الكنيست يمنع نائبين عربيين من السفر إلى أميركا وأوروبا

TT

الكنيست يمنع نائبين عربيين من السفر إلى أميركا وأوروبا

قررت لجنة السلوك في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، منع نائبين عربيين من «القائمة المشتركة»، هما يوسف جبارين، وحنين زعبي، من السفر إلى الخارج لتقديم محاضرات والمشاركة في ندوات أمام منظمة «صوت يهودي من أجل السلام» (Jewish Voice for Peace)، وهي منظمة أميركية تدعو إلى ممارسة نشاطات لمقاطعة إسرائيل بسبب ممارساتها في المناطق الفلسطينية المحتلة، ونشاطات أخرى في أوروبا.
وأكد رئيس اللجنة، النائب يتسحاق فاكنين من حزب المتدينين الشرقيين (شاس)، أن اللجنة طلبت معلومات حول المنظمة من وزارة الشؤون الاستراتيجية، التي أدرجت اسم المنظمة على قائمتها السوداء. وقال جبارين معقباً: إن «قرار اللجنة يشكل مساً صارخاً بحريتي في العمل السياسي بصفتي منتخباً جمهوراً. من دون تمويل من المنظمة التي دعتني لن أتمكن من السفر، بسبب التكلفة الباهظة للرحلة وجولة المحاضرات. هذا نشاط يشكل جزءاً جوهرياً من منصبي عضواً في المعارضة، ولا يتقبل الوعي منعي من ذلك». وأضاف: إن «اليمين منزعج إلى أبعد الحدود من نشاطنا وعملنا على الساحة الدولية، ويبحث عن كل وسيلة من أجل منعنا من مواصلة هذا النشاط وعدم إيصال صوتنا للعالم». وينوي جبارين الالتماس إلى المحكمة العليا ضد القرار وضد البند الذي سمح للجنة بمنعه من السفر.
وكانت زعبي قدمت طلباً للموافقة على تمويل سفر إلى آيرلندا عبر جمعية التضامن الآيرلندية - الفلسطينية لإلقاء محاضرات سياسية، فرفضت اللجنة طلبها. وقالت إن «هذا الرفض هو تدخل سياسي في العمل البرلماني الجماهيري، ويحول لجنة السلوكيات إلى لجنة سياسية غير محايدة بامتياز، والأخطر أنها لا تتدخل في عمل كل أعضاء الكنيست، وإنما في عمل قسم من أعضاء الكنيست، الذين يحملون آراء سياسية معينة. وهو موجه بالأساس ضد النواب العرب».
المعروف أن وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية أعدت لائحة سوداء تضم الكثير من المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية بسبب دعوتها لمقاطعة إسرائيل ودعمها لحركة المقاطعة BDS. وبهذه الطريقة فرضت على النواب وكبار الموظفين الإسرائيليين تلقي أي دعوة للمشاركة في نشاطاتها، في حال كان تمويل السفر يتم عن طريقها. ووصفت زعبي «القائمة السوداء» بالنهج الفاشي، وقالت: «نحن فعلاً في دولة تتصرف بنهج فاشي مع جملة قوانين عنصرية».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.