برلين تحتفي بالمعرض السنوي لبورصة السياحة

تراجع عدد البلدان المشاركة هذا العام

عدد البلدان المشاركة تراجع من 185 دولة عام 2017 إلى 180 بلدا من القارات الخمس (رويترز)
عدد البلدان المشاركة تراجع من 185 دولة عام 2017 إلى 180 بلدا من القارات الخمس (رويترز)
TT

برلين تحتفي بالمعرض السنوي لبورصة السياحة

عدد البلدان المشاركة تراجع من 185 دولة عام 2017 إلى 180 بلدا من القارات الخمس (رويترز)
عدد البلدان المشاركة تراجع من 185 دولة عام 2017 إلى 180 بلدا من القارات الخمس (رويترز)

انشغلت برلين طوال خمسة أيام بمعرض بورصة السياحة العالمي الذي يقام فيها في شهر مارس (آذار) من كل عام، وكانت مقاطعة ماكلنبورغ موربومرن ضيف المعرض هذا العام.
ويُعتبر هذا المعرض من المعارض التجارية الرائدة في صناعة السياحة والسفر، لذا تحوَّل منذ سنوات إلى منصة للأعمال الرائدة للسياحة العالمية، إلا أن إدارة المعرض لم تكن راضية تماماً عن المحصلة هذا العام. فعدد البلدان المشاركة تراجع من 185، عام 2017، إلى 180 بلداً من القارات الخمسة، كما تراجع عدد الزوار بين زائر تاجر (أصحاب مكاتب سياحية) ومتخصص وزائر عادي بنسبة 7 في المائة ليصل إلى 170 ألف من بينهم 110 آلاف زائر متخصص، وكان عدد الزوار في عام 2016 نحو 120 ألفاً من ألمانيا وخارجها.
مع ذلك، فإن كريستيان غوك، الرئيس التنفيذي لمؤسسة المعارض في برلين، حيث يُقام معرض بورصة السياحة العالمي، متفائل بالمناخ الاقتصادي الإيجابي في منطقة اليورو، ويقول إن التوقعات المستمرة للنمو المستدام للاقتصاد العالمي خلال العامين الماضيين كانت وراء المزاج الإيجابي بين العارضين والزوار خلال الأيام الأخيرة، ونظراً للازدهار الحالي ومعدلات البطالة المنخفضة، أصبح الناس في حالة مزاجية جيدة لاختيار السفر وقضاء العطلات في كثير من بلدان الاتحاد الأوروبي؛ فهي بشكل عام هدف سياحي يجعلهم لا يفكرون في سعر صرف اليورو أو تكاليف السفر البعيد، ما يعني أن اهتمام الألماني بدأ ينحصر ببلدان اليورو.
مع ذلك، يعترف بأن التطور الاقتصادي الباعث على السرور في صناعة السياحة والسفر لا يمكن أن يُخفي حقيقة أن هذه الصناعة في جميع أنحاء العالم تواجه أكبر التحديات؛ فهناك حاجة إلى ضمان السلامة والأمان للمسافرين، وهذه أمور لا يمكن التنبؤ بها مسبقاً، ولا يمكن لشركة السياحة ضمانها تماماً.
- رحلات رخيصة وأخرى للأغنياء
ويفسر مارك يوهانس، خبير سوق السياحة في ألمانيا، تراجع عدد الزوار التجّار في بورصة السياحة إلى عدة أسباب، من أهمها الحالة الاقتصادية في بلدان الاتحاد الأوروبي. فالمشكلات الاقتصادية التي بدأت تنعكس بوضوح على وضع الفرد اقتصادياً جعلته يفكر ملياً قبل الإقدام على القيام برحلة مهما كانت تكلفتها. والألمان الذين كانوا يعتبرون أسياد السياحة في العالم تراجعت نسبيّاً قدراتهم المادية على القيام بأكثر من رحلة سنويّاً.
ورغم ارتفاع أسعار الرحلات، فإنه لا يزال أمام الشباب فرصة، وهم الأكثر تجولاً في العالم، لكي يستفيدوا من عروض السفر الرخيصة التي يكون فيها المبيت في مخيمات أو موتيلات.
لكن للرحلات الفاخرة زبائنها أيضاً، فقد شهد معرض السياحة العالمي هذه السنة عروضا عدة للرحلات الباهظة التكاليف، مثلاً رحلة لمدة شهر على متن أفخم السفن التي تعبر المحيطات وتصل تكلفة هذه الرحلة إلى 25 ألف يورو. ولقد عُرضت نماذج لهذه السفن في بورصة السياحة وكأنها فندق فخم جدّاً عائم فوق الماء. ولا يوجد في هذه السفن غرف بل أجنحة وكأنها فيلات. وهنا يقول ديفيد رويتز، رئيس شركة «لوكشري لايت نايت»، لقد أصبح السفر الفاخر مزدهراً، ونحن نستجيب بأساليب مبتكرة لهذا التطور الممتع. وأشار إلى أن حصة هذا النوع من السياحة الفخمة تبلغ سبعة في المائة مع معدلات نمو متوقعة.
- مشاركة عربية كبيرة
ورغم تراجع عدد العارضين، فإن المشاركة العربية كانت هذا العام لافتةً للنظر، فكل بلدان الخليج تقريبا كانت حاضرة ضمن أجنحة فخمة وعروض سياحية بين باهظة ومتهاودة، ولفت النظر جناح المملكة العربية السعودية والعروض السياحية الجيدة، ويأتي ذلك في وقت كشفت فيه المملكة عن برامج ومشاريع لرفع حجم الاستثمارات السياحية خلال 3 سنوات.
كما كان لمصر حضور كبير من أجل استعادة خسائر قطاعها السياحي نتيجة الظروف الأمنية الأخيرة؛ فمصر شهدت تراجعاً في قطاعها السياحي منذ 2015، لكنها استعادت زخم الحراك السياحي خلال السنة الأخيرة. وتعتبر مصر بالنسبة للألمان وجهة سياحية محببة منذ سنوات طويلة.
وكانت للجناح الفلسطيني حضور لافت، وجاء للترويج للسياحة «في الأراضي المقدسة»، وذكر أحد القائمين على الجناح أن أعداداً كبيرة قدمت إلى فلسطين في فترات أعياد الميلاد تجاوزت الـ200 ألف زائر أوروبي، ويتوقع زيادة الأعداد خلال أعياد الفصح والصيف المقبل.
وتزدهر سياحة المخاطر نتيجة اهتمام السياح الشباب بها، وبالأخص في مناطق لم تكن معروفة سابقاً، واليوم تجسد تحدياً لهم، مثل غيرنلاند في منطقة القطب الشمالي، التي تتميز بالمناظر الطبيعية الرائعة لكن الأهم بالنسبة للشباب رياضة التجديف في المضايق الضيقة والجليدية. كما تحول الكثير من السياح الشباب اهتمامهم إلى شانغهاي بالصين.


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

اليوان الصيني بأضعف مستوياته في 16 شهراً

عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
TT

اليوان الصيني بأضعف مستوياته في 16 شهراً

عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)

تعرضت أغلب عملات الأسواق الناشئة لضغوط مقابل الدولار يوم الأربعاء بعد تقرير قوي عن الوظائف أضاف إلى توقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول، وهبط اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 16 شهراً، تحت ضغط من قوة الدولار وتهديدات بفرض تعريفات من جانب إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، رغم أن البنك المركزي حدد توجيهات أقوى من المتوقع.

وقالت وانغ تاو، كبيرة خبراء الاقتصاد الصيني في «يو بي إس»: «من المتوقع أن يواجه اليوان ضغوطاً لخفض قيمته؛ ليس فقط من زيادات التعريفات، ولكن أيضاً من الدولار الأقوى بشكل كبير... ولكن رغم هذه التحديات، فإننا نعتقد أن الحكومة الصينية عازمة وقادرة على إدارة خفض قيمة معتدل نسبياً».

وقبل فتح السوق حدد بنك الشعب الصيني سعر النقطة الوسطى الذي يسمح لليوان بالتداول حوله في نطاق 2 في المائة عند 7.1887 للدولار، وهو ما يزيد بمقدار 1548 نقطة عن تقديرات «رويترز».

وافتتح اليوان الفوري عند 7.3250 للدولار، وكان في آخر تداول منخفضاً بمقدار 31 نقطة عن إغلاق الجلسة السابقة عند 7.3315 يوان للدولار اعتباراً من الساعة 02:26 بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2023.

وقالت وانغ إنها تتوقع أن يتم التحكم في سعر الصرف حول 7.4 للدولار على الأقل خلال النصف الأول من العام، وإذا تم الإعلان عن زيادات التعريفات الجمركية، فقد يضعف اليوان إلى 7.6 للدولار بحلول نهاية العام.

ونفى ترمب، الذي يتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، تقريراً صحافياً قال إن مساعديه كانوا يستكشفون خطط التعريفات الجمركية التي ستغطي الواردات الحرجة فقط، مما أدى إلى تعميق حالة عدم اليقين بين قادة الأعمال بشأن سياسات التجارة الأميركية المستقبلية.

ومن جانبه، انخفض مؤشر «إم إس سي آي» الذي يتتبع عملات الأسواق الناشئة 0.3 في المائة في الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش بعد جلستين من المكاسب، مع ضعف أغلب العملات الأوروبية الناشئة مقابل الدولار وانخفاض الليرة التركية 0.2 في المائة.

وفي جنوب أفريقيا، ضعف الراند بنسبة 0.8 في المائة بعد مكاسب في الجلسة الماضية، وانخفض مؤشر الأسهم الرئيس في البلاد بنسبة 0.5 في المائة بعد أن أظهر مسح مؤشر مديري المشتريات المحلي أن نشاط التصنيع انخفض للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وصعد الدولار الأميركي قليلاً خلال اليوم مع ارتفاع عائدات الخزانة على نطاق واسع بعد أن أشار أحدث تقرير لبيانات الوظائف إلى سوق صحية باستمرار يوم الثلاثاء، مما خفف الآمال في عدة تخفيضات لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

وانخفض الدولار الأميركي في وقت سابق من هذا الأسبوع رغم نفي الرئيس المنتخب دونالد ترمب للتقارير التي تفيد بأن التعريفات الجمركية التي يعتزم فرضها ستكون أقل صرامة، وهو ما رفع مؤشر العملات الناشئة.

وقال هاري ميلز، مدير «أوكو ماركتس»، مسلطاً الضوء على التحركات الحادة في البيزو المكسيكي واليوان الصيني: «إذا كانت حقيقة التعريفات الجمركية أقل مما قاله ترمب خلال الأشهر الثلاثة الماضية أو نحو ذلك، فقد تشهد العملات الناشئة ارتفاعاً وتخفيفاً للآثار التي عانت منها في الشهرين الماضيين».

وكان اليورو مستقراً أو مرتفعاً مقابل أغلب عملات أوروبا الناشئة، حيث بلغ أعلى ارتفاع له 0.2 في المائة مقابل الزلوتي البولندي. وكان أداء الأسهم البولندية أضعف من نظيراتها بانخفاض 0.4 في المائة.

وكان الروبل قد ارتفع في أحدث تعاملات بنسبة 2.1 في المائة مقابل الدولار، ليتجه للجلسة الخامسة من المكاسب، رغم أن التداول كان ضعيفاً حيث تحتفل روسيا بعطلة عامة حتى التاسع من يناير. كما ارتفع الشلن الكيني بنسبة 0.5 في المائة مقابل الدولار.

وانخفض مؤشر أسهم الأسواق الناشئة الأوسع نطاقاً بنسبة 0.8 في المائة ويتجه صوب أول خسارة له في أربع جلسات، مع هبوط الأسهم الآسيوية ذات الأوزان الثقيلة.

وقال ميلز «إذا رأينا رقماً قوياً للغاية لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من الأسبوع، فإن هذا من شأنه أن يعطي المزيد من الارتفاع للدولار الأقوى».

وأنهت أغلب الأسواق الناشئة الربع الأخير على نغمة قاتمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن البنك المركزي الأميركي اتخذ موقفاً متشدداً وتوقع تخفيضات أقل من المتوقع في السابق هذا العام.