واشنطن ترحب بقمة كورية ـ كورية مرتقبة

الأولى منذ 11 سنة... وبيونغ يانغ «مستعدة» للتخلي عن أسلحتها النووية

صورة للزعيم الكوري الشمالي برفقة وفد كوري جنوبي في بيونغ يانغ أمس (أ.ف.ب)
صورة للزعيم الكوري الشمالي برفقة وفد كوري جنوبي في بيونغ يانغ أمس (أ.ف.ب)
TT

واشنطن ترحب بقمة كورية ـ كورية مرتقبة

صورة للزعيم الكوري الشمالي برفقة وفد كوري جنوبي في بيونغ يانغ أمس (أ.ف.ب)
صورة للزعيم الكوري الشمالي برفقة وفد كوري جنوبي في بيونغ يانغ أمس (أ.ف.ب)

اتفق زعيما الكوريتين على عقد قمة ثالثة بين بلديهما في أبريل (نيسان) المقبل في المنطقة منزوعة السلاح، فيما أبدت بيونغ يانغ استعدادها للتخلي عن أسلحتها النووية في حال ضمان أمن نظامها، بحسب ما أعلنت سيول.
ورحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهذه الخطوة النوعية، مشيرا إلى «تقدم محتمل» ومشيدا بـ«الجهد الجدي» من جانب جميع الأطراف المعنيين. بدورها، قالت الرئاسة الكورية الجنوبية إن الشمال منفتح على مفاوضات «صريحة» مع الولايات المتحدة حول نزع السلاح النووي، وإنّه سيعلق تجاربه النووية والصاروخية خلال فترة الحوار.
وتتعرض كوريا الشمالية لمجموعة عقوبات فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على خلفية برنامجيها النووي والباليستي، إلا أنّ بيونغ يانغ تؤكد على الدوام أن أنظمتها الدفاعية غير قابلة للتفاوض.
إلا أن تشونغ أوي - يونغ مستشار الرئيس الكوري الجنوبي، الذي أجرى محادثات طويلة الاثنين مع كيم جونغ أون، قال إن بيونغ يانغ مستعدة للتخلي عن برنامجيها النووي والباليستي إذا تم ضمان أمنها القومي وأمن قيادتها.
وعلى الرغم من إيجابية الطرح فإن الشرط يبقى عقبة يصعب تخطيها نظرا إلى أن بيونغ يانغ تعتبر نفسها عرضة لاجتياح أميركي منذ توقف النزاع الكوري (1950 - 1953) باتفاق هدنة، مما يعني أن البلدين لا يزالان رسميا في حالة حرب.
وأعلنت سيول أن القمة بين الكوريتين ستعقد نهاية أبريل في قرية بانمونجوم، وسط المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل الشمال عن الجنوب. وفي حال أكّد الشمال هذا الأمر، فستكون القمة الثالثة بين البلدين بعد قمتين في العامين 2000 و2007.
وأوضح تشونغ أوي يونغ أن اللقاء ستسبقه مكالمة هاتفية بين كيم جونغ - أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي - إن، لافتا إلى أنهما سيفتحان بينهما خطا للتواصل الطارئ، «لاحتواء التوترات العسكرية والتنسيق بشكل وثيق»، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وعلّق ترمب: «للمرة الأولى منذ أعوام، يبذل جميع الأطراف المعنيين جهدا جديا. العالم يراقب وينتظر»، لكنه لم يدل بأي موقف حيال حوار مباشر محتمل بين واشنطن وبيونغ يانغ. وأضاف الرئيس الأميركي الذي كثف منذ توليه الحكم هجماته الشخصية على الزعيم الكوري الشمالي: «قد تكون آمالا كاذبة، لكن الولايات المتحدة مستعدة لبذل جهد كبير مهما كان المسار».
وتأتي تطورات أمس نتيجة لتقارب متسارع أتاحته الألعاب الأولمبية الشتوية التي انتهت في 25 فبراير (شباط)، بعد عام شهد توترات كبيرة بسبب إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية هي الأقوى في تاريخها، وإطلاقها سلسلة صواريخ باليستية بعيدة المدى بعضها قادر على الوصول إلى البر الأميركي.
وكانت ذروة التقارب بين الكوريتين، مجيء كيم يو - جونغ الشقيقة الصغرى لكيم جونغ - أون إلى الجنوب لحضور افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية، في أول زيارة لعضو من العائلة الحاكمة في بيونغ يانغ منذ نهاية الحرب الكورية في 1953.
وسعى مون إلى الاستفادة من الألعاب الأولمبية لفتح الحوار بين الشمال وواشنطن، على أمل تخفيف التوترات حول الموضوع النووي. وقال تشونغ إن «الشمال أعرب بوضوح عن رغبته في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة»، وقال إنه «لا مبرر لحيازة (برامج) نووية إذا زالت التهديدات بحق الشمال، وتمّ ضمان أمن نظامه».
وأضاف للصحافيين أن «بيونغ يانغ أبدت استعدادها لإجراء حوار صريح مع الولايات المتحدة لمناقشة مسألة نزع السلاح النووي وتطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة»، معلنا أن الشمال لن يقوم بأي استفزاز كإجراء تجارب نووية أو باليستية خلال فترة الحوار. وتابع رئيس الوفد الكوري الجنوبي: «تعهد الشمال بعدم استخدام الأسلحة النووية أو التقليدية ضد الجنوب»، مضيفا أن سيول وبيونغ يانغ ستقيمان خطا مباشرا بين زعيميهما.
بهذا الصدد، قال المحلل السياسي تشيوغ سيونغ تشانغ من معهد «سيجونغ» إن «زيارة الوفد حققت اختراقا مهما جدا»، معتبرا نتائجها «خطوة أولى مهمة نحو احتواء التهديدات النووية والصاروخية للشمال، ومنع اندلاع الحرب في شبه الجزيرة الكورية، وبناء الثقة على الصعيدين السياسي والأمني». إلا أن المحلل حذر من أن عبارة «التهديدات العسكرية» التي يريد الشمال أن تتم إزالتها تبقى «مدار تأويل»، مضيفا أنه يعتقد أن واشنطن وبيونغ يانغ «ستباشران قريبا حوارا جديا»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت المفاوضات قد انهارت قبل عشر سنوات بين كوريا الشمالية من جهة، وكل من كوريا الجنوبية وروسيا والصين واليابان والولايات المتحدة التي تهدف إلى إعطاء بيونغ يانغ حوافز أمنية واقتصادية مقابل نزع سلاحها النووي.
وبدا الزعيم الكوري الشمالي مرتاحا ومبتسما وهو يصافح بحرارة أعضاء الوفد الكوري الجنوبي، حسب صور بثتها وسائل الإعلام الكورية الشمالية للقاء. وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أوردت أن كيم، وبعد أن «استمع من المبعوث الخاص الجنوبي إلى رغبة الرئيس مون جاي - إن في عقد قمة، تبادل وجهات النظر ووافق على العرض».
وكرست صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم صفحتها الأولى بالكامل للزيارة. ومن المفترض أن يغادر الوفد الكوري الجنوبي إلى واشنطن اليوم لرفع تقرير باللقاء. وفرضت الولايات المتحدة للتو عقوبات جديدة من جانب واحد على الشمال، وهي الأقسى حتى اليوم، كما قال الرئيس ترمب.


مقالات ذات صلة

كوريا الجنوبية تتوقع تأثيراً اقتصادياً محدوداً للصراع في الشرق الأوسط

الاقتصاد ناقلة نفط في عرض البحر (رويترز)

كوريا الجنوبية تتوقع تأثيراً اقتصادياً محدوداً للصراع في الشرق الأوسط

قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم (الأحد)، إن كوريا الجنوبية تشهد تأثيراً اقتصادياً محدوداً في أعقاب ضربة انتقامية وجهتها إسرائيل لإيران.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا سيول سابقة بمدينة كان (أ.ف.ب)

سيول مفاجئة في كان الفرنسية تجرف السيارات عبر الشوارع

اجتاحت السيول مدينة كان الفرنسية، اليوم الاثنين، لتجرف السيارات عبر الشوارع وتترك المدينة الواقعة بمنطقة الريفييرا والشهيرة بمهرجانها السينمائي بحالة تأهب قصوى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا بالون مُرسَل من كوريا الشمالية يحمل القمامة يظهر في سيول يوم 9 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

حريق في سيول بسبب بالون كوري شمالي مُحمَّل بالنفايات

هبط بالون مُحمَّل بالنفايات أُطلق من كوريا الشمالية على سطح مبنى في سيول، وأدى إلى اندلاع حريق، وفق ما أعلن مركز إطفاء.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ب)

الخارجية العراقية تحذر من «نار تأكل المنطقة كلها»

حذّر وزير الخارجية العراقي من استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، بينما أعلنت الوزارة تمكّنها من إطلاق سراح مواطن عراقي مختطف بسوريا من دون أن تدفع فدية للخاطفين.

فاضل النشمي (بغداد)
شمال افريقيا بلقاسم خلال تفقّد الإعمار في درنة (صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا)

درنة الليبية على طريق «الإعمار» وسط تحديات الانقسام السياسي

في الذكرى السنوية الأولى لكارثة «الإعصار»، لا يزال سكان درنة يتذكرون السيول التي ضربت مدينتهم، مخلِّفةً قرابة 4 آلاف قتيل، وآلاف المفقودين.

جاكلين زاهر (القاهرة)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
TT

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

وقالت الوكالة إن هذه الحالة المتعلقة بالسفر مرتبطة بتفشي السلالة الفرعية 1 من المرض في وسط وشرق أفريقيا.

وأضافت الوكالة في بيان «سعى الشخص إلى الحصول على رعاية طبية لأعراض جدري القردة في كندا بعد وقت قصير من عودته ويخضع للعزل في الوقت الراهن».

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة عالمية بسبب جدري القردة للمرة الثانية خلال عامين في أغسطس (آب) بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس، هي السلالة الفرعية 1 بي، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة.

وقالت وكالة الصحة العامة الكندية إنه رغم أن المخاطر التي تهدد السكان في كندا في هذا الوقت لا تزال منخفضة، فإنها تواصل مراقبة الوضع باستمرار. كما قالت إن فحصاً للصحة العامة، بما في ذلك تتبع المخالطين، مستمر.