«رئاسية مصر»: مقرَّا المرشحَين... هدف لزيارات السفراء ونقطة انطلاق المسيرات

المنسق العام لحملة السيسي محمود كارم يتوسط سفير الصين بالقاهرة سونج آيغوه وسفير سنغافورة بريمجت سداسيفان أمام مقر الحملة الرسمية («الشرق الأوسط»)
المنسق العام لحملة السيسي محمود كارم يتوسط سفير الصين بالقاهرة سونج آيغوه وسفير سنغافورة بريمجت سداسيفان أمام مقر الحملة الرسمية («الشرق الأوسط»)
TT

«رئاسية مصر»: مقرَّا المرشحَين... هدف لزيارات السفراء ونقطة انطلاق المسيرات

المنسق العام لحملة السيسي محمود كارم يتوسط سفير الصين بالقاهرة سونج آيغوه وسفير سنغافورة بريمجت سداسيفان أمام مقر الحملة الرسمية («الشرق الأوسط»)
المنسق العام لحملة السيسي محمود كارم يتوسط سفير الصين بالقاهرة سونج آيغوه وسفير سنغافورة بريمجت سداسيفان أمام مقر الحملة الرسمية («الشرق الأوسط»)

تعكس المقرات الانتخابية للمرشحَين الوحيدين في الانتخابات الرئاسية في مصر جزءاً كبيراً من الأوزان النسبية والقدرات الفعلية لكل منهما على أرض الواقع، وفي الوقت الذي تعمل فيه الحملة المركزية للرئيس الحالي والساعي لولاية ثانية عبد الفتاح السيسي من فيلا بضاحية التجمع الخامس «الراقية»، يمارس أعضاء حملة الطرف الثاني في الانتخابات موسى مصطفى موسى، عملهم من المقر الحالي لحزب الغد (الذي يترأسه موسى) في أحد الشوارع متوسطة المستوى في منطقة وسط القاهرة.
ليس فقط الموقع الجغرافي لحملتَي المرشحين في الانتخابات، هو التعبير الوحيد عن حالة التنافسية، بل إن طبيعة الزائرين والأنشطة كذلك، تشير إلى نتائج تكاد تكون محسومة في الانتخابات التي تنطلق بالنسبة إلى المصريين في الخارج بدايةً من يوم الجمعة المقبل، وتستمر على مدار 3 أيام، وتُجرى للناخبين في الداخل في نفس المدة الزمنية على أن تنطلق في 26 مارس (آذار) الجاري.
وأصبحت حملة السيسي هدفاً لزيارات عدد من السفراء، الذين توافدوا للقاء القائمين عليها، وبدا مقر الحملة كما لو أنه جهة رسمية رئاسية، في إشارة ذات دلالة على ثقة المسؤولين الأجانب في فوز سهل للسيسي.
وتسجل قائمة ضيوف مقر حملة السيسي أسماء سفراء، الصين، واليابان، وسنغافورة، والهند، فضلاً عن وفد من سفراء أميركا اللاتينية، وكذلك الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة.
على الجهة الأخرى، فإن البيانات الرسمية لحملة موسى مصطفى موسى، تشير إلى استقباله أكثر من وفد من «المجلس المصري للقبائل العربية» الذي يترأسه المرشح الرئاسي نفسه.
وفيما يتعلق بالأنشطة، فإن حملة موسى كانت نقطة انطلاق لمسيرتَي تأييد للرجل، وفي الوقت الذي لم يصل فيه عدد المشاركين في المسيرة الأولى التي انطلقت قبل أسبوع إلى أكثر من 30 شخصاً، جاءت المسيرة الثانية، أمس، بزيادة نسبية مقارنةً بما سبقتها، وكان المرشح بين مؤيديه الذين لم يتجاوزوا المئات.
وقال موسى، في تصريحات على هامش مشاركته في مسيرة أنصاره، أمس، إنه يأمل أن «تتخطى مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة أكثر من 30 مليون ناخب لوقف المؤامرات التي تستهدف إفشال العملية الانتخابية»، مضيفاً: «إنني والرئيس عبد الفتاح السيسي نخوض الانتخابات من أجل مصر وليس لأي مصلحة أخرى».
ورغم أن حملة السيسي لم تكن موقعاً لانطلاقة أي فعاليات جماهيرية منذ بدء عملها، فإن الحملات الفرعية في المحافظات كانت محور تلك الأنشطة، وأصبحت الصفحة الرسمية للحملة هي المساحة الإعلانية للرسمية للترويج لتلك الأنشطة، وإضفاء الصبغة الرسمية عليها.
المؤتمرات الصحافية لكلا المرشحين، تبدو هي الأخرى ذات دلالة، ففي حين نظمت الحملة الرسمية للسيسي مؤتمرين صحافيين للإعلان عن عملها ونشاطها في قاعة أحد الفنادق الكبرى القريبة من مقر الحملة، لم تخرج مؤتمرات حملة مصطفى موسى عن نطاق وسط القاهرة، داخل مقر حزب الغد أيضاً.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.