الجيش اليمني يتقدم في نهم والبيضاء والضالع ويقتل 44 متمرداً

إحباط عملية بحرية للميليشيات قبالة الخوخة وصد هجمات في الجوف

طفلتان تنتظران تلقي التلقيح ضد مرض الخناق (الديفتيريا) في صنعاء أمس (رويترز)
طفلتان تنتظران تلقي التلقيح ضد مرض الخناق (الديفتيريا) في صنعاء أمس (رويترز)
TT

الجيش اليمني يتقدم في نهم والبيضاء والضالع ويقتل 44 متمرداً

طفلتان تنتظران تلقي التلقيح ضد مرض الخناق (الديفتيريا) في صنعاء أمس (رويترز)
طفلتان تنتظران تلقي التلقيح ضد مرض الخناق (الديفتيريا) في صنعاء أمس (رويترز)

أحبط الجيش اليمني المسنود بقوات التحالف العربي الداعم للشرعية، أمس، هجوماً بحرياً لميليشيات الانقلاب الحوثي قبالة سواحل مديرية الخوخة المحررة قبالة الساحل الغربي، على وقع معارك وضربات للطيران في جبهات الحديدة ونهم والجوف والضالع وميدي والبيضاء. وأدت الضربات الجوية لطيران التحالف إلى مقتل 60 متمرداً على الأقل في جبهة الساحل الغربي جنوب الحديدة في اليومين الأخيرين، فيما أسفرت معارك أمس عن مقتل 44 حوثياً في نهم والضالع والبيضاء في ظل تقدم للجيش مكّنه من استعادة عدد من المواقع.
وأفادت مصادر الجيش الرسمية بأن قواته المسنودة بالمقاومة التهامية أفشلت هجوماً بحرياً للميليشيا الحوثية على مدينة الخوخة، عن طريق 3 زوارق صيد حاولت الاقتراب من ساحل المدينة المحررة. وذكر موقع الجيش الرسمي «سبتمبر نت» أن القوات خاضت معارك مع الميليشيات المهاجمة أسفرت عن مقتل جميع عناصر الحوثي وتدمير الزوارق المستخدمة في الهجوم.
وجاءت محاولة مباغتة قوات الشرعية في الخوخة من قبل الميليشيات عبر البحر، غداة فشل الانقلابيين الموالين لإيران في إطلاق صاروخ باليستي لاستهداف مديرية حيس المجاورة جنوب الحديدة، من موقع الإطلاق في مديرية باجل. وسقط الصاروخ وفقاً للمصادر الرسمية على بعد 15 كيلومتراً خلف جبل الشريف، عقب إطلاقه من إحدى المناطق الريفية في المديرية ذاتها، في حين شنت الميليشيات بالتزامن قصفاً مكثفاً بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا على منازل المواطنين في مديرية حيس.
وفي هذه الأثناء، قال المركز الإعلامي للواء العمالقة «إن سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية في مديرية الجراحي شملت مزارع ومنطقة المحوى شرقي المديرية، ومواقع في مزارع الباشا، ونعمان مطيع، والمسعودي، وبالقرب من المجمع الحكومي، بالمديرية ذاتها. وأسفرت الضربات عن مقتل 60 عنصراً حوثياً وجرح العشرات (نحو 8 أطقم قتالية) وضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر.
إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السابعة العقيد عبد الله الشندقي، إن معارك ضارية خاضتها قوات الجيش، أمس، مع ميليشيات الحوثي في نهم «أسفرت عن تحرير سلسلة جبال رياعين، وجبال الأدمغ ومقتل 26 متمرداً وجرح العشرات، إضافة إلى تدمير 3 أطقم ومدرعتين وعدد من الأعيرة والأسلحة والذخائر».
وفي محافظة البيضاء، قالت المصادر العسكرية الرسمية إن 9 انقلابيين لقوا مصرعهم برصاص الجيش إثر تجدد المعارك في مديرية ناطع شرق المحافظة. وسقط قتلى الميليشات خلال مواجهات عنيفة دارت في محيط جبال الحمراء وصوران وساحة. غربي ناطع، بالتزامن مع ضربات جوية للتحالف على مواقع المتمردين في شعب لبان في المديرية ذاتها.
وفي جبهة ميدي شمال غربي حجة الحدودية، قُتل وأصيب عدد من عناصر ميليشيات الحوثي، برصاص قوات الجيش، إضافة إلى أسر آخرين، عقب محاولتهم التسلل لسحب جثث قتلى سابقين جنوب شرقي المدينة، بينهم جثة القيادي الميداني «أبو حيدرة».
كذلك، اشتدت وتيرة المعارك بين قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف وبين ميليشيا الحوثي الانقلابية، أمس، في جبهات عدة بمحافظة الجوف الحدودية. وقال موقع الجيش اليمني إن معارك عنيفة شهدتها عدة جبهات ميدانية في مديريتي المتون والمصلوب اندلعت عقب هجمات للميليشيا الحوثية صدتها قوات الجيش وأجبرتها على التراجع والفرار. وتزامن ذلك مع قصف مدفعي للجيش على مواقع الميليشيات في جبهة مزوية، وسلسلة جبال حام، شمالي المتون، ومواقع أخرى للميليشيات في منطقة الساقية، بمديرية المصلوب، ما أسفر -حسب الموقع الرسمي- عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الانقلابيين، إضافة إلى تدمير طاقم قتالي بجبهة حام. وأضاف أن المقاتلات شنت أكثر من 10 غارات جوية بموازاة المعارك استهدفت تجمعات وآليات قتالية للميليشيات في المصلوب والمتون، كما أدت غارات جوية أخرى استهدفت مواقع في بوابة معسكر حام، إلى تدمير آلية قتالية حوثية.
وفي محافظة الضالع، صدت القوات هجوماً لميليشيات الحوثي في قطاع يعيس، بجبهة مريس، شماليّ المحافظة، كان يستهدف موقع الأساس. وأفاد الموقع الرسمي للجيش بأن المعارك أدت إلى قتل 9 من عناصر الميليشيات وإصابة 6 آخرين، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بجميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة بين قوات الجيش بقطاع يعيس، وبين الميليشيا الحوثية من مواقع تمركزها في جبل التهامي، وبيت مدره، ونجد القرين، جنوبي مديرية دمت.
وعلى صعيد منفصل، قال المستشار العسكري للرئيس اليمني والقائم بأعمال وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، إن القوات المسلحة والأمن لن تتهاون مع المخربين وقطّاع الطرق وكل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار. وأضاف خلال اجتماع، أمس، مع أعضاء «اللجنة الأمنية العليا» في مدينة مأرب، أن أمن الخطوط والطرق خط أحمر، ولا يمكن التهاون أو المساومة فيه، وكل من يتورط في انتهاكه سيواجَه كعدو لا يختلف عن الانقلابيين. وأكد المقدشي أن التحديات الماثلة أمام الشرعية اليوم تستوجب المزيد من اليقظة والتنسيق والجاهزية المستمرة، وتفعيل كل الطاقات بما يخدم قوة الدولة وهيبتها وخدمة وحماية المواطنين بالدرجة الأولى. وقال إن غاية الدولة تتمثل في الوصول إلى دولة مستقرة والقضاء على الإرهاب بكل أشكاله وأجندته الظلامية أينما وُجد، بالتعاون مع دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.