موجز أخبار

TT

موجز أخبار

زيمبابوي تعد لأول انتخابات رئاسية بعد موغابي
هراري ـ لندن ـ «الشرق الأوسط»: أعلن رئيس زيمبابوي إمرسون منانغاغوا، أن البلاد ستشهد في يوليو (تموز) المقبل أول انتخابات رئاسية وبرلمانية منذ نهاية حكم الرئيس السابق روبرت موغابي، الذي امتد لعقود من الزمن. وسيكون الاقتراع أول اختبار كبير للرئيس الجديد الذي تولى السلطة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما أجبر انقلاب عسكري فعلي موغابي (94 عاماً) على الاستقالة.
وستكون تلك الانتخابات الأولى التي لا يشارك فيها موغابي منذ الاستقلال عن بريطانيا في 1980. وقال منانغاغوا (75 عاماً) للصحافة بعد اجتماع مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا: «نتطلع أمةً وحزباً وحكومةً لإجراء انتخابات سلمية جداً وشفافة وسلسة في يوليو هذا العام». وأضاف: إن الانتخابات ستخلو من العنف الذي شاب الاقتراعات السابقة، والذي كان أحد أسباب توتر العلاقات بين زيمبابوي والغرب. وقال إنه سيدعو مراقبين غربيين للانتخابات، وهو أمر كان محظوراً في عهد موغابي.

سريلانكا تلغي حالة الطوارئ
كولومبو - لندن ـ «الشرق الأوسط»: أعلنت سريلانكا، أمس، إلغاء حالة الطوارئ التي فرضت في شتى أنحاء البلاد في 6 مارس (آذار) الحالي بعد اشتباكات بين بوذيين ومسلمين. وقال رئيس الدولة مايثريبالا سيريسينا على «تويتر»: «بعد تقييم موقف السلامة العامة أصدرت تعليمات بإلغاء حالة الطوارئ اعتباراً من منتصف ليل أمس». وكان سيريسينا قد أعلن حالة الطوارئ لوقف انتشار العنف الطائفي بعد اندلاع اشتباكات بين بوذيين ومسلمين في منطقة كاندي بوسط سريلانكا. وذكرت وسائل الإعلام أن شخصين قُتلا، كما لحقت أضرار بمئات من العقارات المملوكة لمسلمين وأكثر من 20 مسجداً.
وتصاعدت حدة التوتر بين الطائفتين على مدى العام الماضي مع اتهام بعض الجماعات البوذية المتشددة المسلمين بإجبار الناس على اعتناق الإسلام وتخريب مواقع أثرية بوذية. واحتج بعض البوذيين القوميين أيضاً على وجود طالبي اللجوء من المسلمين الروهينغا القادمين من ميانمار ذات الأغلبية البوذية في بلادهم.

دعوة فلبينية إلى انسحاب جماعي من «الجنائية الدولية»
مانيلا - لندن ـ «الشرق الأوسط»: دعا الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، أمس، الدول الأخرى الموقعة على نظام روما الأساسي الذي أنشئت بمقتضاه المحكمة الجنائية الدولية للانضمام إلى بلاده في الانسحاب من المحكمة.
وجاءت تصريحات دوتيرتي، خلال كلمة له في تخرج طلاب بالأكاديمية العسكرية بشمال البلاد بعد أن فتح ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً أولياً الشهر الماضي في حربه على المخدرات، التي أدت إلى مقتل الآلاف منذ بدايتها في يوليو (تموز) 2016. وأبلغت الفلبين، الأمين العام للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، بقرارها الانسحاب من المحكمة، بسبب ما وصفه دوتيرتي بهجمات «شائنة» من مسؤولي المنظمة الدولية وانتهاكات للإجراءات القانونية.
وقال الرئيس الفلبيني «سأقنع جميع الموقعين على المعاهدة بالانسحاب. هذه وثيقة أعدت برعاية الاتحاد الأوروبي». وقتلت الشرطة نحو أربعة آلاف فلبيني خلال 19 شهراً في حملة وحشية أثارت قلق المجتمع الدولي.



موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».