العطار السعودي باسل بن جابر: الموضة والسفر مصدرا إلهام لا ينضب

عندما أطلق الشاب السعودي باسل بن جابر مجموعة عطور تعبق بسحر الشرق وغموضه في محلات «سيلفريدجز» بلندن، لم يكن الأمر مسبوقاً. وبالتالي، لم يتوقع أحد نجاحه، فقد كان ينافس أسماء عالمية رسخت مكانتها لعقود، ومن الصعب زحزحتها عنها، لكن هذا تحديداً ما قام به؛ لم يزحزح بعضها التي تحمل أسماء شركات وبيوت الأزياء عريقة، لكنه تفوق على بعضها الآخر، بدليل أن حركة البيع في الركن المخصص له لا تتوقف. وقد ورث باسل شغفه بالعطور عن والده، هذا الشغف الذي شجعه أن يدخل التحدي بماركة «ثمين»، التي كما يدل اسمها تُعبر عن المكونات الفخمة التي تدخل في كل عطر من عطوره، التي قد يصل سعر بعضها إلى 2750 جنيهاً إسترلينياً.
إلى جانب أن العطار السعودي الشاب مسكون بالعطور وخلطاتها، فهو أيضاً متتبع للموضة وتطوراتها، ومنفتح على الحياة والثقافات المتنوعة؛ يقول إنه يعتبر الموضة قراءة في حضارات الشعوب، كذلك السفر بالنسبة له مهم ومُلهم في الوقت ذاته، فمن خلاله يمكن الاستفادة من ثقافات الغير، والتعرف عليها من خلال روائح توابلها وألوانها.
- أنا مواكب لتطورات الموضة، لكن يبقى أسلوبي الخاص عموماً كلاسيكياً. فأنا لا أختار أزيائي لأنها موضة لا بد منها، بل أحب أن يُعبر كل شيء ألبسه عني، ومن دون أي مبالغة، بمعنى أن تكون لكل قطعة وظيفة، وليست مجرد إضافة للزينة.
- آخر شيء اشتريته كان قميصاً أبيض، فهو من الأساسيات بالنسبة لي، ولا يمكن الاستغناء عنه. فإلى جانب أنه بسيط، لا يعترف أيضاً بزمن، ويناسب كل المناسبات.
- أغلى شيء اشتريته لنفسي كان منذ عهد بعيد، وكان عبارة عن ساعة يد، ما زلت أحتفظ وأعتز بها، فهي لا تقدر بثمن بالنسبة لي لأنها ترتبط بشيء معين يلمسني، وهو ما أراه ضروري في حياتنا حالياً: أن تتوفر لنا لحظات أو أشياء تتحول إلى ذكريات ومشاعر ثمينة.
- أغلى هدية تلقيتها حتى الآن كانت كتاباً بعنوان «كيف تصبح رئيساً تنفيذياً»، حصلت عليه كهدية في بداية حياتي المهنية، وتعلمت منه الكثير. وفي الحقيقة، ما زلت أتذكر كثيراً من المقولات التي جاءت فيه وأطبقها؛ ما زلت أتذكر مثلاً ما قاله الكاتب: «عندما تسافر مع مديرك على الطائرة نفسها، اعمل المستحيل لكي لا تجلس جنبه، لأنك ستحتاج أن تستفيد من وقتك وتستغله في شيء مُثمر ومجدي».
- عندما أقرر شراء أي شيء لي، فإني أفكر أولاً في جودته قبل أن آخذ قراري.
- ليس لدي مصمم مفضل أو خياط خاص، فأنا أختار القطع بغض النظر عمن صممها. وأولويتي تنصب على الجودة والتفرد، لكني بين الفينة والأخرى أشتري من «أرماني» لأني أجد طريقته في التفصيل رائعة، كذلك اختياره للأقمشة.
- عطري المفضل هو «مون أوف بارودا» لأني أحب العطور الخشبية، وهو مصنوع من نوع مثير من خشب الأرز، أجد أنه يتناغم مع بشرتي.
- أول عطر اشتريته كان من شركة «إسكادا»، لكن الدار توقفت للأسف عن صنعه منذ 20 عاماً تقريباً.
- أول ساعة اشتريتها كانت من ماركة «سانتشري» Century، كانت بتصميم فريد ووظائف تقنية مميزة، كانت جميلة شكلاً ومضموناً.
- أجمل الذكريات المترسخة في مخيلتي عندما كانت طفلاً صغيراً أن أتقفى أثر والدي في شوارع الرياض الخلفية من خلال رائحته، كان متميزاً بعطره الشخصي الذي يمزج فيه ورد الطائف بورد تركيا بخلطة خاصة به.
- لندن تثيرني، فهي عاصمة تحتضن ثقافات متنوعة، والأجواء فيها مرحبة بالآخر، إضافة إلى إيقاعها السريع وديناميكيتها؛ في كل مرة أزورها أكتشف وجهاً جديداً من وجوهها.
- أما مدينتي المفضلة، فهي مراكش المغربية؛ أعشق التجول في أسواقها القديمة، وتشدني مآثرها التاريخية وتنوع ثقافاتها وطبيعتها. فضلاً عن كل هذا، لم أر حسن ضيافة يضاهيها في أي مدينة أخرى. فالثقافة عادة تعتمد على 3 عناصر، هي: المعمار والمطبخ والأزياء. وقد نجد مدناً تتوفر على عنصر أو عنصرين، لكن مراكش تتوفر على العناصر الثلاثة، بدليل أن أهلها لا يزالون يرتدون الأزياء نفسها التي كان أجدادهم يرتدونها منذ آلاف السنين، وتبدو مناسبة للعصر، كما تحكي عدة حكايا.
من ناحية معمارها، فهناك ثراء ثقافي وفني لا مثيل لهما، فكل بيت من البيوت القديمة، وتُسمى بالرياضات، يتمتع بنكهة تقليدية خاصة ومختلفة لا تتوفر في فنادق الخمس نجوم.
- بالنسبة لي، لا بد من زيارة جبال الأطلس، قصر الباهيا وفندق المامونية، وطبعاً المشي بين أزقة المدينة القديمة.
- أجمل تذكار اشتريته في إحدى سفرياتي ولم أندم عليه أبداً هو باب يعود تاريخه إلى 130 عاماً، اشتريته من مراكش. ويمكنني القول بكل ثقة إنه تحفة فنية مصنوعة باليد، ومنقوش بالخط العربي بالذهب. هذه القطعة تجسد بالنسبة لي كل شيء أحبه في هذه المدينة: التاريخ، والتصميم، والثقافة، والمهارة اليدوية. كل مرة أنظر وأتمعن فيه، يأخذني إلى عالم انبهرت به منذ أول زيارة.
- مطعمي المفضل هو «لابوتيت ميزون» بلندن، فأطباقهم محضرة بطريقة صحية. أما طبقي المفضل، فهو «بوراتا» الجبنة الإيطالية التي تشتهر بها منطقة بوغليا.
- عندما أسافر، يمكنني أن أستغنى عن أي شيء سوى شفرة حلاقة صغيرة؛ مهم بالنسبة لي أن يكون الرجل أنيقاً وفي حلة جيدة.
- آخر كتاب قرأته كان عن الصحة، بعنوان «ذي ويت بيللي» (بطن القمح)، للكاتب ويليام ديفيس؛ إنه كتاب مهم عن مخاطر تناول القمح المعدل وراثياً، وقد فتح أعيني على طرق الأكل الصحي عموماً.
- يوم جيد بالنسبة لي هو يوم يجمع 3 أشياء أعشقها: قهوتي الصباحية المفضلة، ثم الشوكولاته، والعطور؛ إذا اجتمعت هذه الأشياء، فإني أكون في قمة السعادة.