الأمم المتحدة والعراق يطلقان خطة لإغاثة النازحين

تحتاج 569 مليون دولار لمساعدة أكثر من 3 ملايين شخص

TT

الأمم المتحدة والعراق يطلقان خطة لإغاثة النازحين

أطلقت الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية خطة الاستجابة الإنسانية لدعم النازحين. وأعلن المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في العراق راماناثان بالاكريشنان عن الخطة، أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد في مبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي.
وقال بالاكريشنان إن «خطة عام 2018 التي أطلقت بالتعاون مع الحكومة العراقية تؤكد الحاجة إلى مبلغ 569 مليون دولار لتقديم الدعم إلى نحو 3 ملايين و400 ألف شخص ممن هم في حاجة إلى مساعدة وتشمل قطاعات الصحة وإدارة المجتمعات وغيرها». وأشار المسؤول الأممي إلى أن «العنصر الرئيس للخطة يركّز على العودة الآمنة والطوعية للنازحين مع ضمان الكرامة لهم استنادا إلى ما أقرته حكومة العراق».
وأثنى بالاكريشنان على ما سماه «التعاون المثمر والبناء للحكومة العراقية مع بقية الشركاء في جميع مراحل الخطة في السنوات السابقة». كما قدم شكره للجهات الدولية والإنسانية المانحة وحثهم على الاستمرار في عملية دعم ومساعدة النازحين.
من جانبه، أكد وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف، خلال المؤتمر الصحافي، أن الخطة تتضمن «إغاثة وتقديم الخدمات للنازحين وإعادة الاستقرار إلى المناطق التي تعرضت للإرهاب، وهي خطة مشتركة بين الحكومة العراقية ممثلة باللجنة العليا لإيواء النازحين والفريق الأممي العامل في العراق». وكشف الجاف عن أهم النقاط التي ركزت عليها الخطة لهذا العام وهي «الحاجة إلى الاستمرار في تقديم الخدمات وصيانة وتهيئة المخيمات، إلى جانب الأمور اللوجيستية والقانونية لنحو مليونين ونصف المليون مواطن ما زالوا نازحين في عموم العراق». وعبّر الجاف عن خشيته من استغلال الجهات السياسية لملف النازحين خاصة مع قرب موعد الانتخابات النيابية المقررة في مايو (أيار) المقبل، ودعا جميع القوى السياسية إلى «عدم استغلال ملف النازحين سياسيا وانتخابيا».
بدوره، قال الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق خلال المؤتمر الصحافي، إن الخطة «تتضمن الاستمرار بتقديم المساعدات الإنسانية لجميع النازحين والعائدين إلى منازلهم في المناطق المحررة». وكشف العلاق عن الحاجة إلى «تقديم المساعدة لنحو 8 ملايين عراقي في المناطق التي سيطر عليها (داعش) سابقا، وتلك المساعدات تقدم في ضوء الموازنة المالية التي تم توفيرها في البرنامج الحكومي المشترك مع الأمم المتحدة».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.