واشنطن تحمل روسيا مسؤولية تسميم الجاسوس السابق في بريطانيا

موسكو: اتهامات لندن «زائفة» ولا يمكن القبول بها

نيكي هايلي المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة تتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة حول تسميم الجاسوس الروسي السابق (آ.ب)
نيكي هايلي المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة تتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة حول تسميم الجاسوس الروسي السابق (آ.ب)
TT

واشنطن تحمل روسيا مسؤولية تسميم الجاسوس السابق في بريطانيا

نيكي هايلي المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة تتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة حول تسميم الجاسوس الروسي السابق (آ.ب)
نيكي هايلي المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة تتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة حول تسميم الجاسوس الروسي السابق (آ.ب)

حملت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، موسكو مسؤولية تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا.
وقالت خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن طلبته بريطانيا اليوم (الأربعاء) إن "الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا مسؤولة. هذه ليست حادثة منعزلة"، مؤكدة تضامن بلادها "تماما" مع المملكة المتحدة، داعية روسيا للتعاون مع التحقيقات التى تجريها بريطانيا.
من جانبه، وصف المندوب البريطاني تسميم الجاسوس الروسي بــ"السلوك المتهور" ضد المملكة المتحدة، مشيرا إلى أن "روسيا مسؤولة عن الحادثة".
وأضاف "وافقنا على مساعدة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في التحقيقات"، مردفا "لم نحصل على رد روسي حول وصول المادة السامة لـبريطانيا". وأكد أن "روسيا لديها تاريخ معروف في انتهاك القانون الدولي، ولم تمتثل لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية".
ودان المندوب الفرنسي الهجوم، معبرا عن تضامن بلاده مع الحليف البريطاني. وتابع: "لا يمكن القبول باستخدام الأسلحة الكيماوية، ويجب اخضاع من يستخدمها للمساءلة"، داعياً لبذل كل الجهود لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وقال مندوب الكويت "ندين أي استخدام أو حيازة أو نقل للأسلحة الكيماوية".
وطالب مندوب غينيا الاستوائية باخضاع المسؤولين عن الهجوم للمساءلة.
وعبّر مندوب بيرو عن قلق بلاده الشديد إزاء الهجوم. وقال: لا بد من التحقيق في الحادثة في إطار القانون الدولي".
وشدد مندوب السويد على خطورة هذه الحادثة، وضرورة محاسبة المسؤولين عنها.
وقال المندوب الروسي إن "اتهامات بريطانيا "زائفة وغير مبررة" ولا يمكن القبول بها. ليس هناك أدلة تثبت تورط موسكو في الحادثة"، مطالبا بأدلة مادية تربط الاتهامات بروسيا، داعيا لآلية تحقيق مشتركة، ومبديا استعداد بلاده للمشاركة به.
وتابع: "بريطانيا هي المصدر المحتمل لهذا السلاح الكيماوي، والمهلة لا معنى لها لأنه جاءت بنبرة التهديد".
وأضاف المندوب الروسي: "بريطانيا تحاول تشويه سمعة روسيا"، مؤكدا أن "طرد الدبلوماسيين الروس لن يمر دون رد فعل من موسكو".



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.