سجال بين نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني، خلال تمثيله رئيس «القوات» في احتفال إعلان اللائحة التي تجمعه مع «حزب الكتائب» في زحلة، وبين عضو المكتب السياسي في «المستقبل» والمرشّح عن طرابلس جورج بكاسيني. وانتقد حاصباني شعار حملة «المستقبل» الانتخابية كما ردّ على ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري في وقت سابق، عادّاً أن «(القوات) يحتاج إلى منجّم مغربي ليعرف ماذا يريدون». وقال وزير الصحة في كلمة له: «تواجهنا وستواجهنا مخاطر كثيرة، ويبدو أننا متجهون إلى مكان لا نريده من انهيار اقتصادي وخطر للصحة والبيئة. لسنا بحاجة إلى منجم مغربي لنعرف إلى أين البلد ذاهب ولا نريد أن نلتجئ إلى أساليب تحمينا من العين وصيبة العين لأننا فشلنا في كل شيء، فعلينا بجهدنا أن ننهض بهذا البلد». ورد بكاسيني على حاصباني قائلا: «شكرا دولة الرئيس معالي وزير الصحة أكدت المؤكد... وأكيد (صار بدا) خرزة زرقا لصد... فهمك كفاية أو تريد توضيحا؟».
ولم تخل كلمة حاصباني أيضا من انتقاد لحليفه المسيحي في مقاربة ملف الكهرباء، ما أدى كذلك إلى سجال مع «التيار الوطني الحر». وقال وزير الصحة: «يقولون لنا لا يوجد كهرباء أو (بتمشوا على ذوقنا)، نقول إما أن تمشوا بالقانون أو (امشوا من هنا)»، متوجها إلى المواطنين: «إذا أردتم اقتصادا بدل الانهيار، فصوتوا لـ(القوات)، وإذا أردتم دولة بدل الصفقات، فانتخبوا (القوات)، وإذا أردتم دولة الجيش اللبناني والقوى الأمنية لديهم حصرية السلاح وإذا أردتم دولة بدل الدويلة، فانتخبوا (القوات) وأصدقاءها».
وجاء الرد من «الوطني الحر» على لسان وزير الطاقة سيزار أبي خليل، قائلا: «لم يعد البلد واقتصاده يحتملان مراهقتكم... تعلّموا القانون والعمل الوزاري وقوموا بإنجازات في وزاراتكم... كفى متاجرة بمصالح المواطنين...».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.