صحيفة سودانية تتهم جهاز الأمن بمنعها من التوزيع

TT

صحيفة سودانية تتهم جهاز الأمن بمنعها من التوزيع

قررت صحيفة سودانية الدخول في احتجاج مفتوح ورفع دعوى دستورية ضد جهاز الأمن والمخابرات، احتجاجاً على مصادرتها بعد الطباعة طوال الأسبوع الماضي، وحرمانها من الإعلان الحكومي، دون إبداء أسباب، فيما منع رجال أمن بثياب مدنية دخول كاميرات الصحافيين لتصوير وقائع مؤتمر صحافي دعت له هيئة تحرير الصحيفة.
وقال ناشر ورئيس تحرير صحيفة «التيار» المستقلة عثمان ميرغني للصحافيين والمراسلين، أمس، إن جهاز الأمن والمخابرات استخدم طوال الأسبوع الماضي نوعاً مبتكراً من أنواع «مصادرة الصحف» مع صحيفته، عن طريق احتجازها بعد اكتمال طباعتها، للحؤول دون وصولها إلى منافذ التوزيع في وقت مناسب، ما سبب له خسائر مادية فادحة، ومنع وصول الصحيفة إلى قرائها. وأوضح أن هيئة تحرير الصحيفة قررت دخول العاملين فيها في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من الأسبوع المقبل، والشروع في إجراءات تقاضٍ لدى المحكمة الدستورية ضد جهاز الأمن والمخابرات، احتجاجاً على «المصادرة غير المعلنة».
وأثناء محاولتهم دخول مقر الصحيفة، رفض أشخاص بثياب مدنية دخول كاميرات الصحافيين والقنوات الفضائية، وأمروا المصوّرين بمغادرة المكان.
وقال ميرغني إن صحيفته تعرضت لمضايقات عديدة منذ تولي مدير جهاز الأمن الحالي صلاح عبد الله «قوش» مهام منصبه. وأضاف: «حاولنا تجاهل تلك المضايقات حتى لا تسجل في عهده (قوش) انتهاكات لحرية الصحافة، وأملنا خيراً بعودته إلى الجهاز، وقابلناه بكتابة منفتحة أملاً في عهد جديد من الحريات، بيد أننا وجدنا أنفسنا مضطرين للخيارات التصعيدية بسبب تعرض (التيار) للمصادرة ولحماية الحريات الصحافية».
وسبق أن علّق جهاز الأمن صدور صحيفة «التيار» لأجل غير مسمى لمرتين، بيد أنها حصلت على حكمين بعدم دستورية المصادرة الأمنية من قبل المحكمة الدستورية.
ولا يعد الإضراب عن الطعام الذي قرره العاملون في الصحيفة الأول في تاريخها، إذ نفذ العاملون والصحافيون في «التيار» في مارس (آذار) 2016 إضراباً عن الطعام استمر أياماً احتجاجاً على المصادرات المتعددة لها وتعليق صدورها دون إبداء أسباب.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.