تأكيد سعودي ـ مصري على مواجهة التدخلات ومحاربة الإرهاب

الأمير محمد بن سلمان يبدأ جولته الخارجية الأولى من القاهرة ببحث أوضاع المنطقة مع الرئيس السيسي

الرئيس المصري وولي العهد السعودي خلال مباحثاتهما في قصر الاتحادية أمس (واس)
الرئيس المصري وولي العهد السعودي خلال مباحثاتهما في قصر الاتحادية أمس (واس)
TT

تأكيد سعودي ـ مصري على مواجهة التدخلات ومحاربة الإرهاب

الرئيس المصري وولي العهد السعودي خلال مباحثاتهما في قصر الاتحادية أمس (واس)
الرئيس المصري وولي العهد السعودي خلال مباحثاتهما في قصر الاتحادية أمس (واس)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، خلال جلسة المباحثات التي عقداها في القاهرة أمس «مواصلة العمل معاً من أجل التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة، والتوحد كجبهة واحدة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية، وعلى رأسها الإرهاب والدول الداعمة له».
وشدد الرئيس المصري، وفق بيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في هذا الإطار على {ما يشكله أمن دول الخليج من جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري}، مؤكداً {عدم السماح بالمساس به، والتصدي بفعالية} لما تتعرض له دول الخليج من تهديدات.
وشهدت جلسة المباحثات الموسعة استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث عدد من الموضوعات على الساحتين العربية والإسلامية، وتطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وجهود البلدين تجاهها، خصوصاً مناقشة الملفات المتعلقة بأمن واســـــــتقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب، والتحديات التي تواجه الدول العربية في الفترة الحالية، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية المشـــــتركة، على رأسها تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك.
كان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وصل إلى القاهرة أمس، بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستجابة للدعوة المقدمة له من الرئيس المصري، في زيارة رسمية تمتد لـ3 أيام.
وكان بيان قد صدر عن الديوان الملكي السعودي في وقت سابق أمس، نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، قد قال: «بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أمس (الأحد) لزيارة جمهورية مصر العربية، وذلك استجابة للدعوة المقدمة له من الرئيس المصري».
وأوضح البيان أن الأمير محمد بن سلمان «سيلتقي الرئيس المصري وعدداً من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك».
وصاحبت الطائرة الخاصة لولي العهد السعودي لحظة دخولها الأجواء المصرية طائرات سلاح الجو المصري ترحيباً بقدومه، بينما حظت الزيارة بحفاوة رسمية وشعبية كبيرة.
وتقدم مستقبلي ولي العهد السعودي في مطار القاهرة الدولي الرئيسُ المصري. وبعد استراحة قصيرة في صالة التشريفات في المطار، صحب الرئيس عبد الفتاح السيسي ضيف بلاده في موكب رسمي إلى قصر الاتحادية.
ولدى وصول الأمير محمد بن سلمان إلى قصر الاتحادية، عقد لقاءً ثنائياً مع الرئيس السيسي، سبق جلسة المباحثات الموسعة بحضور وفدي البلدين.
وفي بداية اللقاء، رحب الرئيس المصري بولي العهد في بلده الثاني، فيما ثمّن الأمير محمد بن سلمان حسن الاستقبال وحفاوته.
ونقل ولي العهد السعودي تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس المصري، فيما حمله الرئيس السيسي تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين.
وذكر السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان أمس، أن الرئيس المصري وولي العهد السعودي عقدا لقاءً ثنائياً، بعد توجهما إلى قصر الاتحادية، تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
ورحب الرئيس المصري بولي العهد السعودي، بمناسبة قيامه بأول زيارة رسمية لمصر منذ توليه ولاية العهد في المملكة، معرباً عما تكنه مصر، قيادةً وشعباً، من تقدير ومودة لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وللمملكة العربية السعودية، في ضوء العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
كما أكد الرئيس المصري حرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي مع السعودية في مختلف المجالات، انعكاساً لمستوى العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين الدولتين، مشيراً إلى {التوقيت المهم والدقيق} لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر، في ضوء التحديات الكبيرة التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يفرض التنسيق المتبادل.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الأمير محمد بن سلمان نقل إلى الرئيس تحيات خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً حرصه على القيام بجولته الخارجية الأولي منذ توليه ولاية العهد إلى مصر، في ضوء عمق وقوة العلاقات الوثيقة التي تربط مصر والسعودية، وما يجمعهما من تاريخ مشترك ومصير واحد.
كما أكد ولي العهد السعودي تطلعه لأن تُضيف هذه الزيارة زخماً إلى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، على المستويين الرسمي والشعبي، وأن تدعم أواصر التعاون الثنائي في جميع المجالات، بما يساهم في تعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك، في مواجهة مختلف المخاطر التي تتعرض لها الأمة في الوقت الراهن.
وذكر السفير بسام راضي أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية منها، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة، في ضوء ما يتوافر في البلدين من فرص استثمارية واعدة، خصوصاً في مجال الاستثمار السياحي بمنطقة البحر الأحمر، لتعظيم الاستفادة من الإمكانات والمقومات السياحية الكبيرة لتلك المنطقة.
وأشار المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية إلى أن جلسة المباحثات ناقشت عدداً من القضايا الإقليمية الراهنة، مؤكداً أن المناقشات عكست تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء مختلف الملفات الإقليمية، ومنوهاً باتفاق الجانبين على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، بما يُنهي المعاناة الإنسانية الناتجة عنها، ويحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية، ويصون مقدرات شعوبها.
يشار إلى أن الوفد الرسمي لولي العهد السعودي يضم الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والدكتور عصام بن سعيد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وعادل الجبير وزير الخارجية، والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة، وخالد الحميدان رئيس الاستخبارات العامة.
كما ضم الوفد المرافق فهد العيسى المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع، وأحمد قطان وزير الدولة لشؤون أفريقيا، والفريق أول ركن فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة، وثامر نصيف رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد.
إلى ذلك، أكد الدكتور خالد نايف الهباس مساعد الأمين العام للجامعة العربية للشؤون السياسية على أهمية زيارة ولى العهد لمصر، ووصفها بالمحورية، مشيراً إلى أنها تأتى في توقيت تمر به فيه المنطقة بمنعطف خطير بسبب الإرهاب وتداعياته.
وقال الدكتور الهباس لـ«الشرق الأوسط» إن الجميع يدرك أهمية العلاقات المصرية السعودية وتطورها وتعزيزها، باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز العمل العربي المشترك، والدور الذي تقوم به في التضامن لتقوية المواقف العربية في مواجهة التحديات، مشيراً إلى أن مصر والسعودية لهما ثقل كبير على المستوى الإقليمي والدولي، ومنوهاً بأن التنسيق المصري السعودي له دور كبير في مواجهة التحديات، وإيجاد الحلول المناسبة للأزمات القائمة.
وحول تطوير منظومة العمل العربي المشترك، ودعم جامعة الدول العربية، أكد أن سياسة كل من مصر والسعودية واضحة في هذا الشأن، وأن «العمل المشترك يعنى تعزيز دور الجامعة العربية، وتطوير منظومة العمل، للقيام بدورها وفق طبيعة المرحلة».


مقالات ذات صلة

خادم الحرمين وولي العهد يهنئان ملك البحرين بفوز بلاده بكأس الخليج

رياضة سعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس)

خادم الحرمين وولي العهد يهنئان ملك البحرين بفوز بلاده بكأس الخليج

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ببرقية تهنئة، للملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، بمناسبة فوز المنتخب البحريني بكأس الخليج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج جانب من وصول التوأم الملتصق السوري سيلين وإيلين إلى الرياض (واس)

وصول التوأم الملتصق السوري «سيلين وإيلين» إلى الرياض

وصل إلى الرياض التوأم الملتصق السوري، سيلين وإيلين الشبلي، برفقة ذويهما، قادمين من لبنان عبر طائرة إخلاء طبي تابعة لوزارة الدفاع السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الدعم السعودي جاء حرصاً على تحقيق الاستقرار والنماء للشعب اليمني (الموقع الرسمي للبنك)

السعودية تدعم الاقتصاد اليمني بنصف مليار دولار

قدّمت السعودية دعماً اقتصادياً جديداً لليمن بقيمة 500 مليون دولار أميركي، تعزيزاً لميزانية الحكومة، ودعم البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الشيهانه العزاز ترأس مجلس إدارة «الهيئة السعودية للملكية الفكرية» منذ 15 مايو 2024 (واس)

تشكيل مجلس إدارة «الهيئة السعودية للملكية الفكرية»

صدرت الموافقة السامية على تشكيل مجلس إدارة «الهيئة السعودية للملكية الفكرية» لمدة 3 سنوات، وذلك بالتمديد مع ضم كفاءات وطنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

زار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، مشروع منتجع «شرعان» في محافظة العلا (شمال غربي السعودية)، والتقى بالعاملين فيه.

«الشرق الأوسط» (العلا)

«مفاوضات الدوحة» تبحث «صفقة جزئية» في غزة

الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
TT

«مفاوضات الدوحة» تبحث «صفقة جزئية» في غزة

الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

يُفترض أن تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم، جولةٌ جديدةٌ من المفاوضات المرتبطة بالحرب الدائرة في قطاع غزة.

وبينما تحدث الإعلام الإسرائيلي، أمس، عن توجه رئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، إلى الدوحة لحضور الاجتماعات، برزت توقعات بأن ينضم أيضاً المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، من أجل دفع مساعي تأمين الصفقة قبل تنصيب الرئيس دونالد ترمب.

ونقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مسؤول في «حماس» قوله إن الحركة وافقت على قائمة بـ34 رهينة قدمتها إسرائيل لمبادلتهم في إطار اتفاق محتمل لوقف النار.

كما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن «مصدر رفيع في إحدى الدول الوسيطة» (لم تسمّه)، قوله إن «إسرائيل تحاول إتمام صفقة جزئية تشمل عدداً محدوداً من الرهائن مقابل عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين، وتتضمن وقف إطلاق نار لأسابيع قليلة».