ماتيس يصل إلى كابل في زيارة غير معلنة

تأتي الزيارة بعد ملاحظة أميركا اهتماماً من طالبان بإجراء محادثات سلام

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أثناء وصوله إلى العاصمة الأفغانية كابل (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أثناء وصوله إلى العاصمة الأفغانية كابل (رويترز)
TT

ماتيس يصل إلى كابل في زيارة غير معلنة

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أثناء وصوله إلى العاصمة الأفغانية كابل (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أثناء وصوله إلى العاصمة الأفغانية كابل (رويترز)

وصل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس صباح اليوم (الثلاثاء)، إلى كابل في زيارة غير معلنة مسبقاً، بعد أسبوعين على تقديم الرئيس الأفغاني أشرف غني عرضاً لحركة طالبان لبدء مفاوضات سلام.
وأفاد ماتيس متحدثاً إلى صحافيين في الطائرة العسكرية التي كانت تقله: «قد لا يأتي جميع طالبان دفعة واحدة، لكن من الواضح أن بعض العناصر من بينهم، مهتمون بإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية».
وعرض أشرف غني في نهاية فبراير (شباط) على حركة طالبان إجراء مفاوضات سلام بشروط، غير أن الحركة لم تبدِ حتى الآن استعداداً لقبول العرض، واعتبرت في رد فعل أول على «تويتر» أن العرض أشبه بدعوة إلى «الاستسلام».
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون غربيون في كابل، إن اتصالات تجرى عبر وسطاء بهدف الاتفاق على قواعد أساسية ومجالات محتملة للنقاش حول عقد محادثات محتملة ولو مع عناصر من طالبان.
غير أن المتشددين الذين سيطروا على مركز إقليمي في غرب أفغانستان هذا الأسبوع، لم يعطوا أي إشارة علنية تدل على قبول عرض الرئيس، بل وأصدروا عدة بيانات توحي بأنهم يعتزمون مواصلة القتال.
وعززت الولايات المتحدة مساعدتها للجيش الأفغاني وكثفت ضرباتها الجوية ضد طالبان، في إطار استراتيجية جديدة في المنطقة أعلنتها العام الماضي، في محاولة لكسر حالة الجمود وإجبار المتشددين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأفاد ماتيس بأن الهدف هو إقناع متشددي طالبان بأنهم لا يستطيعون إحراز النصر، وهو ما يأمل أن يدفعهم نحو المصالحة.
لكن مقاتلي طالبان يسيطرون على مساحات كبيرة من البلاد، بينما تعاني الحكومة الأفغانية نفسها انقساماً شديداً، ويسقط آلاف الجنود والمدنيين الأفغان قتلى سنوياً.
ومن المقرر أن تستضيف أوزباكستان مؤتمراً للسلام في أفغانستان الشهر الحالي، حيث من المتوقع أن يدعو المشاركون إلى محادثات مباشرة بين طالبان وحكومة غني.
وطرح الرئيس شرطاً مسبقاً على المتمردين وهو تطبيق وقف إطلاق نار والاعتراف بدستور عام 2004، وعرض عليهم في المقابل الاعتراف بالحركة حزباً سياسياً وضمان سلامة الذين يقبلون العرض.
وكانت حركة طالبان قد دعت قبل ذلك الولايات المتحدة إلى خوض «محادثات» مباشرة مع ممثليها، متجاهلة السلطات الأفغانية.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير نشر أمس (الاثنين)، أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من منازلهم في أفغانستان منذ بداية العام، بسبب الصراع المستمر.
وقد نزح 30672 مواطناً في الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) الماضي حتى 11 مارس (آذار) الحالي، بحسب التقرير. وتم تسجيل أعلى عدد نازحين في إقليمي قندوز وتخار.
ويشار إلى أن الصراع أسفر عن نزوح أكثر من 445 ألف شخص في أفغانستان العام الماضي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.