سيناريو الربيع الإيراني

ما وراء الغلاف

سيناريو الربيع الإيراني
TT

سيناريو الربيع الإيراني

سيناريو الربيع الإيراني

سجلت أسبوعية «تجارت فردا» الاقتصادية في عددها الأخير الصادر يوم السبت وقفة مطولة في قصة الغلاف مع التقرير الأخير للبنك الدولي حول الربيع العربي في تحذير ضمني من سيناريو الربيع الإيراني.
واقتبست كلمات دلالية كانت وراء تفجر ثورات الربيع العربي، في إشارة إلى الاستياء الشعبي نتيجة ظهور تلك الكلمات في إيران هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى وتحذر بشكل غير مباشر من تبعات كارثية للربيع الإيراني.
وبحسب التقرير الدولي، فإن عجز الحكومات وضعفها في حل أزمات البطالة والفساد والظلم والفقر وفشل الحكومات في تقديم السلع الأساسية للمواطن وعجز الحكام عن حل الأزمات الداخلية من الجذور الأساسية لثورات الربيع العربي.
وتكشف الأسبوعية عن دافعها لاختيار قصة الغلاف بشكل أوضح عندما تتساءل «ما هي العبر المستخلصة من الربيع العربي؟» كما تبحث الصحيفة أسباب فشل الثورات في أغلب البلدان العربية، بحسب تقييمها.
وخلصت الأسبوعية بالاستناد على تقرير البنك الدولي أن المؤشرات الاقتصادية حول نمو الدخل ومعدلات الفقر والتفاوت الاقتصادي وعدم مساواة الدخل تظهر حالة مقبولة من اقتصاد الدول قبل الربيع العربي لكن التطورات في تونس ومصر والدول الأخرى أظهرت خلاف ذلك. وتتوقف عند أزمات ثانوية مثل ضعف خدمة الإنترنت ومياه الشرب وضعف شبكة مياه الصرف الصحي إلى جانب الأزمات الأساسية.
ويبرز في الغلاف لونان الأسود والأحمر، قاعدة سوداء وقبضات متآكلة حمراء اللون في إشارة إلى ثورات الربيع العربي والقبضة الحمراء كما هو معروف ترمز إلى التضامن والدعم كما أنها تعبر عن الوحدة، والتحدي، أو المقاومة.
وتحظى أهمية الغلاف أنه يأتي وسط جدل وتباين في دوائر صنع القرار في إيران نتيجة تفجر احتجاجات شعبية مفاجئة شارك فيها الطبقات الوسطى وما تحت وهي الشرائح الأكثر تضررا من سوء الإدارة وتدهور الوضع المعيشي. الاثنين الماضي، تحدث نائب الرئيس إسحاق جهانغيري عن «تحديات فائقة» تواجه النظام في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي وفق ما نقلت عنه وكالة «ايلنا».
تصدر أسبوعية «تجارت فردا» أيام السبت، وهي تابعة لمجلة «دنياي اقتصاد» التي يعتبرها كثيرون الصحافة الأكثر شعبية، كما تحتل الرتبة الثانية في إحصائية أكثر الصحف انتشارا وفقا لوزارة الثقافة والإعلام الإيرانية. صدر العدد الأول منها في صيف 2013 ومنذ ذلك الحين تقوم الأسبوعية بتحليل أهم التطورات الاقتصادية في العالم وإيران من منظور علم الاقتصاد السياسي.
وتخاطب الأسبوعية في الدرجة الأولى أصحاب الرأي والاقتصاديين وصناع القرار والناشطين الاقتصاديين. والأسبوعية مملوكة لأكبر مؤسسة إعلامية في إيران تنشط في المجال الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

يوميات الشرق مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

أثارت قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر المتعلقة بالبرامج الدينية جدلاً في الأوساط الإعلامية

محمد الكفراوي (القاهرة )
الولايات المتحدة​ ديبورا والدة تايس وبجانبها صورة لابنها الصحافي المختفي في سوريا منذ عام 2012 (رويترز)

فقد أثره في سوريا عام 2012... تقارير تفيد بأن الصحافي أوستن تايس «على قيد الحياة»

قالت منظمة «هوستيدج إيد وورلدوايد» الأميركية غير الحكومية إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012 ما زال على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي شخص يلوّح بعلم تبنته المعارضة السورية وسط الألعاب النارية للاحتفال بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

مع تغيّر السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري نفسه مربكاً في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)
TT

تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)

تحدثت شركة «غوغل» عن خطتها لتطوير عملية البحث خلال عام 2025، وأشارت إلى تغييرات مرتقبة وصفتها بـ«الجذرية»؛ بهدف «تحسين نتائج البحث وتسريع عملية الوصول للمعلومات»، غير أن الشركة لم توضح كيفية دعم الناشرين وكذا صُناع المحتوى، ما أثار مخاوف ناشرين من تأثير ذلك التطوير على حقوق مبتكري المحتوى الأصليين.

الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل»، سوندار بيتشاي، قال خلال لقاء صحافي عقد على هامش قمة «ديل بوك» DealBook التي نظمتها صحيفة الـ«نيويورك تايمز» خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي: «نحن في المراحل الأولى من تحول عميق»، في إشارة إلى تغيير كبير في آليات البحث على «غوغل».

وحول حدود هذا التغيير، تكلّم بيتشاي عن «اعتزام الشركة اعتماد المزيد من الذكاء الاصطناعي»، وتابع أن «(غوغل) طوّعت الذكاء الاصطناعي منذ عام 2012 للتعرّف على الصور. وعام 2015 قدّمت تقنية (رانك براين) RankBrain لتحسين تصنيف نتائج البحث، غير أن القادم هو دعم محرك البحث بتقنيات توفر خدمات البحث متعدد الوسائط لتحسين جودة البحث، وفهم لغة المستخدمين بدقة».

فيما يخص تأثير التكنولوجيا على المبدعين والناشرين، لم يوضح بيتشاي آلية حماية حقوقهم بوصفهم صُناع المحتوى الأصليين، وأشار فقط إلى أهمية تطوير البحث للناشرين بالقول إن «البحث المتقدم يحقق مزيداً من الوصول إلى الناشرين».

كلام بيتشاي أثار مخاوف بشأن دور «غوغل» في دعم المحتوى الأصيل القائم على معايير مهنية. لذا، تواصلت «الشرق الأوسط» مع «غوغل» عبر البريد الإلكتروني بشأن كيفية تعامل الشركة مع هذه المخاوف. وجاء رد الناطق الرسمي لـ«غوغل» بـ«أننا نعمل دائماً على تحسين تجربة البحث لتكون أكثر ذكاءً وتخصيصاً، وفي الأشهر الماضية كنا قد أطلقنا ميزة جديدة في تجربة البحث تحت مسمى (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews، وتعمل هذه الميزة على فهم استفسارات المستخدمين بشكل أفضل، وتقديم نتائج بحث ملائمة وذات صلة، كما أنها توفر لمحة سريعة للمساعدة في الإجابة عن الاستفسارات، إلى جانب تقديم روابط للمواقع الإلكترونية ذات الصلة».

وحول كيفية تحقيق توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين البحث وضمان دعم مبتكري المحتوى الأصليين وحمايتهم، قال الناطق إنه «في كل يوم يستمر بحث (غوغل) بإرسال مليارات الأشخاص إلى مختلف المواقع، ومن خلال ميزة (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews المولدة بالذكاء الاصطناعي، لاحظنا زيادة في عدد الزيارات إلى مواقع الناشرين، حيث إن المُستخدمين قد يجدون معلومة معينة من خلال البحث، لكنهم يريدون المزيد من التفاصيل من المصادر والمواقع».

محمود تعلب، المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن التغييرات المقبلة التي ستجريها «غوغل» ستكون «ذات أثر بالغ على الأخبار، وإذا ظلّت (غوغل) ملتزمة مكافحة المعلومات المضللة وإعطاء الأولوية لثقة المُستخدم، فمن المرجح أن تعطي أهمية أكبر لمصادر الأخبار الموثوقة وعالية الجودة، والذي من شأنه أن يفيد مصادر الأخبار الموثوقة».

أما فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي المصري والمحاضر في الجامعة الأميركية بالقاهرة، فقال لـ«الشرق الأوسط» خلال حوار معه: «التغيير من قبل (غوغل) خطوة منطقية». وفي حين ثمّن مخاوف الناشرين ذكر أن تبعات التطوير «ربما تقع في صالح الناشرين أيضاً»، موضحاً أن «(غوغل) تعمل على تعزيز عمليات الانتقاء للدفع بالمحتوى الجيد، حتى وإن لم تعلن بوضوح عن آليات هذا النهج، مع الأخذ في الاعتبار أن (غوغل) شركة هادفة للربح في الأساس».